حقوق وحريات

الاحتلال يجبر سكان مخيم جنين على مغادرته.. ولاجئون يتحدثون لـ"عربي21" (شاهد)

أظهرت تسجيلات بثها ناشطون إجبار قوات الاحتلال مئات المواطنين على إخلاء منازلهم- جيتي
أرغم الاحتلال الإسرائيلي، الليلة، مئات الفلسطينيين من أهالي مخيم جنين على مغادرته تحت تهديد قصف منازلهم، ليعيد بذلك التذكير بجرائمه إبان نكبة عام 48.

وفي مشهد يتكرر بين الفترة والأخرى يذكر بالنكبة الفلسطينية التي وقعت عام 48، حينما قامت العصبات الصهيونية بطرد السكان الفلسطينيين من مدنهم وقراهم، خرج سكان مخيم جنين من منازلهم عقب تهديد الاحتلال بقصف منازلهم وتدميرها.

وأظهرت تسجيلات بثها ناشطون إجبار قوات الاحتلال مئات المواطنين على إخلاء منازلهم، في المنطقة القريبة من دوار الحصان، وذلك بعد أن طالبتهم عبر مكبرات الصوت بإخلاء المنازل، في حين أكدت مصادر محلية لجوء العائلات لساحات المستشفيات وقاعة بلدية جنين.





وكانت قوات الاحتلال، قد بدأت عدوانها على مدينة جنين ومخيمها، بعد منتصف الليلة الماضية، بقصف منزل وسط مخيم جنين، كما قصفت طائرات الاحتلال بالصواريخ عدة مواقع داخل المخيم وعلى أطرافه.

وبشعور بألم شديد وحزن عميق، تحدثت الحاجة نوال وهي تبكي بحرقة مع "عربي21"، كيف أجبرهم جيش الاحتلال على ترك منازلهم ومغادرة المخيم.

وقالت: "قامت قوات جيش الاحتلال بإخراجنا بالقوة من بيوتنا في المخيم، لم يتبق هناك أي مواطن، في ظل انقطاع الكهرباء والماء وعدم توفر الغذاء".

وأوضحت المواطنة الفلسطينية التي تحدث بصعوبة بالغة مع "عربي21"، أن "سكان المخيم يعيشون في رعب شديد، القصف فوق رؤوسهم، الجرحى والشهداء في الشوارع".



وأضافت نوال: "نعيش في رعب، خرجنا من المخيم بعدما قامت قوات الاحتلال بتفتيشنا، نحن الآن في الشوارع مع أطفالنا، أمي المسنة معنا، لقد تشتتنا".

وأكدت لـ"عربي21"، أن "قوات الاحتلال هددت العائلات بإطلاق النار عليهم، حتى أنهم حاولوا أن يدهسوننا بالسيارات العسكرية".

وأوضح ناشط فلسطيني لـ"عربي21"، أنه لم يتبقى في مخيم جنين سوى بعض المقاومين وقلة قليلة جدا من المواطنين الذين يرفضون التهجير من جديد.

وذكر أن "المقاتلين الفلسطينيين يتحصنون الآن في مخيم جنين، والمواجهة ما زالت مفتوحة ومستمرة مع قوات الاحتلال"، منوها أن "سكان المخيم خرجوا إلى المدارس وهناك من يقدم لهم المساعدة والإيواء في بيوتهم".

ولفت إلى أن "القصف الإسرائيلي للمخيم استهدف العديد من المنازل، في حين يواصل جيش الاحتلال إغلاق كافة مداخل جنين".


وفي أعقاب عملية القصف، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال تقدر بـ150 آلية عسكرية ترافقها جرافات، مدينة جنين من عدة محاور، وحاصرت مخيم جنين، وقطعت الطرق التي تربط بين المدينة والمخيم، واستولت على عدد من المنازل والبنايات المطلة عليه، ونشرت قناصتها فوق أسطحها، وقطعت التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من المخيم، وجرفت وحرثت بعض الشوارع بالجرافات و"البلدوزرات" العسكرية.

واستُشهد خلال العدوان المتواصل على مدينة جنين ومخيمها، اليوم الإثنين، ثمانية مواطنين، وأصيب 100 آخرون بينهم 20 بجروح خطيرة.


والشهداء هم: سميح فراس أبو الوفا (21 عاما)، وأوس هاني حنون (19 عاما)، وحسام أبو ذيبة (18 عاما)، ونور الدين حسام مرشود (16 عاما)، ومحمد مهند شامي (23 عاما)، وأحمد العامر (21 عاما)، وعلي هاني الغول (17 عاما)، ومجدي عرعراوي (17 عاما).

ويقع مخيم جنين الذي أقيم عام 1953، إلى الغرب من مدينة جنين؛ ويطل على سهل مرج ابن عامر من جهة الشمال؛ وتحده من الجنوب قرية برقين، وتحيط به عدة مرتفعات.

وبلغت مساحة المخيم عند الإنشاء 372 دونماً، اتسعت إلى حوالي 473 دونماً، وبلغ عدد سكانه عام 1967م حوالي 5019 نسمة؛ وفي عام 2007  وصل إلى 10.371 نسمة.

وينحدر أصل أغلب سكان المخيم من منطقة الكرمل في حيفا وجبال الكرمل، وقرى تابعة لجنين احتُلت عام 1948.

وحسب تقديرات "الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني"، بلغ عدد سكانه في منتصف عام 2023 نحو 11674 لاجئا.
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع