رغم تواصل الحديث في
ليبيا عن مساع لتشكيل حكومة جديدة، كبديل عن الحكومتين الحاليتين (حكومة
الدبيبة والنواب)، إلا أن مصدرا كشف لـ"عربي21" عن
مفاوضات سرية يجريها اللواء المتقاعد خليفة
حفتر، مع رئيس الحكومة الحالية، عبد الحميد الدبيبة، بهدف إعادة
تشكيل الحكومة في طرابلس.
وقال المصدر، إن حفتر يحاول الاستحواذ على ثلاث وزارات ضمن التشكيلة الجديدة للحكومة، وهي المالية، والدفاع، والخارجية، دون أن يعرف بعد مصير هذه المفاوضات وإلى أين وصلت بالضبط.
وحاولت "عربي21" التواصل مع حكومة الدبيبة لأخذ تعليق منها حول الموضوع، إلا أنها لم تتلق ردا حتى الآن.
وتأتي هذه التطورات، بعد أن كشف برلماني من الغرب الليبي لـ"عربي21" عن تحركات جدية من قبل مجلس النواب ومشايخ المنطقة الغربية والشرقية وبعض الفاعلين لتشكيل حكومة مصغرة ذات مهام محددة تقوم بالتنسيق وتنظيم الانتخابات.
وقال عضو مجلس النواب عن مدينة الزاوية (غرب ليبيا)، علي بوزريبة في تصريحات خاصة لـ"عربي21" إنه "قام بتنسيق زيارة لأكبر عدد من حكماء ومشايخ المنطقة الغربية للقاء رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح في القبة (شرق البلاد) بلغ عددهم 222 شيخا من كل مدن الغرب الليبي".
وأوضح البرلماني الليبي، أن "زيارة وفد المشايخ والأعيان في هذا التوقيت جاءت لدعم مجلس النواب في قراراته وتحركاته الأخيرة خاصة ما يدفع منها نحو انتخابات رئاسية وبرلمانية قريبة".
وشدد على أن "التحركات لتشكيل حكومة موحدة أصبحت واقعا فعليا وبدأ التشاور بالفعل من أجل إنجاز هذا الأمر، وكل ما يجري من اجتماعات ولقاءات داخل وخارج ليبيا يصب في هذا الاتجاه".
"تحالف ضد الدبيبة"
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي، عبد الله الكبير، إن بعض الأطراف السياسية تسعى إلى تشكيل حكومة جديدة، وإن محاولات رئيسي مجلسي النواب، عقيلة صالح، ومجلس الدولة، خالد المشري لم تتوقف، مشيرا إلى أن الرجلين، "متحالفان ضد الدبيبة".
بالتوازي مع ذلك، كشف الكبير في تصريح خاص لـ"عربي21" أن ممثلين عن حفتر يتفاوضون مع ممثلين عن الدبيبة لإعادة تشكيل الحكومة في طرابلس بحصول حفتر على بعض الوزارات، لافتا إلى أن الأخير يسعى للسيطرة على كل من وزارة المالية والدفاع والخارجية، ويضغط بقوة للاستحواذ على الأخيرة.
وبينما أشار إلى أن المفاوضات لم تحرز أي نجاح حتى الآن، يعتقد الكبير أن التحالف المحتمل بين حفتر والدبيبة ستعارضه باقي الأطراف، وستقف أمامه.
وكانت عضو مجلس النواب من طرابلس والقريبة من حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة، ربيعة بوراص أكدت لـ"عربي21" أن "الدبيبة لن يقبل بالرحيل قبل الانتخابات وهذا كان ولا زال أحد شروطه في كل مرة حصل فيها ضغط على الحكومة".
وأوضحت أن "عائلة الدبيبة في تواصل مع عائلة حفتر لإعادة تشكيل السلطة التنفيذية بقيادة عبد الحميد الدبيبة والقائم بأعمال حكومة باشاغا حاليا، أسامة حماد"، وفق تقديراتها.
وصوت مجلس النواب الليبي في جلسة مغلقة الثلاثاء الماضي، على إيقاف رئيس الحكومة المكلفة من المجلس فتحي باشاغا، عن العمل، وإحالته إلى التحقيق، وتكليف وزير المالية والتخطيط أسامة حماد، بمهامه.
حكومة جديدة
وفي إطار مساعي تشكيل حكومة جديدة، قال الكبير، إن لجنة 6+6 (منبثقة عن مجلسي النواب والدولة) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات طرحت موضوع تشكيل حكومة جديدة تشرف على الانتخابات كشرط أساسي لتنفيذها.
وكشف الكاتب والمحلل السياسي الليبي أن شخصيات عديدة من مصراتة تروج لنفسها لقيادة حكومة جديدة، لكن البعثة الدولية والمزاج الدولي لا يحبذ هذا التوجه ويفضل التركيز على الانتخابات، مشددا على أن تغيير الحكومة لن يتحقق بدون إجراء الانتخابات.
وتضغط البعثة الأممية من أجل وضع قاعدة دستورية وسن قوانين الانتخابات في غضون حزيران/ يونيو المقبل، مع تلويح المبعوث الأممي عبد الله باتيلي، بتشكيل "لجنة تسييرية رفيعة المستوى للانتخابات"، إذا أخفقت لجنة "6+6" في حل النقاط الخلافية، ولم يتم وضع خارطة طريق للانتخابات قبل نهاية العام الجاري.