مع توالي التوترات
الأمنية بين الفلسطينيين والاحتلال، واستمرار الاعتداءات
الإسرائيلية على المسجد
الأقصى، هناك اعتراف بأن المخاطر التي تنتظر منه لم يتم الكشف عنها
بالكامل بعد، خاصة وأنه يحمل تبعات من إمكانيات احتمال اشتعال الحدود مع الأردن، وهو
ما يمكن أن يكون أعظم إخفاق للحكومة اليمينية الحالية.
بنحاس عنباري
المستشرق اليهودي ذكر أن "حكومة الاحتلال اليمينية ترى الاستقرار الأمني بأنه
لعنة، مما يجعل إخلاء الشباب الفلسطيني من المسجد الأقصى جزءًا من مسؤوليتها وفقًا للوضع
الراهن، رغم ما يحمله من عوامل تحريضية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وبالتأكيد في لبنان،
رغم أن حزب الله لوّح بسيفه في الدفاع عن القدس طيلة هذه السنوات، وعلى هامش الأحداث،
تجدر الإشارة إلى أن التدهور بدأ بانهيار آخر يتعلق بنظام الاعتكاف في المسجد، وزيادة شعائر
التعبد في شهر رمضان، من أجل إضفاء جو إسلامي كامل على الشهر".
وأضاف في مقال
نشره موقع "
زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21" أن "الأمور تغيرت
هذا العام لسببين: أولهما أنه منذ فترة طويلة كانت حماس في الخارج تخطط لهجمات في شهر
رمضان في الضفة والقدس وداخل إسرائيل، وشكّل إحضار المستوطنين "للجدي" على
حدود الأقصى مصدرا لتفجير الأحداث بزعم الاستعداد لعيد الفصح، بالتزامن مع وجود الوزير
إيتمار بن غفير المهتم بانفجار الأحداث وليس تهدئتها، حيث ضغط من أجل تدمير منازل فلسطينية
في رمضان، وإلغاء الاعتكاف في العشر الأواخر منه، للسماح لليهود باقتحام الأقصى".
وأشار إلى
أن "السبب الثاني يتمثل في أن شهر رمضان عند المسلمين هذا العام تزامن مع عيد
الفصح عند اليهود، مما جعل الأزمة حول الأقصى حافزا لنشوء تحالف بين حزب الله وحماس
في الخارج والجهاد الإسلامي لتحقيق بعض الأهداف، أهمها خلق حالة من الاحتجاجات في إسرائيل،
وتوقع أن يثور فلسطينيو48، بوصفهم جزءا أصيلا من المعتكفين في الأقصى، وتسبب ذلك بحدوث
الاشتباكات، وإضرام النيران في المدن الفلسطينية المحتلة كما حدث في رمضان 2021، مما
يؤكد أن مخيمات اللاجئين في لبنان تتحول إلى قوة نشطة".
وختم بالقول
إن "السلوك الإسرائيلي تجاه المسجد الأقصى يهدد مستقبل العلاقة مع الأردن، رغم
أن أكبر خطر على إسرائيل هو إضعاف البيت الملكي الأردني وانهياره، لأنه في مثل هذه
الحالة ستكون الحدود المشتركة عرضة للضياع، فيما تضغط إيران على الأردن من اتجاه العراق
وسوريا، مما يعني توحيد جميع الجبهات ضد إسرائيل".
من الواضح
أن القناعات الإسرائيلية تتواتر بأن استمرار العبث في المسجد الأقصى يعني أن الاحتلال
سيكون في مأزق حقيقي حقًا، وما يجب أن يكون واضحا له أن انهيار الوضع الراهن في المسجد
الأقصى مع الوقف والحكومة الأردنية يعمل أولا ضده، ولصالح أعدائه، ومن المشكوك فيه
أن تكون حكومة اليمين الفاشي قادرة على الوصول لرؤى عقلانية بهذا الشأن.
هناك كثير
من الأسباب المتعلقة بهذا السلوك العبثي الإسرائيلي تجاه المسجد الأقصى، أهمها لأن
هذه الحكومة مشبعة بالعقيدة المسيحانية، والطريقة لتحقيق أهدافها تكمن في نكبة جديدة
على المدى القريب، وحرب يأجوج ومأجوج على المدى الطويل، وبالتالي العودة لواقع عام
1947، عشية النكبة الفلسطينية.