(لا أعرف)
عزيزي خالد..
سألني صديق يائس من فساد
"النخب المصنوعة": تفتكر الموضوع يستاهل الاهتمام والمناقشة الجادة؟..
هما بيعملوا كده ليه؟
لم أسأله: تقصد مين بكلمة
"هُمّا"؟.. رغم أنني أتذكر إجابة يوسف شاهين الشهيرة عندما يقول له أحد:
"يقول البعض.. كذا" أو "هُمّا بيقولوا.. كذا": ينفعل
"جو" بعصبيته المعهودة ويقول: مين هُما؟.. وقالوا في أي صحيفة؟ ومين
اللي بيمّول الصحيفة؟ ومين الجهة اللي ورا الممول.. إلى آخر أسئلة التحري الشاهيني.
ربما كان الصديق على حق، فأنا
منهك حد التكلس، وأعاني من ضبابية خانقة في الدماغ واعتلال مرير، فما الذي يضطرني
لمعاناة الكتابة في مثل هذه الأزمة المستدامة؟
أصارحك يا خالد أنني لا أعرف،
و"عدم المعرفة" هذا (وليس المعرفة) هو الذي يدفعني للاهتمام بخلفيات
مسلسل تلفزيوني لم يتيسر لي أن أشاهده كله، أو حتى أشاهده بتركيز، لكنني كما قلت
لك من قبل: ليس المسلسل هو الموضوع، فأنا أعرف من يموله والهدف منه، وأعرف بقية
الإجابات على أسئلة أستاذك الراحل، لكن ما لا أعرفه هو الحقائق الضائعة بين الواقع
والاصطناع، والتي يتجاسر كثيرون فيمررونها باعتبارها التاريخ..
مثلا يا عزيزي خالد يشغلني
سؤال: هل حقاً أحرق أحمد دومة مبنى المجمع العلمي؟ وهل كان في رأيك ثائراً أم واحدا
من المخربين الإرهابيين الذين استجابوا لـ"نوافير الشر" وأحرقوا أيقونة
من أيقونات الحضارة التي غرسها بونابرت في أرضنا؟
بالمناسبة، رأيت المشهد التلفزيوني
الذي تناشد فيه الجيش وقوات الأمن لحماية المتحف
المصري، وسمعت إجابتك لما سألتك
مراسلة "العربية":
أستاذ خالد: المظاهرة دي بدأت
سلمية بأمثالك.. بناس مثقفين.. بشباب واعي، إيه اللي حصل؟.. مين إللي انضم لهم؟..
مين إللي بيخرب؟
فاجأتني إجابتك وهذا نصها:
"اللي بيخرّب دلوقتي
مجموعة من الشباب التافه، إللي هما مش لاقيين شغلة ولا مشغلة، ودول إللي هما
ساكنين حوالين القاهرة.. في العشوائيات إللي إحنا نبهنا إنها خطر هينفجر في
المجتمع..*".
من حقك يا خالد أن تتخوف من
خطر شباب العشوائيات "التافه"، ومن حقك أن تسجل للتاريخ دورك في الحفاظ
على الحضارة المصرية وحماية المتحف المصري من السرقة، ومن حقك أن تناشد
"الدولة" لحماية مؤسسات هي مكلفة بالضرورة بتأمينها وحمايتها، ومن حق
المسلماني أن يعيد القداسة للملوك ويستعير النشيد الوطني البريطاني الموروث من
العصور الوسطي ويختتم كتاباته المتصنعة بأكليشيه "حفظ الله الجيش..".
في المقابل فإن من حقي أن
اسأل عن "السر الضائع" لمصطفى النجار مثلا، وعن "السر الباتع"
لمصطفى الجندي مثلا، وعن الـ..
لا أقصد بسؤالي التقليل ولا
التشكيك، كل الحكاية أنني "لا أعرف" وأحاول أن أفهم ما لم يقبله عقلي الشرير،
فأنا لم استوعب دور الجندي العجيب (وغيره كثيرون) في ميدان التحرير، ولم أستوعب
علاقة الجلابيب بالثورة وبأعماق أفريقيا، وربما تذكرت الجندي الآن بسبب فهمي
للتاريخ بأنه رحلة بحث عن الحقيقة، وبما أن والد الجندي كان مدرسا للتاريخ، فإن
المسألة في بيتها ولا غرابة من الاستفسار..
أتعشم يا عزيزي أن تتفهم
شكوكي، فأنا لا أدين أحدا بأسئلتي الغريبة.. فقط أسأل.. أسأل ببراءة، ودهشة، ورغبة
في معرفة تقنعني، فأنا لا أصدق الكثير من الروايات المتداولة. وكما اعترفت لك بكل
صراحة من قبل، فأنا لا أملك الحقيقة الكاملة، وليس لدي إجابة مؤكدة تطفئ الأسئلة
المشتعلة في رأسي عن
الثورة، والشهداء، والعملاء، ومحركي الأحداث، وقادة الحشد، والباعة
الجائلين، وممولي المنصات، ومشرفي الأتوبيسات، لا أعرف شيئا عن وجبات الكنتاكي، والعلاقات
الجنسية، وأسعار المشاركين في موقعة الجمل، لا أعرف سر الدبابات التي خرجت من
ثكناتها مدموغة بشعار "يسقط مبارك" ولا أعرف مدى خطورة الأجندة التي
حذرنا منها عمر سليمان، ولا أعرف حتى إن كان سليمان نفسه حيا يرزق.. أم قتل في
سوريا.. أم مات مريضا في أمريكا، ولم أعرف من حاول اغتياله قبل موته.. ولماذا؟
فأنا لم أتصد للتأريخ، ولم أقترب
من الكبار، ولم أحضر أي اجتماعات، ولم أطّلع على أي تقارير أو معلومات.. أنا
(بوضوح بسيط يا عزيزي) لم أشارك في الثورة إلا بقلبي، لم أصعد على أكتاف أحد، ولم
أهتف بأعلى صوتي، ولم أحرق مقر الحزب الوطني (لكنني فرحت باشتعاله كنوع من التغيير)،
لم أهاجم أقسام الشرطة ولم اقتحم الحدود ولم أتعاون مع الجواسيس في ميدان التحرير
ولم أدافع عن المتحف بصدري ولم أضرب المفك في خزان البنزين ثم أشعل النيران في حافلات
الشرطة.. كنت طوال الأحداث (ولا أزال) شاهداً بريئا يتمسك ببراءة الصبي الصغير وسط
زحام المحتفلين بثياب الإمبراطور الجديدة.. صبي مندهش ومتسائل لا يصدق الملك
والوزراء والمهللين على الشاشات وفي الأسواق.. لا يصدق إلا ما يراه، وإن كان قليلا
وملتبسا ويخفي بين طياته وبياناته ومسلسلاته الكثير من الأسرار الباتعة.
(هاللو.. إنه يكذب)
عزيزي خالد..
سأدردش معك في هذا المقال عن
الكلب وذيله، وهذا يستلزم أن أحكي لك أولا عن المخرج والمنتج "ستانلي موتس"..
لا أقصد وجود تشابه بينك وبينه، فهو حالة أكثر تعقيداً، يمكن ترجمتها محليا بأنها
مزيج "متكاتف" من تامر مرسي وبيتر ميمي، وبكل أسف هذه النوعية من
المنتجين والمخرجين منتشرة وتزدحم بها ورش "فبركة" الأخبار والبرامج
والدراما..
أعرف يا خالد أنك ذكي وسوف
تتوقف عند الكلمات المحاطة بأهلة وتفتش عن رمزياتها، والمسألة بسيطة: كلمة
"متكاتف" تلمح إلى شركة "سينيرجي" التي أسسها تامر مرسي وصارت
الوكيل الرسمي لتلفيق الأكاذيب تحت مسمى الوطنية والتاريخ، فالكلمة لها نفس المعنى
تقريبا الذي يشبه بالمصادفة تعبير "كده" الذي يردده رئيسكم المختار وهو
يقول: عاوزين نبقى إيد واحدة، ثم يضم قبضته ويضيف كلمة: "كده"..
و"كده". في هذا السياق المقصود بها "سينيرجي".. وهي كلمة تعني
التضامن والتكاتف والترابط، وبالمرة الاحتكار والسيطرة و"كتف في كتف"،
كما حدث عمليا في سوق الإنتاج الإعلامي والدرامي.
أما كلمة "فبركة" فالمعروف
أنها "التصنيع" بصرف النظر عن حقيقة أو مطابقة ما يتم تصنيعه للواقع
وللمواصفات القياسية، فالمنتجون والمخرجون من هذه النوعية يعملون بالنصيحة الساخرة
التي وجهتها لهم المنتجة الهوليودية المثيرة للجدل "ليندا أوبست" في
كتابها المعنون "Hello, He Lied"، وهو كتاب شيق عن كواليس الانتاج وتنازلاته في هوليوود.
وتقول أوبست في نصيحتها: "إذا أردت النجاح هنا، اذهب إلى حيث يتجه الحصان
الذي تركبه". فالنجاح المعاكس للاتجاه صعب وعسير، لذلك لا بد أن تطيع وتعمل
حسب الموجة الرائجة، وتركب الحصان على مزاج الحصان وصاحب الحصان، ولا مانع من أن
تقنع نفسك بأن "هذا الاضطرار" هو نفسه "الاختيار"، ولا بأس أن
تكذب في ذلك، فالكذب أحد شروط البقاء في مصانع الزيف..
(الرسالة في الحكاية)
تَكرّم يا أبو يوسف واغفر
لأخيك المنهك تعدد الخيوط واتساع الحكاية، ولا تسألني السؤال المزعج: انت عاوز
تقول إيه؟
ليست لدي القدرة ولا الرغبة
في كتابة براجماتية مختزلة، لهذا اخترت الدردشة المنفتحة في موضوعات متداخلة، فأنا
يا عزيزي لا أحب إلقاء المواعظ على أحد، لذلك أستعين بالحكايات والرمزيات، ربما
تخفف من "عناد الذات" في مواجهة الذات الأخرى، فالنجوم عادة يرفضون
النقد والنصائح والآراء التي لا تداعب نجوميتهم. وأحسبك من النجوم في مسلكك وفي
تصورك عن نفسك، وانا أتجنب أن أخدش "ذات النجم" لتكون للدردشة فوائدها
غير المباشرة في تعديل الذات لنفسها وليس بضغط من خارجها..
لقد التزمت بذلك (قدر
استطاعتي) في النقد السياسي والاجتماعي والفني: (لا لائماً ولا لئيماً)، فقط أحاول
توسيع مجال الرؤية، وعرض اقتراحات أخرى، و"التنبيه" (لم أعد أحب مصطلح
"التنوير" لتدني سمعة المتعاطين له).
تذكرت الآن قصة خلاف يوسف
شاهين مع يوسف إدريس، كنت حزينا لعدم اكتمال عملهما معا في فيلم "حدوتة
مصرية" وسألت شاهين عن السبب فقال: "ما قدرناش نكمل، ذات على ذات ما
تركبش".
ظلت الإجابة على بساطتها
مؤثرة في تفكيري عن نفسية النجوم، خاصة وأن إدريس كان كثير المشاكل فيما يخص
أعماله الأدبية ويرفض التعديل فيها، وأتذكر أنه أفسد افتتاح مسرحية
"المخططين" وسحب أحد الكراسي وجلس على خشبة مسرح "الطليعة"
ليمنع المخرج سعد أردش من عرض المسرحية برؤيته، وخاطب الجمهور موضحا أن ما فعله
أردش في النص مخالف لروح وتوجهات العمل، فلو تخيلنا يا خالد أن إدريس حياً يشاكس،
هل كان يوافق على ما فعلته في قصته؟
هذا السؤال الافتراضي يستحق
جلسة دردشة مطولة أؤجلها لمقال لاحق، حتى لا نتجاهل الزميل "ستانلي موتس"
أكثر من ذلك، وهو جوهرة دردشتنا اليوم..
(دراما الصرف الصحي)
عزيزي خالد..
لا تتسرع في الشعور
بالاشمئزاز من العنوان الفرعي لهذه الفقرة، فالوصف لا يقصد التحقير، بالعكس يشير
إلى الإتقان والمهارة، خاصة في معجزات "الإصلاح الجريء" وإنقاذ الأنظمة
الفاشلة من "الورطات"، وتجميل صورتها بمساحيق الكذب وأقنعة الادعاء.
والحكاية أن الرئيس تعرض
لفضيحة تهدد استمراره في الحكم قبل فترة قصيرة من انتخابات التجديد، فقد تسربت
أخبار وصور عن سقطة جنسية مع فتاة قاصر داخل المقر الرئاسي، ورطة تشبه ما حدث بين
بيل كلينتون ومونيكا لوينسكي، وتم استدعاء خبير الأزمات الرئاسي لحصار الفضيحة قبل
الانتشار، وكانت الخطة أن يتم إلهاء الشعب بقضية أخطر، وإجبار وسائل الإعلام على
التركيز في قصة جديدة وإهمال الفضيحة الجنسية للرئيس.
وبالطبع يا خالد ليس هناك ما
يحشد الناس ويثير مخاوفهم أكثر من الإرهاب والحرب.. إذن فلنصنع حرباً..
مع من؟..
سألت المساعدة، فأجابها
الخبير:
- مش مهم.
* وإذا عرف الناس بالكذبة؟..
ستكون المصيبة أكبر!
- لا يعرف الناس إلا ما نخبره
لهم، لا يهم أن تكون القصة حقيقية أم لا، المهم أن تضعيها في أسماع العامة وسوف
يتمسكون بها وينقلونها من آذانهم إلى أفواههم، ويرددون الرواية ويضيفون إليها أكثر
مما نريد.. لا تقلقي، لا شيء جديد، أثناء إدارة ريجان قتل في بيروت 240 من قوات
المارينز، بعد 24 ساعة كانت أمريكا تغزو جرينادا، وانشغل الناس بالحرب في مكان لا
يعرفون عنه شيئا، هذا هو الأسلوب المتبع، غيّري القصة.. غيّري ترتيب الأحداث..
* لكن ظروفنا الحالية لا
تستطيع تحمل تبعات الحرب!
- لن يكون لدينا حرب، سيكون
لدينا مظهر حرب.. تمثيلية، أخبار نصنعها ونلقيها في العيون والآذان، ونتحدث عن
البطولة والانتصار وإنقاذ الضحايا ونصنع الأساطير..
وهذا ما يستطيع أن يفعله
"ستانلي موتس"..
موتس هذا يا عزيزي كان صانعا
للدراما دارت عليه الأيام وخرج من اللعبة، ذهب إليه خبير الأزمات الرئاسي "كونراد
برين" وعرض عليه المهمة، فسأله موتس: أنا أعمل في صناعة الدراما والترفيه، فلماذا
تأتي إليّ لصناعة حرب؟
قال برين: الحرب عندنا تشبه
ذلك، ليست أكثر من شعار وصورة وقصص عاطفية.. هل تتذكر معركة "مين"، أو "تيبيكانو"،
أو "تيلر"، وغيرها؟ نتذكر الشعارات يا سيد موتس، لكننا لا نستطيع تذكر
الحرب اللعينة، نتذكر فقط أغنية عن شهيد وصورة لبنت عارية أحرقتها قنابل النابالم
وعلامة النصر التي يرفعها جندي مبتسم، أو علم الوطن يرفرف فوق جبل.. إنها احتفالية،
مثل حفل توزيع جوائز أوسكار، ومسابقة ملكه جمال أمريكا.. كرنفال لحشد للناس في حفلة
لصرفهم عن التفكير في أي شيء آخر!
يوافق موتس على تنفيذ المهمة السرية
ويطلب "عدة الشغل": موسيقيين وممثلين ومؤلفين للأغاني الحماسية
وإكسسوارات حرب، وكم كانت مهمة الحصول على قطة صغيرة تحملها الضحية وهي تهرب من
الإرهابيين، مهمة عويصة يا خالد، حتى أن "برين" ناقش "موتس"
في اهتمامه المتطرف بالتفاصيل مما يعطل الوقت، فقال له موتس: هذا هو الإنتاج
الدرامي.. الواحد منا مثل السبّاك، إذا نفّذ عمله بشكل صحيح، فلن يلومه أحد ولن يشكو
الناس من شيء، وإذا فشل تكون النتيجة سيئة وتفضحها الروائح الكريهة وتطارده
اللعنات، فالمهارة ضرورية بشدة في عملية تصنيع الكذب..
هذا للأسف ما شعرت به يا خالد
وأنا اسمع صوت منير (الناجي بمعجزة الصدفة من فضيحة التطبيع)، خلل ما أصاب علاقتي
الوجدانية بمنير، فلم أصدق أغنية التتر، ولم أتأثر بالمعاني.. كانت مجرد كلام ذكرني
بالأغاني التي صنعها موتس لحربه الزائفة وللكتيبة 303، ومنها:
"نحن نحرس حدودنا
الأمريكية/ نحرس الحلم الأمريكي/ نحرس حقنا
في الكفاح من أجل الديمقراطية/
لتبقي بلادنا حرة..
نحن نحرس روحنا الأمريكية/
نحرس الحلم الأمريكي/ بلادنا نشأت على صخرة الحرية/ ونحن.. كشعب يجب أن نبقيها حرة/
لتبقى مدى الحياة حرة"..
انظر إلى هذا الكلام الجميل يا
خالد، وتذكّر أنه مجرد غطاء لامع لقاذورات الرئيس وفضيحته المخجلة..
كل هذا الهراء عن البطولات
والحرية ليس إلا خدعة حقيرة للناس وأكاذيب تدعم استمرار الفاسدين، وهذا ما يقوله موتس
لبرين وهو ينظر من النافذة منبهراً بـ"إنجازاته" قرب نهاية فيلم
"هز الكلب":
انظر إلى جنازة الشهيد "شو
مان"*.. انظر إلى جنود الكتيبة 303 الذين يحملون النعش.. انظر إلى التأثر
والدموع وحالة الناس.. كل هذا مجرد تلفيق واحتيال، لكنه يبدو حقيقيا ومؤثراً بنسبة
100 في المائة!".
(قضية الكلب وذيله)
طال المقال يا خالد ولم أخبرك
بعد بحكاية الكلب وذيله، وهي حكاية وثيقة الصلة بالسياسة والإعلام والخداع
والانقلابات والاغتيالات، كما أنها وثيقة الصلة بالدراما والسينما والثقافة، وأخشى
أن يؤدي انقطاع الدردشة وتأجيل الحديث إلى برودة القضية، أو انشغالي بالألم عن
القلم، لكن ما باليد حيلة، فلنكمل الدردشة عن الكلب وذيله في مقال مقبل..
___________
إشارات:
* ستانلي موتس (Stanley Motts) تنطق في
الحياة الأمريكية "موس" بدون التاء، والأسماء الواردة في المقال لها
دلالات تعبيرية مهمة نعود إليها في المقال المقبل.
* إدانة سكان العشوائيات
وخطورتهم على المجتمع، لها مرجعية عميقة في تاريخنا قد تقلب الطاولة على فكرة
المقاومة في المسلسل، وفي الواقع أيضا، ففي معظم الأحوال كان هؤلاء الضحايا وقود
الثورات وحطب المقاومة الذي تستخدمه قوى نناشدها عند الخطر ونكابدها عندما تحكم،
وقد نعود للقضية بالتفصيل، فالدردشة مستمرة.
* يقصد الحرب الأمريكية الإسبانية
(1898) التي نشبت بسبب افتعال حادث إرهابي على متن السفينة الأمريكية
"مين" في ميناء هافانا، وثبت بعد سنوات أنه انفجار عارض في غرفة
المحركات، ومعركة "تيبيكانو" كانت قبلها في (1811) ضد الهنود الحمر، أما
"تايلر" فهي ليست معركة، والمقصود معركة "ريساكا دي لا بالما"
أثناء الحرب الأمريكية المكسيكية، والتي قادها الجنرال "جون تايلر"،
الذي صار رئيساً لأمريكا فيما بعد.
tamahi@hotmail.com