وجه زعيم حزب الحركة القومية دولت
بهتشلي، "دعوة نادرة" إلى
حزب الجيد، من أجل التحالف في
الانتخابات البلدية التي ستجرى في آذار/ مارس المقبل، وذلك قبيل خطاب مهم لزعيمة الحزب ميرال
أكشنار، ستعقده في 26 أب/ أغسطس الجاري.
ونقل إسماعيل أوزدمير، في برنامج للصحفية هاندا فرات على قناة "سي أن أن التركية، رسالة من بهتشلي قال فيها: "دعوناكم سابقا للعودة إلى الديار ولم تعودوا، دعونا الآن لأن نكون جيرانا في الانتخابات البلدية من أجل الخير لهذا البلد".
وتلت فرات نقلا عن أوزدمير الرسالة التي جاء فيها: "رئيسنا (بهتشلي) نشر في 1 آب/ أغسطس 2019، رسالة على تويتر، وجه فيها دعوة لأعضاء حزب الحركة القومية السابقين الذين انضموا إلى الحزب الجيد".
وتتابع الرسالة: "مرة أخرى يقدم رئيسنا لكم التحية والاحترام، وينقل دعوة جديدة إلى حزب الجيد ويشاركها أمام الرأي العام"، وهي: "فلنكن جيرانا في البلديات من أجل الخير لهذا البلد".
ولم توضح الرسالة التي تلتها فرات، إن كانت الدعوة تتضمن الانضمام إلى "تحالف الجمهور"، أم التحالف فقط بين "الجيد" و"الحركة القومية"، ومن ثم خوض الانتخابات بعيدا عن حزب العدالة والتنمية.
طريق ثالث
وردا على الدعوة التي وجهها بهتشلي، قال تولغا أكالين نائب رئيس حزب الجيد؛ إنه "إذا كان السيد دولت (بهتشلي)، يدعو إلى "طريق ثالث" بإنشاء تكتل يضم القوميين، فنحن موجودون بالفعل، فلتتفضل للانضمام".
وتابع أكلين: "ولكن إذا أراد وضع القومية التركية تحت قيادة سياسية إسلامية، فهو يفعل ما يحتاج إليه، لكن نحن لسنا بحاجة لذلك".
يشار إلى أن بهتشلي وجه في السابق رسالتين إلى أعضاء حزب الجيد الذين انفصلوا عن حزب الحركة القومية، من أجل العودة إلى الحزب، لكن دعوته هذه المرة تأتي في إطار المشاركة بين الجانيبن في تحالف واحد.
خطاب مهم و"حاد" لأكشنار في 26 آب/ أغسطس
وأعلن النائب والمتحدث باسم حزب الجيد كورشات زورلو، أن أكشنار ستدلي بخطاب، سيشكل بداية مهمة في السياسة التركية.
وكشف النائب والصحفي المقرب من حزب الشعب الجمهوري باريش ياركداش، نقلا عن مصادر في حزب الجيد، أن أكشنار تعد "خطابا حادا" في 26 آب/ أغسطس، وستعلن دخول الحزب في الانتخابات المحلية بالمقاطعات كافة وحده، دون التحالف مع حزب الشعب الجمهوري.
وأشار باريش في لقاء تلفزيوني، إلى أنه وفقا للمصادر فإن أكشنار قالت؛ إنها حتى لو تركت رئاسة حزب الجيد، فلن تتحالف بعد اليوم مع حزب الشعب الجمهوري بأي شكل من الأشكال.
صحيفة "
جمهورييت" المقربة من حزب الشعب الجمهوري، نقلت عن مصادر في حزب الجيد، أن أكشنار ستعلن "الخط السياسي" الذي ستتبعه في الانتخابات المحلية المقبلة، وسيكون خطابها حاد.
وأوضحت أنه بعد الانتخابات العامة التي أجريت في أيار/ مايو الماضي، عقدت أكشنار اجتماعات منفصلة مع المجالس كافة في حزبها، واستمعت لآراء الأعضاء بشأن الانتخابات المحلية.
ويرى أعضاء الحزب، أن التحالف مع حزب الشعب الجمهوري، يضر بالحزب، وأن حزب الجيد عليه أن يثبت نفسه بدخول الانتخابات المحلية "مستقلا"، حتى يكسب طابعه المؤسسي.
وذكرت المصادر، أن أكشنار ستعلن في خطابها أنه لن يتم التحالف مع حزب الشعب الجمهوري حتى في المدن الكبرى، كما أن الكواليس تشير إلى نية الحزب ترشيح أوميت أوزلالي لرئاسة بلدية إزمير، التي تعد معقلا لحزب الشعب الجمهوري.
هل أغلقت أكشنار الأبواب أمام حزب الشعب الجمهوري؟
الكاتب ظافر شاهين في
مقال بصحيفة "ملييت"، ذكر أن البعض يتحدث بأن أكشنار ستعلن خوض حزب الجيد الانتخابات المحلية وحده، دون تحالف مع حزب الشعب الجمهوري.
وأضاف شاهين، أن هذا ما كان يجب أن يفعله حزب الجيد منذ البداية، معتقدا أن تكرار التحالف مع "الشعب الجمهوري" في الانتخابات المقبلة، سيقود حزب الجيد نحو الهاوية.
ورأى شاهين أن أكشنار قد تتجه لإعلان آخر، وهو إنشاء "جبهة قومية" في السياسة التركية، في ظل الموجة القومية المتصاعدة في أنحاء العالم كافة، لافتا إلى أن هذا التوجه منطقي، لكن يستحيل تنفيذه.
واستدرك شاهين، بأن هناك ثلاثة محددات مهمة لدى حزب الجيد، وبشكل أوضح مطالب موجهة إلى حزب الشعب الجمهوري، وهي أن يكون أكرم إمام أوغلو مرشحا لرئاسة بلدية إسطنبول، وعدم ترشيح شخص آخر لرئاسة بلدية أنقرة عن منصور يافاش.
أما المطلب الثالث، ترك بلدية إزمير إلى حزب الجيد، وترشيح أوميت أزلالي لها، مقابل دعم حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول وأنقرة، الأمر الذي قد لا يوافق عليه
كليتشدار أوغلو.
الكاتب مراد كلكيتلي أوغلو في مقال على موقع قناة "
TV100"، ذكر أن أكشنار ستوجه انتقادات لاذعة إلى حزب الشعب الجمهوري، وقد تتجه إلى إغلاق أبواب التحالف، لكن الواقع يقول غير ذلك.
وأوضح أن حزب الشعب الجمهوري، والجبهة الصاعدة في حزب الجيد، يدركان أنه إذا لم يكن هناك تحالف في الانتخابات المحلية، فلن يكون لديهم فرصة ضد حزب العدالة والتنمية، ولذلك فإن التحالف يجب أن يتم.
وتابع بأن حزب الجيد سيطالب بنحو خمس أو ست بلديات في مقاطعات إسطنبول وأنقرة، إلى جانب عدد من بلديات مدن الكبرى، وإذا تم تلبية هذه المطالب فإنه منفتح على التحالف مع حزب الشعب الجمهوري.