أكد المتحدث
باسم "المصالحة السورية" التابعة للنظام السوري عمر رحمون، لـ"عربي21" الأنباء التي تتحدث عن زيارة قريبة سيجريها رئيس النظام
السوري بشار
الأسد إلى
مصر، في الوقت الذي يتواجد فيه وزير خارجية النظام فيصل
المقداد في القاهرة، في زيارة تعد الأولى لوزير خارجية النظام منذ العام 2011.
وقالت صحيفة
"
وول ستريت جورنال" الأمريكية نقلا عن مصادر، لم تسمها، إن البلدان يجريان
حاليا محادثات لإعادة العلاقات الدبلوماسية، وإن الأسد ربما يلتقي
السيسي قبل نهاية
الشهر الجاري.
وبحسب رحمون
فإن زيارة وزير الخارجية فيصل المقداد للقاهرة هي مقدمة وتمهيد لزيارة الأسد إلى
مصر، مرجحاً أن تجري الزيارة بعد عيد الفطر السعيد.
بدوره، وصف
مدير "المركز العربي للبحوث والدراسات" بالقاهرة هاني سليمان، زيارة
المقداد لمصر بـ"المنعطف" الذي تشهده المنطقة على صعيد التحولات
السياسية على المستوى الإقليمي.
وأضاف
لـ"عربي21" أن المنطقة تشهد جملة من التحولات التي تخص العلاقات مع
تركيا وإيران، وهذه التحولات تمهد لتقارب عربي سوري، وإلى عودة الأخيرة إلى
الجامعة العربية.
ويرى سليمان
أن البيئة باتت مواتية لتفاهمات سورية عربية، بعد الانفتاح العربي وبعد الأزمة
الإنسانية التي سببها الزلزال، وقال إن "كل ما يجري يساعد مصر على لعب دور
الوساطة لتقريب وجهات النظر بين
سوريا والدول العربية التي لديها تحفظات على
ذلك"، وذلك في إشارة منه إلى رفض قطر المعلن.
وكانت قطر قد
أعلنت قبل أيام عن رفض التطبيع مع النظام السوري، وقال المتحدث باسم الخارجية
القطري ماجد الأنصاري إنه "لا يوجد حتى الآن إجماع عربي حول عودة النظام
السوري للجامعة العربية".
وتابع
الأنصاري بأن "الموقف القطري ثابت، لا يوجد تطبيع مع هذا النظام حتى تزول
الأسباب التي دعت لمقاطعته".
وتأسيساً على
ما سبق، فإنه لا يستبعد هاني سليمان أن يُجري الأسد زيارة قريبة إلى مصر، وليس هناك
مفاجأة فعلاً لو جرت الزيارة.
في المقابل،
يقلل المحلل السياسي أسامة بشير من احتمالية زيارة الأسد للقاهرة، ويقول
لـ"عربي21": "هذا الأمر يبدو مستبعداً على الأقل في المدى القريب،
لأن القاهرة ستنتظر أصداء استقبالها وزير خارجية النظام السوري في واشنطن".
ويرجح أن تنتظر مصر مبادرة من السعودية التي كشفت قبل أيام عن إجراء مباحثات مع
النظام السوري حول استئناف العلاقات الدبلوماسية، بحسب البشير.
وقال:
"نحن أمام هرولة عربية نحو نظام الأسد، والجهود الآن مركزة على إعادة تعويم
هذا النظام، بعد أن تم إخراجه من عنق الزجاجة".
والسبت وصل
وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد إلى القاهرة، واجتمع بنظيره المصري سامح
شكري.
وفي بيان بعد
اللقاء، جددت وزارة الخارجية المصرية دعم مصر الكامل لجهود التوصل إلى تسوية
سياسية شاملة للأزمة السورية في أقرب وقت بملكية سورية بموجب قرار مجلس الأمن رقم
2254 تحت رعاية الأمم المتحدة.
وأكد البيان
على مساندة مصر لجهود المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ذات الصلة، وعلى أهمية
استيفاء الإجراءات المرتبطة بتحقيق التوافق الوطني بين الأشقاء السوريين، وبناء
الثقة، ومواصلة اجتماعات اللجنة الدستورية السورية.
ونوه الوزير
شكري إلى أن التسوية السياسة الشاملة للأزمة السورية من شأنها أن تضع حداً
للتدخلات الخارجية في الشأن السوري، وأن تضمن استعادة سوريا لأمنها واستقرارها
الكاملين، وتحفظ وحدة أراضيها وسيادتها، وتصون مقدرات شعبها، وتقضي على جميع صور
الإرهاب والتنظيمات الإرهابية دون استثناء، وتتيح العودة الطوعية والآمنة للاجئين
السوريين، بما يرفع المعاناة عن الشعب السوري الشقيق وينهي أزمته الممتدة، الأمر
الذي سيعزز من عناصر الاستقرار والتنمية في الوطن العربي والمنطقة، بحسب تعبيره.