كشفت مصادر حزبية
مصرية معارضة داخل البلاد، عن أن قوى وشخصيات
ليبرالية ستعلن رسميا تدشين تيارا ليبراليا جامعا، وذلك خلال مؤتمر صحفي سيُعقد خلال 3 أسابيع على أقصى تقدير، وتحديدا خلال الفترة ما بين 13 و20 أيار/ مايو المقبل.
وأوضحت المصادر، في تصريحات خاصة لـ"
عربي21"، أن الأعضاء المؤسسين لهذا
التيار عقدوا عدة اجتماعات خلال الأسابيع القليلة الماضية، وأنهم بصدد الاتفاق على التفاصيل الأخيرة، التي من بينها صياغة الوثيقة التأسيسية، والاتفاق على الهيكل القيادي لـ "
التيار الحر".
في حين ذكرت المصادر التي رفضت الإفصاح عن هويتها، أن "عدد أعضاء الهيئة التأسيسية للتيار يتراوح ما بين 30 و50 شخصية ليبرالية جميعهم داخل مصر"، منوهة إلى أن "الباب ليس مغلقا أمام الشخصيات الليبرالية الموجودة خارج البلاد، والمؤمنة بأفكار التيار الحر".
وأشارت المصادر إلى أن "هناك اجتماعا مهما سيُعقد يوم الاثنين المقبل بمقر
حزب المحافظين في محافظة القاهرة؛ لمحاولة حسم بعض التفاصيل والنقاشات بصورة شبه نهائية".
وحول موقف "التيار الحر" من "الحوار الوطني" الذي من المفترض أن تنطلق جلساته يوم 3 أيار/ مايو المقبل، أضافت المصادر: "التيار الحر لا علاقة له بهذا الحوار ولا بمخرجاته، فلسنا معنيين به من الأساس؛ لأن تأسيس التيار سيكون عقب انطلاق الحوار الوطني، وذلك بالرغم من أن بعض قادة التيار ربما يكونون ضمن المشاركين في جلسات الحوار".
اقرأ أيضا: هشام قاسم: هذه تفاصيل تأسيس تيار ليبرالي جامع بمصر
وخلال الأيام الماضية، ظهرت للعلن خلافات داخل الحركة المدنية الديمقراطية (أكبر كيان معارض داخل البلاد) بشأن موقفهم المتباين، سواء من مجريات الحوار الوطني المرتقب أو بخصوص الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها منتصف العام المقبل.
وفي 14 كانون الأول/ ديسمبر 2017، أعلنت 8
أحزاب سياسية و150 شخصية عامة في مصر تأسيس "الحركة المدنية الديمقراطية"؛ لمواجهة ما سموه "تدهورا شديدا في الأوضاع بالبلاد، مع غياب شبه تام للعدالة الاجتماعية"، داعين الشعب المصري إلى العمل معهم من أجل الخروج مما وصفوه بـ"النفق الكارثي المظلم"، الذي تسببت فيه سياسات وممارسات النظام.
وضمت وثيقة إعلان مبادئ الحركة 11 هدفا ومطلبا، كضرورة لـ"فتح مجال العمل العام، وخلق حراك سياسي، ومواجهة تدهور اقتصادي وسياسي وأمني في البلاد".
وكان الأكاديمي والمهندس الاستشاري، ممدوح حمزة، قد هاجم الحركة المدنية في أعقاب تأسيسها، قائلا –في تصريحات خاصة لـ"عربي21"-؛ إن "معظم مَن تمت السيطرة الأمنية عليهم انضموا للحركة"، ملمحا إلى حدوث ما وصفه بـ "السطو الأمني" على جهودهم التي كانوا يبذلونها لتشكيل معارضة حقيقية لصالح الحركة المدنية.
وفي 22 حزيران/ يونيو 2022، كشف الناشر هشام قاسم لأول مرة، تفاصيل مساعي مجموعة من الأحزاب والشخصيات العامة المصرية المحسوبة على الفكر الليبرالي بشأن تدشين (تيار ليبرالي جامع)، موضحا أن "التيار المرتقب ظهوره لا زال في طور تيار فكري فقط؛ لأنه لم يصل بعد إلى مستوى التحالف السياسي أو الانتخابي بين مكوناته".
قاسم، وهو أحد المشاركين في المشاورات الجارية بشأن تشكيل "التيار الحر"، أكد في مقابلة سابقة مع "عربي21"، أنه "من الوارد جدا أن يتحول هذا التيار الوليد إلى تحالف فكري أو تحالف سياسي بين كل أعضائه في مرحلة لاحقة"، مُشدّدا على أنه "سيؤدي دورا مهما وبارزا في الساحة السياسية المصرية".