توقع كبير علماء
المناخ في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، غافين شميدت، أن يكون شهر تموز/يوليو الجاري، هو الأكثر سخونة منذ بدء تسجيل درجات الحرارة.
واعتبر شميدت في لقاء نظمته ناسا مع الصحفيين، أنه على الرغم من اختلاف نتائج المراصد قليلا، إلا أن الارتفاع الشديد في درجات الحرارة واضح بشكل جلي، وسينعكس في التقارير الشهرية الأكثر دقة التي تصدر عن الوكالات الأمريكية في وقت لاحق.
وقال شميدت؛ إن العالم يشهد تغييرات غير مسبوقة، إذ تحطم موجات الحر في الولايات المتحدة وفي أوروبا والصين الأرقام القياسية، ولا يمكن أن تعزى هذه التأثيرات إلى ظاهرة النينو فقط.
واعتبر شميدت أنه على الرغم من الدور الصغير الذي تؤديه ظاهرة النينو، فإن ما نراه هو سخونة شاملة في كل مكان، لا سيما في المحيطات، حيث سجلت منذ عدة أشهر درجات حرارة لسطح البحر حطمت الأرقام القياسية، حتى خارج المناطق الاستوائية.
ورجح استمرار ارتفاع درجات الحرارة بسبب تواصل ضخ انبعاثات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، مشيرا إلى أن عام 2024 سيكون الأكثر سخونة، إذ ستصل ظاهرة النينو التي تتنامى الآن، ذروتها في نهاية هذا العام.
وشهد هذا الشهر تحطيم أرقام قياسية يومية، وفق مراصد يديرها الاتحاد الأوروبي وجامعة ماين، وتعتمد على توليد تقديرات أولية، بالاستناد إلى نماذج تجمع بين بيانات أرضية وأخرى عبر الأقمار الصناعية.
وتأتي تحذيرات شميدت بينما يستمر الحر الشديد في الهيمنة على أجزاء كبيرة من أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية، حيث تسببت درجات الحرارة القصوى جدا بحرائق غابات عنيفة في الأيام الأخيرة.
وفي السياق ذاته، دعا رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس الخميس الماضي، إلى "أكبر قدر من الحذر" في مواجهة موجة حرّ شديد تضرب بلده، حيث يُتوقّع تسجيل حرارة تراوح بين 44 و45 درجة مئوية نهاية هذا الأسبوع.
وأضاف: "نواجه موجة حرّ شديد جديدة، واشتدادا محتملا للرياح"، التي سبق أن أشعلت عدة حرائق عنيفة حول العاصمة أثينا منذ الاثنين.
وقال مدير البحوث في معهد البحوث البيئية والتنمية المستدامة في مرصد أثينا الوطني كوستاس لاغوفاردوس؛ إن المقلق أن التوقعات تشير إلى ارتفاع جديد في درجات الحرارة الأسبوع المقبل. حيث ستمتدّ موجة الحرّ لأكثر من 15 يوما، وهي أطول موجة حرّ مسجّلة على الإطلاق في اليونان، بحسب فرانس برس.
ويواصل مئات عناصر الإطفاء مكافحة حرائق لا تزال نشطة غرب أثينا بعدما قضت على آلاف الهكتارات. وتجددت الحرائق بعد ظهر الخميس في منطقة ديرفينوكوريا شمال غرب أثينا، حيث أخلت السلطات أربع قرى.
وحذّر الناطق باسم فرق الإطفاء يانيس أرتوبيوس الخميس، من أن "الأيام المقبلة ستكون صعبة جدّا"، وفق ما نقلت عنه فرانس برس.
وفي تونس، واصلت فرق الإطفاء في منطقة ملولة شمال غربي البلاد على الحدود مع الجزائر جهودها الرامية لإخماد حريق غابات مستعر منذ يومين، بحسب ما أفادت الحماية المدنية الخميس.
وقال مدير الحماية المدنية عادل العبيدي؛ إنّ عمليات الإطفاء متواصلة بالتنسيق مع الجيش، من خلال تخصيص طائرة للوصول للنيران في المناطق الصعبة، بحسب فرانس برس.
وأضاف أنّ النيران أتت على نحو 470 هكتارا من الغابات في ملولة التابعة لمدينة طبرقة الساحلية.
وقرّرت السلطات التونسية "غلق المعبر الحدودي بملولة مؤقّتا، وتحويل المسافرين بين البلدين إلى معبر ببوش"؛ بسبب كثافة الدخان في الطريق المؤدّية إلى المعبر.
ولم تُعرف بعد أسباب اندلاع الحريق في هذه المنطقة الجبلية الوعرة، التي تنتشر فيها بكثرة غابات الصنوبر.
وتشهد تونس حاليا موجة حرّ تتجاوز المعدّلات العادية ما بين 6 و10 درجات.
وتتكرر الحرائق في تونس خلال فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة في الغابات وفي حقول مزارع الحبوب، حيث اندلع حريق في صيف 2022 بمنطقة "بو قرنين" المتاخمة للعاصمة، أتى على 533 هكتارا من غابات الصنوبر الحلبي، واستغرق إطفاؤه ثلاثة أيّام.