أثار عزم السلطات
المصرية، إخلاء مأوى
للأيتام يتبع قرية الأطفال SOS،
في مدينة نصر في القاهرة، انتقادات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومطالبات
بالعدول عن الخطوة التي "ستشرد" الأطفال عبر توزيعهم على دور
أيتام
متفرقة.
وقالت حسابات إن قرار الإخلاء جاء للسيطرة على
الأرض المقامة عليها قرية الأطفال، لصالح بناء مشروع استثماري، وانتقدوا التعامل مع
مشاعر الأيتام من "بوابة الاستثمار لا الرحمة بهذه الفئة الضعيفة".
وعلق الفنان المصري عمرو واكد على قرار السلطات
السيطرة على المكان، وقال: "أنا مش مستغرب من حقارة قرار زي ده لأننا مش
بنشوف منهم غير قرارات كلها حقارة ووضاعة وإجرام، أنا حزين أن مافيش أي رد فعل
يذكر لا من المجتمع ولا من مؤسسات ولا أي حاجة، صفر مقاومة، البقاء لله".
وتسببت الانتقادات
الواسعة عبر مواقع التواصل، في تقديم نواب مصريين طلب إحاطة من
الحكومة المصرية،
ووزيرة التضامن الاجتماعي، لقرار إخلاء قرية الأطفال للأيتام.
وقالت النائبة مها عبد
الناصر، "إن قرية الأطفال تعرف بأنها مؤسسة تم إنشاؤها وفقا لنظام دولي يحمل نفس
الاسم، يعمل على دمج الأطفال في بيئة تشبه المنزل من أجل الحفاظ على استقرارهم
النفسي والاجتماعي والتعليمي والتربوي".
ولفتت إلى أن ذلك القرار جاء دون أي مُراعاة
أو تهيئة لحالة الأطفال النفسية أو النظر بعين الاعتبار لسير العملية التعليمية
الخاصة بهم، حيث أن تنفيذ قرار الإخلاء سيتزامن مع امتحانات الفصل الدراسي الثاني
وهو ما قد يمنع هؤلاء الأطفال من استكمال العام الدراسي برمته، وبالتالي تدمير
مستقبلهم التعليمي.
وتابعت عضو مجلس
النواب بأننا "إذ نرى أنه بدلا من أن يتم هدم وإزالة القرية من أجل استغلال
مساحتها لسبب غير طارئ ولا يمُت للمنفعة العامة بأي صلة، يجب أن يتم تطويرها
والتوسع في استخدام نظام الأم البديلة المُتبع بالقرية، حيث أننا لطالما نادينا
مرارا وتكرارا أنه يجب أن يتم اعتماد ذلك النظام بمختلف دور رعاية الأيتام بشتى
أنحاء الجمهورية".
ودعت الحكومة بشكل
عاجل إلى "وقف تنفيذ قرار إخلاء القرية، وعرض الأمر بشكل فوري على المجلس
الموقر من أجل مناقشته ودراسته، كما طالبت الحكومة بأن تنظر بعين الرحمة والإنسانية
لا بعين المستثمر والتاجر لمستقبل هؤلاء الأطفال الذين يقفون في مفترق طرق، ما بين
أن يكونوا أشخاصا أسوياء ذوي فاعلية وإيجابية، أو أن يكونوا قنابل موقوتة قد تنفجر
في وجه المجتمع في أي وقت إذا ما قامت الحكومة بتدمير مستقبلهم وتهديد استقرارهم".