استقبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان،
الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان، في أولى محطات جولته الخليجية، التي ستشمل
السعودية وقطر والإمارات.
ووصل أردوغان مساء اليوم إلى
جدة، مع عقيلته
أمنيه أردوغان، على رأس وفد كبير، وأجريت مراسم استقبال رسمية في قصر السلام
بمدينة جدة.
ويرافق أردوغان في الزيارة؛ وزراء الخارجية
هاكان فيدان، والطاقة والموارد الطبيعية ألب أرسلان بيرقدار، والدفاع يشار غولار،
والصناعة والتكنولوجيا محمد فاتح كاجر، والتجارة عمر بولاط، إلى جانب نواب ووزراء
سابقين ومسؤولين في الرئاسة وحزبي العدالة والتنمية، والحركة القومية.
وشارك
ابن سلمان وأردوغان في اجتماع على مستوى الوفود عقب الاستقبال
الرسمي.
وكان وزير التجارة التركي عمر بولات، قبل وصول أردوغان، دعا
الشركات ورجال الأعمال السعوديين إلى الاستثمار في بلاده، في تصريح أدلى به خلال
مشاركته في منتدى الأعمال التركي السعودي الذي انعقد في مدينة جدة السعودية، وأشار
بولات إلى وجود أكثر من ألف و400 شركة سعودية ناشطة في
تركيا.
اتفاقيات هامة
ووقع الجانبان التركي والسعودي، مساء الإثنين،
اتفاقيات في مجالات الاستثمار المباشر والصناعات الدفاعية والطاقة والدفاع
والاتصالات.
وجاء التوقيع عقب المحادثات بين وفدي البلدين
برئاسة أردوغان وابن سلمان في مدينة جدة.
وقالت وكالات أنباء سعودية وتركية، إن المذكرات
الموقعة شملت مذكرة تفاهم للتعاون في مجال تشجيع الاستثمار المباشر بين تركيا
والسعودية وقع عليها رئيس مكتب الاستثمار في الرئاسة التركية براق داغلي أوغلو
ووزير الاستثمار السعودي خالد الفالح.
إضافة إلى مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الاتصال
بين دائرة الاتصال في الرئاسة التركية ووزارة الإعلام بالمملكة، وقع عليها رئيس
دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون ووزير الإعلام السعودي سلمان بن
يوسف الدوسري.
كما وقعت خطة تنفيذية للتعاون بين وزارة الدفاع
التركية ونظيرتها السعودية، وقعها وزير الدفاع التركي يشار غولر ووزير الدفاع
السعودي الأمير خالد بن سلمان آل سعود.
ووقعت مذكرة تفاهم في مجال الطاقة بين وزارة
الطاقة والموارد الطبيعية التركية ووزارة الطاقة السعودية، وقعها وزير الطاقة
والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار ووزير الطاقة السعودي الأمير عبد
العزيز بن سلمان آل سعود.
وشملت كذلك اتفاقية تعاون بين وزارة الدفاع
السعودية وشركة بايكار التركية، وقع عليها المدير العام للشركة التركية خلوق
بيرقدار ونائب وزير الدفاع السعودي خالد بن حسين البياري.
هدية تركية
وأهدى الرئيس التركي ولي العهد السعودي سيارة "توغ" المصنوعة محليا في تركيا.
وقدم أردوغان السيارة ذات اللون الأبيض لابن سلمان عقب لقائهما الثنائي وترأسهما للمحادثات على مستوى الوفود في قصر السلام بمدينة جدة.
وتفحص أردوغان وابن سلمان السيارة لفترة في ساحة القصر.
وعاد الرئيس التركي إلى الفندق الذي يقيم فيه بسيارة "توغ" التي يقودها ابن سلمان.
واللون الأبيض للسيارة يحمل اسم "باموق قلعة"، كناية للصخور الكلسية البيضاء التي تشبه القطن في منطقة باموق قلعة السياحية بولاية دنيزلي غربي تركيا.
اهتمام إعلامي
وحظيت زيارة أردوغان باهتمام واسع من الصحف السعودية، وقالت وكالة الأنباء
الرسمية "واس"، إنه "تربط المملكة العربية السعودية
والجمهورية التركية علاقات تاريخية أخوية وثيقة، يعود تاريخها الدبلوماسي إلى العام
1929، وذلك إثر توقيع اتفاقية الصداقة والتعاون بين البلدين".
وأضافت: "نظرا للمكانة التي يتمتع بها
البلدان الشقيقان، شهدت العلاقات تطورا ونموا، ومزيدا من التعاون والتفاهم المشترك
حول الموضوعات التي تهمُ مصالح البلدين والأمة الإسلامية".
وأكدت أن "الزيارات المتبادلة بين
القيادتين في المملكة وتركيا سجلت دليلا ساطعا على قوة العلاقات"، مشيرة
إلى قوة وتنوع علاقات البلدين في كافة المجالات.
من جانبها، علقت صحيفة الرياض على الزيارة، وتحدثت عن الروابط التي تجمع تركيا بالسعودية، في العديد من الملفات والقضايا.
كما تطرقت صحيفة عكاظ إلى "الدور المهم"
للبلدين في المنطقة، مشيرة إلى تأكيد "قادة البلدين عزمهما على مواصلة تطوير
العلاقات الثنائية على أساس الأخوة التاريخية، لخدمة المصالح المشتركة للبلدين
والشعبين ومستقبل المنطقة".
وأشارت صحيفة المدينة السعودية، عبر حسابها
بتويتر، إلى وصول الرئيس أردوغان لجدة، تحت هاشتاغ "الرئيس التركي في المملكة".
وقالت صحيفة سبق الإلكترونية: "تتمتع
السعودية وتركيا بثقل إقليمي ودولي، فالدولتان دعامتان للاستقرار والأمن في منطقة
الشرق الأوسط".
وأشارت إلى أن تركيا والسعودية "تساهمان
بأدوار متوازنة وفعالة في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليَّيْن، ويشترك البلدان في
عضوية مجموعة العشرين، التي تضم أكبر الاقتصادات في العالم".