استعرض
الخبير التقني مارتن فورد، "
الوظائف الآمنة" التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي
حتى الآن الدخول إليها، رغم وجود تحذيرات من أن سوق العمل يمكن أن يخسر 300 مليون
وظيفة في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة؛ بسبب الأتمتة.
وقال
مؤلف كتاب "قواعد الروبوتات: كيف سيحوّل
الذكاء الاصطناعي كل شيء"، إنه
لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يشن هجوما كاملا على الوظائف في الوقت الحالي، لأن
هناك أشياء لا يستطيع القيام بها، مثل المهام التي تنطوي على صفات بشرية مميزة،
مثل الذكاء العاطفي والتفكير خارج الصندوق.
ورأى
أن هناك ثلاث فئات ستكون بمعزل عن تهديدات الذكاء الاصطناعي في المستقبل المنظور، موضحا
أن "الفئة الأولى هي الوظائف الإبداعية والتي تتطلب ابتكار أفكار جديدة وبناء
شيء جديد، وهذه الأعمال ليست منتظمة أو مجرد إعادة ترتيب الأشياء"، وفق هيئة
الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
لكن
الخبير التقني رأى أن هذا لا يعني بالضرورة أن جميع المهن التي تعدّ
"إبداعية" ستكون بمأمن، مضيفا: قد تكون بعض المهن مثل التصميم الجرافيكي
والمهن المتعلقة بالفن المرئي من بين أوائل المهن المهددة؛ إذ يمكن للخوارزميات
الأساسية توجيه الروبوت لتحليل ملايين الصور، ما يسمح للذكاء الاصطناعي بإتقان فن
الجماليات على الفور.
وأكد
أن هناك بعض الأمان في مهن إبداعية أخرى، "في العلوم والطب والقانون والأفراد
الذين تتمثل وظيفتهم في وضع استراتيجية قانونية جديدة أو استراتيجية عمل جديدة.
أعتقد أن العنصر البشري سيبقى له مكان في تلك المهن".
أما
الفئة الثانية المعزولة عن مخاطر الذكاء الاصطناعي فهي المهن التي تتطلب علاقات
شخصية معقدة، مثل مهنة التمريض ومستشاري الأعمال والصحفيين الاستقصائيين.
وأوضح
أن تلك المهن التي تحتاج إلى فهم عميق جدا للأشخاص، سيمر وقت طويل قبل أن يمتلك
الذكاء الاصطناعي القدرة على التفاعل وفهم طرق بناء العلاقات العميقة.
وأشار
إلى أن الفئة الثالثة الآمنة هي "الوظائف التي تتطلب الكثير من الحركة
والبراعة والقدرة على حل المشكلات في بيئات غير متوقعة"، مثل الكهربائي
والسبّاك والحداد وما شابه ذلك.
وأضاف:
"ربما يكون من الصعب أتمتة هذه المهن، إذ قد تحتاج إلى روبوت خيال علمي مثل
روبوت C-3PO في سلسلة أفلام حرب النجوم".
في
المقابل، رأت الأستاذة المساعدة في اقتصاديات العمل بجامعة بوفالو الأمريكية، أن معظم
الوظائف بغض النظر عن قطاع الصناعة الذي تنتمي له من المحتمل أن تتم أتمتة بعض
جوانبها بواسطة التكنولوجيا.
ورأت
أن الذكاء الاصطناعي سيصبح قادرا على اكتشاف أنواع السرطانات بطريقة أفضل من
البشر. في المستقبل، لكنها استبعدت استبدال دور الطبيب بالكامل.