مع استمرار
القطيعة بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين
نتنياهو والرئيس الأمريكي جو
بايدن، يحاول
رئيس الاحتلال يتسحاق هرتسوغ، الذي يستعد لزيارة واشنطن، جسر الهوة بينهما، والحدّ من
تبعات الأزمة الاستراتيجية العميقة بين تل أبيب وواشنطن، من خلال محاولته خفض مستوى
النيران، ونقل رسائل مطمئنة بينهما، لاسيما أنه سيلقي خطابًا أمام جلسة مشتركة للكونغرس،
وهو وضع لم يحققه قبله سوى رئيس واحد، هو والده الرئيس حاييم هرتسوغ في 1987، وهو عرف
دأب عليه عادة رؤساء الوزراء.
تال
شاليف، المراسلة السياسية لموقع "
ويللا"، أكدت أن "كل خطاب ولفتة ونقطة
خلال زيارة هرتسوغ ستعكس غياب نتنياهو، والأزمة الاستراتيجية التي تسبب بها مع واشنطن،
والهوة التي فتحها معها منذ تشكيل حكومته السادسة، لا سيما بعد إعلان بايدن أننا أمام
الحكومة الأكثر تطرفا التي يتذكرها منذ أيام غولدا مائير المفضلة له تاريخيا، موضحا
أن نتنياهو يحتاج لترتيب ائتلافه قبل دعوته لزيارة البيت الأبيض، فيما أعلن السفير
الأمريكي توم نايدس أن الإدارة لا يمكنها إلا أن تتدخل عندما تنفجر الأحداث في إسرائيل،
وتخرج عن السيطرة".
وأضافت
في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "في الأيام الأخيرة من زيادة الاضطرابات
والاحتكاكات المتزايدة بين شرطة الاحتلال والمحتجين، نشر متحدث باسم البيت الأبيض دعوة
للحفاظ على الحق في التظاهرات، وهي اللغة المخصصة للدول غير الديمقراطية، والأنظمة
الديكتاتورية، وقدّر الصحفي توماس فريدمان، المقرب من بايدن، أن الرسالة التي ينوي
هرتسوغ إيصالها لنتنياهو أن إعادة تقييم علاقة الجانبين تشمل النظر في الدعم الأمريكي
لإسرائيل في الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية، ولعل تسلسل الرسائل بينهما لا يترك مجالا
للشك في مدى خطورة وعمق الغضب والصدمة في واشنطن من سياسات نتنياهو سموتريتش ابن غفير".
وأكدت
أن "الإحباط الأمريكي من السياسات الإسرائيلية لا تتعلق بالانقلاب القانوني فقط،
ولكن أيضًا من توسيع البناء الاستيطاني، وتدريب البؤر غير القانونية، وتشجيع ودعم الإرهاب
اليهودي ضد الفلسطينيين، بجانب ردود الفعل الغاضبة من وزراء الحكومة المتطرفين على
بايدن، ما ساهم في تعميق التوتر والصدع".
وأشارت
إلى أن "هرتسوغ من المتوقع أن يرتدي قبعة الوسيط هذه المرة، وهدفه تخفيف حدة التوتر
بين نتنياهو وبايدن، والبدء في مفاوضات بينهما، رغم أن أحداث الأسبوعين الماضيين في
الكنيست والشوارع ربما خففت من دوافعه للقيام بذلك، لأن نتنياهو مصمم في هذه المرحلة
على تنفيذ انقلابه القانوني في غضون عشرة أيام، وفي الوقت الحالي ليس لديه نية لإجراء
تخفيف كبير من جانب واحد، بل يقوم فقط بتكثيف الهجمات والرسائل تجاه المتظاهرين والعسكريين
والطيارين، وآخرها أنه "يمكن للدولة أن تسير دون بضعة طيارين، ولكن لا يمكن أن
تدار دون حكومة".
الخلاصة
الإسرائيلية من زيارة هرتسوغ إلى واشنطن، أنه حاول مرارًا وتكرارًا في الأشهر الأخيرة
وقف الأزمة المتفاقمة بين الحكومة والمعارضة، لكنه لم ينجح، ومع ذلك فعندما يلتقي مع
بايدن وجهاً لوجه في المكتب البيضاوي لإجراء محادثة من المحتمل أن تستمر لفترة أطول
مما هو مخطط له، فسيكون ترميم العلاقة مع دولة الاحتلال هو الموضوع الرئيسي، التي باتت
تصل إلى مستويات غير مسبوقة من التدهور والعزلة.