قال
مسؤول إسرائيلي، الاثنين، إن حكومته "تعتزم تسهيل سفر الفلسطينيين الأمريكيين
من قطاع
غزة، بحلول 15 أيلول/ سبتمبر"، وذلك في إطار الاستعدادات التي ستمكّن
الإسرائيليين من دخول الولايات المتحدة دون تأشيرات.
وأوضح
نائب مدير عام مصلحة السكان والهجرة بوزارة الداخلية الإسرائيلية، غيل برينغر، أن هذا
الإجراء "من شأنه أن يجعل الشروط المفروضة على الأمريكيين في غزة مماثلة لتلك
المفروضة على الأمريكيين من أصل فلسطيني في الضفة الغربية، في إطار الفترة التجريبية
التي بدأت في 20 تموز/ يوليو"، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.
ومع
اقتراب الموعد النهائي المقرر في 30 أيلول/ سبتمبر لتأهيل مواطنيها للإعفاء من تأشيرات
الدخول إلى الولايات المتحدة، قامت حكومة
الاحتلال في إطار المعاملة بالمثل، بتخفيف
إجراءات دخول الأمريكيين من أصل فلسطيني عبر مطار بن غوريون وعلى حدود الضفة الغربية.
والأسبوع الماضي كشف عن وجود مراقبين أمريكيين
في "إسرائيل" لتقييم الأوضاع على معابرها الحدودية بالنسبة إلى الفلسطينيين
الذين يحملون الجنسية الأمريكية، وذلك تحت غطاء من الكتمان ضمن اتفاق جديد يتضمن إعفاء
الإسرائيليين من
تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة، بحسب وكالة "رويترز".
ونقلت "رويترز" عن مسؤولين أن
الوفد الأمريكي زار مكتب الهجرة الإسرائيلي، ومطار بن غوريون، كما أنه أجرى جولة في نقاط
التفتيش على حدود الضفة الغربية.
وفي مقابل إعفاء الإسرائيليين من التأشيرة
تطالب واشنطن تل أبيب بإتاحة العبور من دون قيود للأمريكيين بغض النظر عن خلفياتهم،
وسيترتب على هذا تعديل قواعد السفر بالنسبة إلى عشرات الآلاف من الفلسطينيين الأمريكيين
في الضفة الغربية، وربما من الولايات المتحدة أيضاً، إذ يشتكي بعضهم من المضايقات أو
حظر السفر عند محاولة زيارة الأقارب.
المطلوب إسرائيلياً
وخلال فترة تجريبية مدتها ستة أسابيع بدأت
في الـ 20 من تموز/ يوليو الماضي، يتعين على تل أبيب أن تثبت أنها تقبل دخول الأمريكيين
من دون معاملة تمييزية كشرط لقبولها في برنامج الإعفاء من التأشيرة الأمريكية، علماً
بأن الموعد النهائي لاتخاذ قرار في شأن الاتفاق الذي سيسمح للإسرائيليين بالسفر من
دون تأشيرة إلى الولايات المتحدة هو الـ 30 من أيلول/ سبتمبر المقبل.
ومنذ أن بدأت الفترة التجريبية يقول الأمريكيون
من أصل فلسطيني إنهم يشعرون بالفرق فعلاً، وقال عبد الجليل جودة (26 سنة) إنه تمكن
من العودة للضفة الغربية عبر مطار بن غوريون بدلاً من السفر إلى الأردن والقيام بالرحلة
البرية كما كان يتعين عليه سابقاً.
وأضاف: "السفر كان سلساً وأمن المطار
عندما يتبين لهم أن المسافر فلسطيني يفتشونه بدقة، إلا أن الإجراءات تمضي بسلاسة وهذه
هي المرة الأولى لي بعد القرار، ويمكنك أن تكون في المنزل بعد نصف ساعة".
وسعا الحليفان إلى الحد من الإعلان عن الفترة
التجريبية التي تأتي وسط توترات حادة بشكل غير معتاد بين قيادتيهما حول السياسات مع
الفلسطينيين وقضايا أخرى، وبالنسبة إلى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو فإن حسم
موضوع الانضمام إلى برنامج الإعفاء من التأشيرة قد يوفر له متنفساً في الداخل بعد خططه
لتعديل القضاء.
وقال أحد المسؤولين إن الفترة التجريبية
تمضي بسلاسة من دون أي صعوبات كبيرة أمام المسافرين الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية
الأمريكية، بينما أيد مسؤول ثان هذا التوصيف.
لكن الأرقام لا تزال محدودة، ورداً على
سؤال حول عدد الفلسطينيين الأمريكيين الذين سافروا إلى "إسرائيل" أو من خلالها
أثناء فترة التجربة، قدم المسؤولون تقييمات تتراوح بين عدد أقل من 100 إلى ما بين
100 و200.
فرصة مميزة
وقال رجل يصف نفسه بأنه أول أمريكي-فلسطيني
دخل "إسرائيل" خلال الساعات الأولى من صباح الـ 20 من تموز/ يوليو الماضي
عبر مقطع فيديو من مطار بن غوريون، إن دخوله لم يستغرق سوى دقائق، وقال: "دخلت
باستخدام جواز السفر الأمريكي فقط ولم تسألني سلطات الهجرة عن أي شيء يتعلق بجواز السفر
الفلسطيني".
وقال اثنان من المسؤولين إنه من المتوقع
أن يختتم الوفد الأمريكي المؤلف من ممثلين عن وزارتي الأمن الداخلي والخارجية هذا الأسبوع
زيارته ويقدم التقارير في واشنطن، وأوضحا أن السفارة الأمريكية ستواصل مراقبة التجربة
من خلال وسائل منها جمع الشكاوى التي تتلقاها عبر الإنترنت وأرقام هواتف الطوارئ المنشورة
على موقعها الإلكتروني.
وتقدر مؤسسة المعهد العربي-الأمريكي عدد
الأمريكيين من أصل فلسطيني بما يتراوح بين 122 ألفاً و220 ألفاً، وقدر مسؤول أمريكي
أن من بين هؤلاء 45 ألفاً إلى 60 ألفاً يقيمون في الضفة الغربية.