الموريتانيون يدلون بأصواتهم لاختيار برلمان جديد ومجالس محلية (شاهد)

توجه أكثر من 1.7 مليون ناخب موريتاني السبت إلى صناديق الاقتراع لاختيار برلمان جديد، ومجالس جهوية ومحلية، في انتخابات يشارك فيها 25 حزبا سياسيا هو مجموع الأحزاب المرخصة في هذا البلد العربي الواقع في غرب أفريقيا والبالغ عدد سكانه نحو 4 ملايين نسمة.

وحسب أرقام اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات (الجهة المشرفة على الانتخابات) بلغ عدد اللوائح المترشحة في الدوائر الانتخابية على مستوى البرلمان 559 لائحة ستتنافس على 167 مقعدا برلمانيا.

فيما بلغ عدد اللوائح المترشحة للانتخابات الجهوية 145 لائحة تتنافس على 13 مجلسا جهويا في الولايات الموريتانية، وبلغ عدد اللوائح المترشحة للبلديات 1378 لائحة، تتنافس على 238 مجلسا محليا.

إقبال كبير
وفتحت مراكز الاقتراع أمام الناخبين الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي على أن تغلق في السابعة مساء، يبدأ بعدها فرز الأصوات مباشرة.

ورصد مراسل "عربي21" إقبالا كبيرا على مراكز التصويت في العاصمة نواكشوط كبرى مدن البلاد، حيث اصطفت طوابير أمام مكاتب التصويت منذ الساعات الأولى لبدء عملية التصويت.

وحسب مصادر "عربي21" فإن الإقبال كان كبيرا أيضا خلال ساعات الصباح، بالعديد من مناطق البلاد، وسط توقعات بتراجع حجم الإقبال بعد منتصف النهار بسبب ارتفاع درجات الحرارة بالمناطق الشرقية والجنوبية.


وعززت قوات الشرطة الموريتانية من تواجدها أمام مراكز الاقتراع، فيما استمرت بعض الأحزاب في عمليات التعبئة لصالح مرشحيها في محيط مراكز الاقتراع رغم حظر كل أشكال الدعاية الانتخابية 24 ساعة قبل يوم الاقتراع.

قلق من التزوير
وقبيل بدء عملية التصويت عبرت أحزاب معارضة عن قلقها من "ثغرات" قالت إنه قد يكون لها تأثير على نزاهة الانتخابات وشفافيتها.

وقالت ستة أحزاب معارضة في مؤتمر صحفي بنواكشوط، إن من بين هذه "الثغرات" عدم توفير اللجنة المستقلة للانتخابات، أجهزة بصمة بمراكز التصويت لمنع التزوير، بالإضافة إلى رفضها التدقيق في اللائحة الانتخابية وعدم التشاور مع المعارضة بخصوص تعيين رؤساء مراكز الاقتراع.

وأحزاب المعارضة التي أبدت قلقها بشأن شفافية الانتخابات هي: "تكتل القوى الديمقراطية" و"اتحاد قوى التقدم" و"التجمع الوطني للإصلاح والتنمية" و"الصواب" و"التحالف الشعبي التقدمي" و"التحالف من أجل العدالة والديمقراطية".


وقال رئيس حزب "اتحاد قوى التقدم" محمد ولد مولود، متحدثا باسم هذه الأحزاب: "إذا نحن ذهبنا إلى الانتخابات في هذه الوضعية، فلا شك أننا قلقون جدا من عدم شفافية هذه الانتخابات".

لكن اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات أكدت في تصريحات سابقة لمسؤوليها، أنها اتخذت كل الإجراءات لتنظيم انتخابات شفافة ونزيهة، وأنها على تواصل مستمر مع المعارضة بشأن كافة ترتيبات العملية الانتخابية.

لجنة فنية مشتركة
وشكلت أحزاب المعارضة لجنة عمليات انتخابية مشتركة، مكلفة بجمع المعطيات المتعلقة بالعملية الانتخابية، ورصد الخروقات، وتزويد وسائل الإعلام بها، وإطلاع الرأي العام عليها.



كما أعلن الناطق الرسمي باسم اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد تقي الله الأدهم، في تصريح صحفي أن اللجنة اعتمدت وسائل تقنية جديدة، ستمكن من الاتصال السريع بممثلي اللجنة في مراكز الاقتراع، والحصول على النتائج بشكل أسرع.

توقعات المتابعين
ويتوقع مراقبون أن يتمكن حزب "الإنصاف" الحاكم من تحقيق أغلبية برلمانية، رغم قوة المنافسة والانسحابات التي عرفها الحزب خلال الفترة الأخيرة.

ويرى متابعون أن حزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية" (إسلامي معارض) سيحل ثانيا في هذه الانتخابات التي يشارك فيها 25 حزبا سياسيا.

وسيتنافس حزب "الصواب" المعارض وحزب "الاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم" (موالاة) على المركز الثالث في هذه الانتخابات، بحسب تقديرات بعض المتابعين.