طرح وصول قادة عسكريين تابعين ومقربين للواء الليبي خليفة
حفتر، إلى العاصمة
طرابلس الآن تساؤلات حول رسالة الزيارة وعلاقتها بالضغط على الأطراف السياسية من أجل تشكيل حكومة جديدة وإجراء الانتخابات.
ووصل إلى العاصمة الليبية الأربعاء، خمسة من القادة العسكريين من الصف الأول للقوات التابعة لحفتر من أجل عقد
اجتماع لأول مرة مع مجموعة العمل الأمنية بحضور المبعوث الأممي لدى
ليبيا، عبدالله باتيلي "من أجل دعم الاستقرار والوحدة للدفع نحو الانتخابات".
"مناسبة تاريخية"
ووصف سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، خوسيه ساباديل، وجود قادة عسكريين في طرابلس واجتماعهم بآخرين تابعين لحكومة الدبيبة ومجموعة العمل الأمني بأنها مناسبة تاريخية، مؤكدا أن "الأمن عنصر أساسي في العملية السياسية، يجب أن يؤدي إلى الانتخابات والاستقرار والوحدة، وأن الاتحاد الأوروبي يدعم هذه الجهود".
ومجموعة العمل الأمني هي مجموعة تشكلت عبر اجتماعات "برلين" عام 2020 وتتكون من: الاتحاد الأفريقي وفرنسا وإيطاليا وتركيا والمملكة المتحدة وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وتترأسها حاليا دولة تركيا، ودورها يتلخص في تحقيق الاستقرار ومنع الاقتتال ومراقبة وقف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة في ليبيا.
"ضغط من أجل انتخابات قريبة"
وأكد المبعوث الأممي لدى ليبيا، عبد الله باتيلي، أن "ليبيا في حاجة إلى قادة مدنيين وعسكريين يعملون معًا للحفاظ على وحدتها وإعادة بنائها ماديًا ومعنويًا، وأن هذا الاجتماع الأمني في طرابلس سيساهم في دفع العملية السياسية إلى الأمام وخلق بيئة مواتية لإجراء انتخابات حرة وشاملة العام الجاري وقبول النتائج من قبل جميع الأطراف"، وفق كلمته خلال الاجتماع.
وعقد قادة عسكريون ممثلون لحكومة الدبيبة وآخرون ممثلون لحفتر اجتماعات مغلقة لعدة أيام متتالية في العاصمة المصرية القاهرة، من أجل الترتيب لتشكيل حكومة موحدة بعد قرار البرلمان إيقاف رئيس الحكومة المكلفة منه، فتحي باشاغا.
فهل يضغط القادة العسكريون على الأطراف السياسية من أجل القبول بحكومة موحدة تمهد لإجراء انتخابات قريبا؟ وهل للأمر علاقة باجتماعات القاهرة العسكرية المغلقة؟
"تشكيل قوة مشتركة"
من جهته، أكد وزير الدفاع الليبي السابق محمد البرغثي، أن "اجتماع اللجنة العسكرية 5+5 حاليا في طرابلس وبحضور المبعوث الأممي ومجموعة العمل الدولية غرضه التنسيق حول تأمين الانتخابات الرئاسية وتشكيل قوة مشتركة بين الشرق والغرب لهذا الهدف".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "الاجتماع أيضا جاء لمواصلة الجهود حول توحيد المؤسسة العسكرية في ليبيا وإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة لضمان استمرارية قرار وقف إطلاق النار، كما يهدف الاجتماع في طرابلس إلى التنسيق مع المبعوث الأممي من أجل الضغط على الأطراف السياسية والمليشيات المسلحة لإنجاح العملية الانتخابية وتوحيد الجيش وإخراج الأجانب"، وفق تقديراته.
"انقلاب عسكري"
لكن عضو المجلس الأعلى للدولة وعضو ملتقى الحوار السياسي في ليبيا، إبراهيم صهد، رأى أنه "من الضروري إخضاع المسارين العسكري والاقتصادي للمسار السياسي الذي يتضمن السلطتين التشريعية والتنفيذية والمساعي الرامية إلى اعتماد الدستور وليس العكس".
وأشار في تصريحه لـ"عربي21" إلى أنه "عندما يصبح المسار العسكري هو المؤثر فهذا يعني خللا في المعادلة، وإذا كان المسار العسكري هو الذي يفرض تغيير الحكومة فهذا سيكون بمثابة انقلاب عسكري، خاصة أن موضوع تشكيل حكومة جديدة مطروح ويواجه مصاعب حتى الآن"، وفق قوله.
وأضاف: "رغبة حفتر في حيازة الوزارات السيادية مثل المالية والدفاع والخارجية هي من أهم العقبات التي تحول دون تشكيل حكومة جديدة، وما يقال عن تواصلات بين حكومة الدبيبة وممثلين عن حفتر في القاهرة وغيرها وما تسرب عن هذه التواصلات يقود إلى الاستنتاج أن نجاح هذه الاتصالات خاضع لتلبية مطالب حفتر".
وتابع: "تلبية هذه المطالب ستؤدي في النهاية إلى سيطرة حفتر على أهم وزارات في الدولة وهو أمر مرفوض لدى معظم الأوساط، ومرفوض أيضا استمرار الدبيبة في هذه التواصلات والتماهي مع هذه المطالب لأنه يفتح المجال أمام شهية حفتر ورغبته في الاستيلاء على أدوات المال والدفاع والعلاقات الدولية"، كما رأى.
"رضوخ وحكومة جديدة"
الأكاديمي والباحث من الشرق الليبي، عماد الهصك قال من جانبه إن "زيارة وفد اللجنة العسكرية التابع للقيادة العامة إلى طرابلس يأتي في إطار حالة عامة من التقارب بين أطراف المعادلة السياسية، وهذه الزيارة جاءت استجابة لدعوة باتيلي ولم تكن تنسيقا محليا، فهناك رغبة ملحة من المبعوث الأممي في الوصول إلى نتائج ملموسة في الملف الليبي".
ورأى أن "هذه التقاربات تشي بقرب الوصول إلى اتفاقات مهمة في الملف الليبي، وهذا اللقاء حدث بالتزامن مع مجموعة مساع لعل أهمها لقاء لجنة الـ6+6 الخاصة بقوانين الانتخابات، فثمة سعي حثيث من باتيلي للعمل على كل المسارات، السياسي والعسكري والدستوري، بالتوازي في آن واحد"، بحسب رأيه.
وتابع لـ"عربي21": "أعتقد أن ذلك توطئة لتهيئة الأوضاع لإجراء الانتخابات، وأعتقد أن تشكيل حكومة جديدة سيكون على رأس هذه الترتيبات.. وباعتبار أن هذه المساعي تقودها الأمم المتحدة فسنجد رضوخا لها وقبولا بها من كل الأطراف السياسية والعسكرية المهيمنة على المشهد"، كما قال.