يستحضر سكان الولايات المتحدة خلال هذه الفترة من العام ذكرى أحداث عنف عنصرية في مدينة
تولسا بولاية أوكلاهوما، التي وقعت في عام 1921، مخلفة نحو 300 قتيل من ذوي البشرة السمراء على يد مجموعات متمردة من المسلحين البيض.
وتُسمى الأحداث بـ"
مذبحة تولسا العرقية".. وقعت المذبحة في يومى 31 أيار/ مايو و1 حزيران/ يونيو عام 1921، عندما هاجم حشود من السكان البيض السكان
السود والشركات المملوكة لهم في منطقة غرينوود في تولسا، بأوكلاهوما.
وتسبب الهجوم في مقتل حوالي 300 شخص من ذوي البشرة السمراء، مع تدمير أكثر من 35 مربعا سكنيا.. في ذلك الوقت كانت هذه المنطقة أغنى مجتمع يسكنه الأمريكيون من أصول أفريقية في الولايات المتحدة.
وتم إدخال أكثر من 800 شخص إلى المستشفيات وتم احتجاز ما يصل إلى 6000 من السكان السود في مرافق كبيرة، وتم اعتقال العديد منهم لعدة أيام.
وتم ترك حوالي 10,000 شخص بلا مأوى، وبلغت الأضرار في الممتلكات أكثر من 1.5 مليون دولار في العقارات و 750,000 دولار في الممتلكات الشخصية (ما يعادل 32.25 مليون دولار في عام 2019). ولم يتمكنوا من استرداد ممتلكاتهم أبداً ولم يتم تعويضهم عنها.
وفي عودة إلى الحادثة.. فإنه بعد توقيف ديك رولاند، تجمّع مئات البيض الغاضبين خارج مقر محكمة تولسا مصممين على إعدامه خارج نطاق القانون، وهي ممارسة كانت معهودة حينها واستمرت حتى ستينيات القرن الماضي. وقد وقعت حينها مواجهات مع أمريكيين سود أتوا للدفاع عن المتهم.
بعد ذلك ولحماية رولاند، تحرّكت مجموعة من الجنود السود القدامى الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى وكان بعضهم يحمل السلاح.
وارتفع مستوى التوتر وحصل إطلاق نار. وانسحب السكان ذوو الأصول الأفريقية الذين كانوا أقل عددا إلى حيّ غرينوود الذي كان يحوي العديد من المحلات التجارية.
أما الشرطة فشاركت في التدمير بدلا من التدخل لمنع الهجوم ولم يبق من الحي سوى أنقاض. وقد خلّف الدمار نحو 10 آلاف مشرّد فيما لم تتم إدانة أي أمريكي أبيض.
وأصبح جو بايدن أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يحيي ذكرى "مذبحة تولسا العرقية"، حيث قال عام 2021، خلال مشاركته في إحياء ذكرى مرور مئة سنة على أحد أسوأ فصول العنف العنصري في تاريخ الولايات المتحدة، إن "ما حدث هنا بقي منسيا ولفّه الظلام لفترة طويلة جدا".
وأضاف بايدن: "لكن إذا كان هذا التاريخ لم يخرج للعلن فهذا لا يعني أن المأساة لم تحدث وإذا كان الظلام يخفي الكثير فإنه لا يمحو شيئا".