مدونات

محتار في وصف الحُسن

علم فلسطين في القدس- جيتي
في ليلة من ليالي رمضان جلس وفيّ مع صديقه جواد، يشربان الشاي كانت ليلة لطيفة ذات نسمة هواء طيبة عليلة سار الحديث بهما إلى فلسطين الأرض والإنسانية كلها، وتقاطع الكلام مع نبضات القلب ودقاته لكل منهما، من هي الحبيبة والمعشوقة الحلوة؟ حان دور وفي في الوصف وتكملة الحديث:

وفيّ: شوف يا جواد الواحد بهاي الدنيا عرف وتعرف على كثير من الناس ومنهم طبعا، كثير من البنات بس أنا حبيبتي حسب رأيي البسيط ما لقيت إلها وصف. وهنا يرد جواد: يا وفيّ لا تبالغ كل البنات والنساء على جمالهن الهن وصف كيف لعاد تفننوا الشعراء بالوصف؟ هاي انت متيم على الآخر مستوي مثل حبة التين. يرد وفيّ: افهمني يا جواد بقلك احترت معها بالوصف ضعت وضيعني الحنين!

جواد: هاي القعدة شكلها رح تطول صب شاي صب خلينا نروق، شوقتني اسمع قول يا وفيّ قول.

وفيّ: فيها من كل الحُسن أحسنه ومن الجمال رونقه ومن الصوت عذوبته مثل ماء النبع الصافي، وفيها من الدلال بهاؤه وطلته! لا وفيها أكثر كمان! تقول حورية طالعة من بحر غزة وتقول برتقالة من أرض يافا، وتقول كنافة نابلسية، آخ بقلك احترت أوصف وتلعثم معي الكلام! حلاوة وجمال تقول قطعة من الجنة تقول قطعة جبنة بس ما إلها مثيل! تقول ياسمينة وما إلها شبيه! إيش رح أقول واحكي تعبت أنا من كثر الوصف، وتقول عندها الأدب كله طلتها ومشيتها روحاتها وجياتها بتوزع ثقافة علم وأدب، كل واحد سمع عنها وشافها قعد وصفن معقول هذا الطيب هذا الحسن موجود في دنيانا والحياة.

آه هو الواقع كله مش خيال ومش حلم، جواد: كمل حليت القعدة وطال السهر كمل.

وفيّ: قلبي يا جواد لما بسمع صوتها بشوف صورها بتغلفه حنيّة وشوق مش طبيعي إلها بتزيد خفقاته ونبضاته كمان. بقلك هي الحسن كله هي، الوفا هي الأمل هي العمر كله. قديش فيه نسوان وبنات بس مثلها عيني ما شافت ولا سمعت أذني. هي خبيرة بالحياة بعلومها بدروبها كل الموعظة كل الحكمة عندها هي. سنين مرت والعمر انقضى بعدها في عز الشباب ريعانه لمعانه وبريقه كيف الياسمين وأحلى بأكثر كمان عجز الوصف عنها ومعها، آخ يا وجع قلبي.

جواد: يا وفيّ وكنت أقول بدي أوصف حبيبتي معشوقتي إلك. خلص بطلت أحكي وأقول، ضيعتني انت حبيبتي أنا قدام معشوقتك يا وفيّ ما بتطلع اشي، صفر على الشمال. وقف الحكي، كمله انت.

وفيّ: سألتك بالغوالي مثل هالحلوة بتنترك؟ جواد: كلي على بعضي إلها ولمثلها يا وفيّ، قال تنترك قال.

وفيّ: شايف يا جواد قديش حكيت وما خلص الوصف معشوقتي هي اللي حكينا عنها ببداية الحكي اسمها كله نغم، اسمها هو فلسطين، فلسطين أغلى النساء وأكثرهن ثمنا، أصلا ما إلها ثمن، هذا الثمن وهذا السعر أوجده الإنسان وحطوه البشر وهي نفسها مثمنة ومقدرة أصيلة مأصلة بأمر خالق الكون كله وموجده الله سبحانه، قيمتها من عنده غالية وهي دايما أغلى القيم.

فلسطين اسمها لحاله أحلى من أحلى فاكهة وهي نفسها كل الحلى تقول الماس هي أكبر وأعلى مرتبة ورتبة. فلسطين فيها قصة من أحلى القصص قصة أصيلة باقية طول العمر وعلى امتداد الزمن هي الإسراء والمعراج ونفحاته الطيبة، ومنها الناس أخذوا ورح يأخذوا الحكمة والعبر!

فلسطين يا جواد هي معشوقتي الحلوة، صحيح كل البلاد حلوة بس فلسطين هي مصنع الحلى كله.

هي مصنع السلام والوئام والألفة والدفا كله، آخ مش قادر أنطق وأقول ضيعت الحكي وتاه مني باقي الكلام.

لهيك لازم ذكرها يبقى على مد البصر وعلى طول العمر ينطق اسمها الطفل الرضيع بأول تهجايته ويكملها الشاب بطلة شبابه وعنفوانه فلسطين عربية، وإن طال الزمن ابن صهيون مش قد العاشق المتيم إن تاه في بحر العشق!

جواد: جواهر كلامك وفيّ، تسلم على كل الحكي حليت سهرتنا وفلسطين دايما لامعة وأحلى، بعد هالوصف أسكت أنا. يا وجع القلب يا فلسطين مسحتي حبيبتي انت مسح.

فلسطين باقية وابنك وفي على العهد وإن طال الزمن، انت وفيّة كلك أصالة وانت نبع الأصل للماء العذب النقي.

ابن صهيون وأتباعك معك ببساطة بلغة بسيطة ورسالة قوية الك فلسطين لولادها ولابنها، وفيّ وما انت قد ابن العروبة إن دب العشق بقلبه ومعه الهوى وصار لمعشوقته عنوان الحب ومرسال الغرام!!

العشق أقوى انواع الهيام فلسطين باقية ما بقي الزيتون وهو ثابت بترابه وأرضه. رغم الأهوال ورغم المحن باقية هي ومعها وفيّ، وكل القلوب النقية الطيبة يغنون ويعزفون أحلى أغاني ومواويل الغرام ويؤكدون حقيقة في الحياة رسمتها أمّ على العهد وعلى الوفا، اسمها فلسطين الأرض والإنسانية كلها بمعناها الصادق والصحيح.

الحب جزء من الإنسانية بمعناه بدلالته بس السؤال هون: لماذا يتواجد الصهاينة في فلسطين وهم بطبعهم وصفاتهم خارج إطار الإنسانية كلها؟

هون يا جواد رح أسأل وأوقف كلام؟

جواد: يلا مع بعض نشوف من التلفاز آخر أخبار الأم والحبيبة فلسطين.