قاد وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، اقتحامات المستوطنين للمسجد
الأقصى المبارك صباح الخميس، تحت حماية شرطة
الاحتلال، وذلك بعد دعوات لجماعات استيطانية طالبت بتنفيذ اقتحامات واسعة في "ذكرى خراب الهيكل" المزعوم.
وقالت إدارة المسجد الأقصى لـ"عربي21"، إن إجمالي عدد المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى في الفترة الصباحية اليوم الخميس، بلغ 1787 متطرفا بينهم 40 طالبا، وهؤلاء اقتحموا الأقصى تحت حماية قوات الاحتلال المدججة بالسلاح.
وعلمت "عربي21" من إحدى المرابطات، أن قوات الاحتلال اقتحمت مصلى قبة الصخرة بالتزامن مع اقتحام المستوطنين، وقامت بملاحقة بعض الشبان، منوهة أن هناك "تجمعات كبيرة للمستوطنين قرب المسجد الأقصى استعدادا لاقتحامه في الفترة المسائية بعد صلاة الظهر".
وأشارت إلى أن الاحتلال منعها من دخول المسجد الأقصى من أكثر من باب، لكنها تمكن بعد جهد كبير من دخول المسجد الأقصى من باب السلسلة، منوهة أن قوات لاحتلال تيق دخول المصلين للمسجد الأقصى وخاصة فئة الشباب.
وأفاد الناشط المقدسي فخري أبو دياب، أن الوزير المتطرف بن غفير، اقتحم المسجد الأقصى المبارك، وقام بأداء صلوات وتقوس تلمودية داخل الأقصى.
وكشف في حديث خاص لـ"عربي21"، أن "الوزير بن غفير، أطق عبارات استفزازية خلال اقتحامه للمسجد الأقصى، وقال: "هذا أهم مكان لليهود، يجب أن نعود إليه"، في إشارة إلى السيطرة وفرض السيادة الإسرائيلية عليه.
وأوضح أبو دياب، أن "مجموعات متطرفة متتالية تقتحم المسجد الأقصى بأعداد كبيرة من باب المغاربة، من بينهم مجموعات تابعة لما يسمى بـ"شبيبة التلال".
وأشار أبو دياب، إلى أن "أعداد كبيرة من غلاة المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال التي انتشرت بكثافة داخل الأقصى"، لافتا أن قوات الاحتلال تمنع دخول المصلين والمرابطين إلى المسجد الأقصى، وذلك من أجل اتاحة الفرصة أمام المتطرفين للقيام بطقوسهم التلمودية داخل الأقصى",
وذكر أن "قوات الاحتلال تبعد حراس الأقصى وتمنعهم من الاقتراب من المقتحمين لمنعهم من أداء صلواتهم التلمودية"، مؤكدا أن "التوتر يزداد داخل الأقصى بالتزامن مع تواصل اقتحام المستوطنين".
وأكد أن "انتشار قوات الاحتلال داخل وخارج المسجد الأقصى، هي مؤشر واضح على سعي الاحتلال إلى فرض سيطرته الكاملة على المسجد الأقصى"، منوها أن تواجد المصلين والمرابطين داخل الأقصى، يساهم في إفشال مخططات الاحتلال.
ونوه الناشط، أن "الاحتلال حول مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية، مع استمرار الاستفزازات للمقدسين وأصحاب المحلات التجارية في البلدة القديمة، من قبل الأعداد الكبيرة من المستوطنين الذين يستبيحون البلدة القديمة ومحيطها بحماية قوات الاحتلال".
إدانات عربية وتركية
وأعربت السعودية، الخميس، عن "إدانة واستنكار" اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ومجموعة من المستوطنين لباحة المسجد الأقصى.
وحملت وزارة الخارجية في بيان، نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) "قوات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تداعيات استمرار هذه التجاوزات".
وجاء في بيان الخارجية السعودية أن "المملكة تدين وتستنكر اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي ومجموعة من المستوطنين لباحة المسجد الأقصى".
وأكدت الوزارة أن "هذه الممارسات الممنهجة تعد تعديا صارخا لكافة الأعراف والمواثيق الدولية، واستفزازا لمشاعر المسلمين حول العالم".
وشددت الوزارة على "مطالبتها للمجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء تصعيد الاحتلال الإسرائيلي، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين وبذل كافة الجهود لإنهاء هذا الصراع".
وأدان الأردن، ، اقتحام بن غفير المسجد الأقصى محذرا من "دوامات جديدة من العنف".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية سنان المجالي، في بيان: "قيام وزيرٍ إسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى، وانتهاك حرمته وممارسات المتطرفين، يمثل خطوة استفزازية وخرقا فاضحا ومرفوضا للقانون الدولي وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها".
ومشددا على أنه "لا سيادة لإسرائيل على القدس المحتلة"، حذر المجالي من أن "استمرار الإجراءات الأحادية الإسرائيلية والخروقات المتواصلة للوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها تهدد بتفجير دوامات جديدة من العنف".
وأدانت قطر، اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى في مدينة القدس، محذرة من تجدد تصعيد تل أبيب في الأراضي الفلسطينية.
وقالت وزارة الخارجية القطرية: "ندين بأشد العبارات اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي ومئات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك، وقيامهم بأداء طقوس تلمودية في باحاته تحت حماية سلطات الاحتلال".
واعتبرت ذلك الاقتحام "انتهاكا سافرا للقانون الدولي والوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس المحتلة".
وحذرت الوزارة "مجددا من السياسة التصعيدية التي تتبناها الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وأكدت أن "المحاولات المتكررة للمساس بالوضع الديني والتاريخي للمسجد الأقصى ليست اعتداء على الفلسطينيين فحسب، بل على ملايين المسلمين حول العالم".
وحملت الوزارة "سلطات الاحتلال الإسرائيلي وحدها مسؤولية دائرة العنف التي ستنتج عن هذه الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك"، وحثت "المجتمع الدولي على التحرك العاجل لوقف هذه الاعتداءات".
كما أدانت مصر،، اقتحام بن غفير، ودعت الاحتلال إلى وقف التصعيد، محذرة من "عواقب خطيرة".
وقالت مصر إنها "تدين اقتحام المسجد الأقصى الشريف صباح اليوم من قبِل مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية والمئات من العناصر المتطرفة، وقيام السلطات الإسرائيلية بمنع المصلين المسلمين من ممارسة حقهم الأصيل في النفاذ إليه والتعبد به".
ومؤكدةً أن "الأقصى وقف إسلامي خالص ومكان عبادة للمسلمين"، أضافت أن "الاقتحامات المتتالية للمسجد الأقصى الشريف ومحاولات تقسيمه زمانيا ومكانيا لن تنال من وضعيته القانونية والتاريخية القائمة".
ودعت مصر "الجانب الإسرائيلي إلى الوقف الفوري لهذه التصرفات الاستفزازية والتصعيدية"، محذرة من "العواقب الخطيرة لمثل هذه الممارسات غير المسؤولة على الأمن والاستقرار في المنطقة".
إدانة تركية
كما أدانت وزارة الخارجية التركية بشدة، اقتحام بن غفير، المسجد الأقصى برفقة مستوطنين متطرفين تحت حراسة مشددة.
ودعا بيان للوزارة السلطات الإسرائيلية إلى عدم السماح بمثل هذه "الاستفزازات" التي تنتهك قدسية المسجد الأقصى ووضعه التاريخي المستند إلى القانون الدولي.
وقال: "ندين بشدة الاقتحام الاستفزازي لوزير الأمن القومي الإسرائيلي للمسجد الأقصى برفقة مستوطنين متطرفين تحت حماية قوات الأمن الإسرائيلية".
كما دعا البيان السلطات الإسرائيلية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة بجدية لمنع تصاعد التوتر.