أطل الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان، ليل الأحد الاثنين، من شرفة المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، معلنا فوزه بجولة الإعادة من
الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد.
وأظهرت النتائج الأولية تقدم أردوغان ضد مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو بـ52.16 بالمئة من الأصوات، مقابل 47.84 بالمئة لمنافسه في الجولة الثانية.
وتقدم أردوغان، خلال خطاب النصر الذي ألقاه أمام حشد من أنصاره بالشكر إلى جميع أفراد الشعب سواء الذين صوتوا لصالحه أو انتخبوا أيا من المرشحين أو الأحزاب الأخرى، "ليثبتوا قوة ديمقراطية تركيا".
ومشيرا إلى أن قرار الشعب "جاء لصالح عصر تركيا في واحد من أهم الانتخابات" في البلاد، ذكر أردوغان أن الناخبين أعلنوا خيارهم بخصوص السلطة التشريعية في الجولة الأولى من الانتخابات بمنح الأغلبية لتحالف الجمهور.
وأوضح أردوغان أن المسألة الأهم في الأيام القادمة هي حل مشاكل زيادة الأسعار الناجمة عن التضخم.
وبهذا الفوز، سيستمر أردوغان بمنصب رئيس تركيا، الذي يتولاه منذ 2014، إلى عام 2028، علما وأنها الدورة الرئاسية الثانية بعد تعديل الدستور وتغيير النظام إلى رئاسي.
وعلى عكس المرات الماضية، أطل أردوغان على أنصاره من شرفة المجمع الرئاسي، بعد أن جرت العادة أن يلقي خطاباته من شرفة مقر حزب العدالة والتنمية بالعاصمة أنقرة.
واختار أردوغان منصة المجمع الرئاسي هذه المرة، ليطل مع حلفائه في الانتخابات، وهم رئيس الحركة القومية دولت بهجلي، ورئيس حزب الرفاه من جديد فاتح أبركان، ورئيس الوحدة الكبرى مصطفى دستيسي، ورئيس حزب "هدى بار" زكريا يابيجي أوغلو، والمرشح الرئاسي الخاسر في الجولة الأولى سينان أوغان.
وأصبح خطاب الشرفة من أعراف المشهد السياسي في تركيا، حيث دأب الرئيس أردوغان على إلقائه منذ فوز حزبه بأول انتخابات عام 2002.
وفي الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2002، أطل أردوغان لأول مرة من الشرفة معلنا فوز حزبه بأول انتخابات تشريعية يخوضها، بنسبة 34.28 بالمئة.
وفي ذلك الوقت، قال أردوغان أمام أنصار حزبه: "المواطن الذي كان ينتظر الحصول على الخبز والعمل والعيش الكريم، سيبدأ اليوم في الحصول على حلمه".
وأضاف: "لقد صوتّم حتى تعمل الديمقراطية بشكل أفضل، وصوتّم على حق العيش بإنسانية، هذا ما أردتموه وما أشرتم من أجله علامة حزب العدالة والتنمية".
وتابع: "لقد حقق العدالة والتنمية نجاحا كبيرا وأصبح صاحب السلطة الوحيد في الدولة، لأول مرة يحصل حزب عمره 15 شهرا على هذا النجاح"، ملقيا بالورود لأنصاره.
ومن الشرفة ذاتها، أطل أردوغان مجددا عام 2007، معلنا فوز العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية بنسبة 46.6 بالمئة من الأصوات، ما مكن الحزب لاحقا من انتخاب مرشحه عبد الله غل لمنصب الرئاسة، حين كان النظام السياسي برلمانيا.
وقال أردوغان، للجماهير التي بدأت بالتعود على الاحتشاد أمام مقر الحزب: "لقد نجحنا في اختبار الديمقراطية، واختارنا شعبنا لتمثيله سياسيا، وأريد أن أؤكد للذين لم يصوتوا لحزبي أنني لن أهمش أصواتهم".
وفي عام 2011، جدد أردوغان العهد مع أنصاره عبر خطاب ألقاه من الشرفة ذاتها بعد الفوز بالانتخابات التشريعية بنسبة قاربت الـ50 بالمئة من الأصوات.
وقال أردوغان في ذلك الوقت: "هذه الانتخابات كانت خيرا لأمتنا ووطننا وكامل العالم، وهذه النتائج لا شك أنها ستكون خيرا لأمتنا وللعالم من أجل تأسيس السلام والعدالة والديمقراطية"، مضيفا أن "تركيا ستكون بعد اليوم نموذجا للمنطقة".
وعقب فوزه عام 2014 في أول انتخابات رئاسية تُعقد بشكل مباشر، أطل أردوغان من الشرفة قائلا: "نختم اليوم مرحلة جديدة، وندخل في أخرى، وأعدكم بأنني سأكون رئيسا لجميع الأتراك من أجل تخطي خلافات الماضي".
وفي انتخابات 2015، التي فاز بها الحزب بعد إعادتها، أطل أحمد داوود أوغلو، أحد خصوم أردوغان اليوم، من الشرفة باعتباره رئيسا للوزراء في ذلك الوقت، لإعلان الفوز في الانتخابات التشريعية.
وبعد الفوز بانتخابات الرئاسة لعام 2018، وهي أول انتخابات تُعقد بعد تغيير النظام السياسي إلى رئاسي عبر استفتاء شعبي عام 2017، أطل أردوغان مجددا من الشرفة، معلنا فوزه.
وقال: "لم ولن نركع أمام أي قوة بشرية في العالم، نحن نركع فقط أمام الله تعالى"، مضيفا: "وضعنا حدا لجميع من حاك المؤامرات ضد الجمهورية التركية".
وعقب صدور النتائج الأولية للجولة الأولى من انتخابات هذا العام، أطل أردوغان أيضا من الشرفة وقال لحشد من أنصاره: "لقد أكمل بلدنا بكل نجاح عرسا ديمقراطيا جديدا في انتخابات 14 مايو/أيار".
وفي إشارة إلى الحشود المتجمعة أمام مقر الحزب قال الرئيس أردوغان: "ها هي نتيجة هذه المحبة. هذا هو لقاء العشاق، نحن نعيش معكم الليلة نتيجة هذا الماراثون الطويل. هناك شخص ما في المطبخ أمّا نحن فنتحدث إليكم من الشرفة".
وأضاف: "لقد أكمل بلدنا بكل نجاح عرسا ديمقراطيا جديدا في انتخابات 14 أيار/ مايو".