يحيي
الفلسطينيون الاثنين الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة، بمشاركة
الأمم المتحدة، إذ يتذكرون نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين أو إجبارهم على الرحيل من مدنهم وقراهم بالتزامن مع قيام دولة
الاحتلال ليصبحوا لاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة وعدد من الدول العربية.
وينظم الفلسطينيون مهرجانا في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، يتضمن مسيرة شعبية وإطلاق صفارة إنذار لمدة خمس وسبعين ثانية هي عدد السنوات التي مرت منذ
النكبة، وعادة ما يحمل المشاركون في المسيرة أسماء المدن والقرى التي كان يعيش فيها أجدادهم.
وسيتم هذا العام إحياء الذكرى للمرة الأولى في أروقة الأمم المتحدة بعد قرار للجمعية العامة بذلك في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
كم تبلغ أعداد اللاجئين؟
ويقارب عدد
اللاجئين الفلسطينيين الستة ملايين، وينتشرون في العديد من الدول، منهم من استمروا في الحياة في مخيمات للاجئين فيها ومنهم من أصبحوا يحملون جنسيات الدول التي يعيشون بها.
ويشير موقع وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية إلى أن 70 بالمئة من الشعب الفلسطيني في العالم من اللاجئين وأن الفلسطينيين يمثلون واحدا من كل ثلاثة لاجئين حول العالم وأن نصف اللاجئين الفلسطينيين لا يحملون جنسية.
وبحسب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) يعيش نحو الثلث من أصل ما يقرب من ستة ملايين لاجئ فلسطيني مسجلين لديها في 58 مخيما بالضفة الغربية وقطاع غزة والأردن ولبنان وسوريا.
وتقول الأمم المتحدة إن تلك المخيمات تعد من بين البيئات الحضرية الأكثر كثافة في العالم وذلك لأن مباني المخيمات شيدت لاستخدامها بشكل مؤقت إلا أن الحياة مستمرة فيها منذ 75 عاما.
ومن المقرر أن يلقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس كلمة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك التي وصل إليها السبت حيث سيتحدث عن الرواية الفلسطينية لما جرى في عام 1948.
ويرى الفلسطينيون قرار الأمم المتحدة بإحياء الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة اعترافا بها، فيما تعارض دولة الاحتلال ذلك ووجهت رسائل للعديد من الدول لمقاطعة إحياء الذكرى.
وفي ما يأتي بعض الحقائق عن المخيمات الفلسطينية:
الضفة الغربية
تمتد الضفة الغربية على مساحة تقدر بنحو 5660 كيلومترا مربعا، بحسب موقع جهاز الإحصاء الفلسطيني. ويعيش فيها نحو ثلاثة ملايين و256 ألفا. ويعيش اللاجئون في 19 مخيما رسميا.
هذه المخيمات هي الأمعري وبلاطة وطولكرم وجنين والجلزون والدهيشة والعروب وبيت جبرين والفارعة والفوار ودير عمار ورقم واحد وشعفاط وعايدة وعسكر وعقبة جبر وعين السلطان وقلنديا ونور شمس.
وتأسست جميع المخيمات بين عامي 1948 و1953 ما عدا مخيم شعفاط الذي تأسس عام 1965. والكثير منها بني على أراض استأجرتها الأونروا من الحكومة الأردنية.
ويعاني قطاع كبير من سكانها من التكدس وضيق المساحة وارتفاع نسبة البطالة.
غزة
يعيش في غزة نحو 2.3 مليون نسمة أغلبهم من اللاجئين. ويوجد في القطاع ثمانية مخيمات هي خان يونس ودير البلح ورفح والبريج وجباليا والشاطئ والمغازي والنصيرات.
وتدهورت الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في القطاع بسبب الحصار الذي تفرضه دولة الاحتلال عليه منذ 2007.
وتعاني المخيمات أيضا من التكدس ونقص الوحدات السكانية وارتفاع نسبة البطالة ونقص إمدادات الكهرباء.
وحتى نشاط الصيد البحري لم يسلم من القيود، فالاحتلال يحدد مساحة الصيد المسموح بها للصيادين الفلسطينيين في المتوسط بين ستة و15 ميلا بحريا وترجع ذلك إلى مخاوف أمنية، وهي مساحة أقل بكثير من المساحة البالغة 20 ميلا بحريا التي جرى الاتفاق عليها بموجب اتفاقيات أوسلو الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية ودولة الاحتلال عام 1993.
الأردن
يوجد في الأردن الكثير من المخيمات وتعترف الأونروا بعشرة منها هي إربد والبقعة والحصن والزرقاء والطالبية وجبل الحسين وجرش وسوف وعمان الجديدة وماركا. وتوجد ثلاثة مخيمات أخرى يعترف بها الأردن هي الأمير حسن ومأدبا والسخنة.
ويشكل اللاجئون الفلسطينيون في الأردن أعلى نسبة من مجموع اللاجئين المسجلين في مناطق عمليات الأونروا الخمس، بحسب ما ذكره موقع دائرة الشؤون الفلسطينية.
وساهمت عدة عوامل في سهولة اندماجهم في المجتمع الأردني مثل الروابط العائلية، والسياسة التي انتهجتها عمان بمنحهم الجنسية الأردنية وحقوق المواطنة الأخرى دون المساس بحقوقهم الأساسية بناء على اتفاقية الوحدة ما بين الضفتين وحقهم بالعودة والتعويض بحسب قرار هيئة الأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948.
ويبلغ عدد اللاجئين المسجلين في منطقة عمليات الأردن نحو 2.3 مليون يشكلون ما نسبته 39.1 بالمئة من عدد اللاجئين المسجلين في مناطق عمليات الأونروا.
ويعيش 17.4 بالمئة من اللاجئين المسجلين هناك داخل المخيمات العشرة، فيما يعيش الباقون خارجها.
لبنان
يبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان نصف مليون لاجئ تقريبا يعيش نحو نصفهم في 12 مخيما مسجلا لدى الأمم المتحدة.
هذه المخيمات هي البداوي والبص والرشيدية والمية مية وبرج البراجنة وبرج الشمالي وشاتيلا وضبية وعين الحلوة ومار إلياس ونهر البارد وويفل.
ووفقا لمسح أجرته الأونروا العام الماضي فإن 93 بالمئة من لاجئي فلسطين في لبنان يعانون الفقر.
وتقول الأونروا إنه يحظر عليهم ممارسة 39 مهنة بما في ذلك في مجالات الطب العام وطب الأسنان والصيدلة والعلاج الوظيفي والقانون وغيرها من المهن.
وأضافت أنهم لا يستطيعون تملك العقارات. ونظرا لأنهم لا يعدون مواطنين رسميين لدولة أخرى، فإنهم غير قادرين على الحصول على الحقوق نفسها التي يحصل عليها الأجانب الذين يعيشون في لبنان ويعملون فيه.
وأشارت إلى تدهور الأحوال الأمنية في بعض المخيمات على مر السنين مع رصد زيادة في العنف واستخدام الأسلحة.
سوريا
حتى اندلاع الصراع في سوريا، كان عدد اللاجئين الفلسطينيين هناك يبلغ نحو 570 ألف لاجئ يعيشون في تسعة مخيمات رسمية وثلاثة غير رسمية.
والمخيمات الرسمية هي النيرب وجرمانا وحماة وحمص وخان الشيح وخان دنون ودرعا وسبينة وقبر الست. أما المخيمات غير الرسمية فهي اللاذقية واليرموك وعين التل.
وبحسب الأونروا، يحظى اللاجئون الفلسطينيون بالحقوق والامتيازات الممنوحة للسوريين باستثناء حصولهم على المواطنة.
وأشارت إحصاءات الأونروا العام الماضي إلى بقاء 438 ألف لاجئ فلسطيني في سوريا، تشكل النساء 52 بالمئة منهم والأطفال 31 بالمئة. ويعيشون في حالة فقر مدقع ويعتمدون على المساعدات النقدية التي تقدمها لهم الوكالة.