قررت
محكمة أمريكية استدعاء الرئيس الأمريكي السابق دونالد
ترامب مجددا نهاية الشهر الجاري، للاستماع إليه بخصوص الاتهامات الموجهة له بشأن محاولته قلب نتائج
الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
خلال مثوله أمام محكمة فيدرالية في واشنطن الخميس، أجاب الملياردير الجمهوري بأنه غير مذنب عندما قرأت القاضية موكسيلا أوباديايا التهم وأحكام السجن القصوى المرتبطة بها.
وحددت المحكمة الفيدرالية موعد جلسة الاستماع القادمة لترامب في الـ28 من الشهر الجاري.
وتحدث ترامب إلى صحفيين في مطار ريغان الوطني، قبل مغادرته واشنطن على متن طائرته الخاصة، وندد بـ"يوم حزين جدا" للولايات المتحدة، معتبرا أنه يتعرض للاضطهاد باعتباره "خصما سياسيا".
وأضاف: "هذا اضطهاد للشخص الذي يتقدم بنسب عالية جدًا في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، ويتقدم (على الرئيس جو) بايدن كثيرًا".
وتابع: "إذا لم تتمكن من هزمه، فاضطهده أو قاضِه"، مردفا: "لا يمكننا أن ندع هذا يحدث في أمريكا".
وتشير لائحة الاتّهام الواقعة في 45 صفحة، التي نُشرت الثلاثاء، خصوصا إلى وجود "مشروع إجرامي"، وتتّهمه بتقويض أسس الديمقراطيّة الأمريكية، من خلال محاولة تغيير عمليّة فرز نتائج تصويت أكثر من 150 مليون أمريكي.
وقالت القاضية موكسيلا أوباديايا: "يمكنني أن أؤكد للجميع أنه سيكون هناك مسار ومحاكمة عادلة".
والخميس، اتهم ترامب مجددا خلفه ومنافسه الديمقراطي جو بايدن بالوقوف وراء الدعاوى القضائية الجديدة؛ لإبقائه خارج سباق الانتخابات الرئاسية عام 2024.
وكتب على منصته "تروث سوشال": إنه ملاحق على خلفية "الطعن في انتخابات فاسدة ومزورة ومسروقة".
وكُتب على لافتة حملها متظاهر خارج قاعة المحكمة: "الرؤساء ليسوا ملوكا"، في إشارة إلى جملة قالتها القاضية تانيا شوتكان في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، عندما رفضت طلب ترامب منع كشف معلومات عن تصرفاته في أثناء اقتحام مبنى الكابيتول.
وكتب ترامب في وقت سابق: "الديمقراطيون لا يريدونني مرشحًا ضدهم، وإلا لما استخدموا القضاء سلاحا على هذا النحو غير المسبوق".
من جهته، يقضي بايدن إجازة في منتجع بولاية ديلاوير على الساحل الشرقي، وقد أكد لشبكة "سي إن إن" أنه لن يتابع التقارير عن مثول خصمه المحتمل في انتخابات عام 2024.
وقبل أكثر من أربع وعشرين ساعة من بداية جلسة المحكمة، انتشرت كاميرات وشاحنات الأقمار الصناعيّة التابعة لوسائل الإعلام المحلّية والدوليّة في الساحة أمام المحكمة، تحت أنظار المارّة والسيّاح.
ومنذ الفجر، اصطف نحو مئة صحفي لدخول المحكمة، بينما أقيمت حواجز أمنية في محيط المبنى، ونصبت مثلها حول مبنى الكابيتول القريب.
وقالت شرطة العاصمة الفيدرالية لوكالة "فرانس برس" إن أكثر من ستة من أجهزة شرطة ووكالات أمن شاركت في تأمين الجلسة.
ودعا المحقّق الخاصّ جاك سميث، الذي أشرف على التحقيق الثلاثاء، إلى تنظيم "المحاكمة بلا تأخير"، قائلا إنه يمكن إجراؤها في خضم الحملة الرئاسية.
وما زال ترامب (77 عاما) المرشح الأوفر حظا في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، ولم تتضح بعد تداعيات توجيه هذا الاتهام على ترشيحه.
رغم تتالي الدعاوى القضائيّة، لا يزال الملياردير الجمهوري يحتفظ بولاء جزء كبير من حزبه، فهو يُهيمن على استطلاعات الرأي لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسيّة، حتّى إنّه يُوسّع الفجوة بينه وبين منافسه حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، الذي يُراكم العثرات منذ بداية حملته الانتخابيّة.