زعمت صحيفة عبرية، أن سلوك رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو، يدل على "موت" الخيار العسكري لتدمير المنشآت
النووية في
إيران، منوها إلى أن الخطر الإيراني ما زال قائما وخاصة بالتزامن مع ما تمر به "إسرائيل" من أزمة داخلية متصاعدة نتيجة "الانقلاب النظامي" للحكومة اليمينية الحالية.
وأوضحت صحيفة "
هآرتس" العبرية في تقرير كتبه سامي بيرتس، أنه "بدون معرفة الخطة العملياتية والمعلومات الاستخبارية، من الواقع الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة فقط، يتبين أن الاستنتاج الحتمي، أن رئيس الحكومة نتنياهو، لا ينوي مهاجمة المنشآت النووية في إيران، فنتنياهو صنع مسيرة طويلة حول هذه القضية وهو يتماهى معها أكثر من أي زعيم آخر، ويعتبرها أحد الأهداف الأربعة الرئيسية له، وهذا كلام فارغ".
وذكرت أن رئيس مجلس الأمن القومي، تساحي هنغبي، تنبأ عشية تسلم منصبه بأن الأمر الأساسي الذي سيفعله نتنياهو في ولايته الحالية هو مهاجمة المنشآت النووية في إيران، منوها إلى أن الموضع "الحاد والحاسم في الأشهر القادمة هو المشروع النووي الإيراني، وإذا لم تنته المفاوضات باتفاق ولم تتصرف الولايات المتحدة بشكل مستقل، فنتنياهو سيعمل على تدمير المنشآت النووية في إيران".
ونوهت الصحيفة إلى أن "عملية عسكرية في إيران، لا تشبه أي أمر فعله الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو حتى الآن، الحديث لا يدور عن موقع واحد، مثل تدمير المفاعلات النووية في العراق وسوريا، بل عدة مواقع، الأمر الذي تنطوي عليه أخطار كبيرة، مباشرة وغير مباشرة، ومنذ 15 عاما نستيقظ كل صباح على التحذيرات والتهديدات والضغوط وضجة كبيرة، وكل ذلك خفت في الأشهر الأخيرة، لأن هناك تهديدا آخر سيطر علينا، وهو الانقلاب النظامي الذي يدفع به نتنياهو قدما".
ولفتت إلى أن "القدرة على التنفيذ هي فقط جزء من الصورة في قرار هل يجب مهاجمة إيران؟ ولأجل حدوث ذلك؛ فالمطلوب تنسيق مع الولايات المتحدة ودعمها، وشرعية من الجمهور في إسرائيل، ومنظومة علاقات جيدة وثقة كبيرة بين المستوى السياسي والأمني وتكافل اجتماعي وطول نفس في حالة تطور حرب مع حزب الله، وبالطبع قدرة وتركيز مطلق على هدف سلاح الجو والاستخبارات، وفي كل ذلك يوجد تدهور سريع منذ تشكيل حكومة نتنياهو بسبب الانقلاب النظامي الذي يدفع به قدما، وهذا حول التهديد بتدمير المنشآت النووية في إيران لأمر غير موثوق".
وقالت "هآرتس": "من قام بوضع قضية إيران على رأس سلم أفضلياته لم يكن ليفكك المجتمع خلال بضعة أسابيع ويدخل رئيس الأركان وقائد سلاح الجو والمفتش العام للشرطة في حالة ضغط، يجعلهم يخطئون ويعتذرون، ويجعل جهاز الاحتياط والجنود في الاحتياط يعلنون بأنهم يرفضون الخدمة في نظام ديكتاتوري، ويجعل مبادري "الهايتك" (الفرع الحاسم لحصانتنا الاقتصادية) يهربون، ويخلق أجواء عامة مسممة ومتعكرة".
وبينت أن "نصف الجمهور الإسرائيلي يسحق الآن تحت حذاء نظام جشع، لا يكتفي بالقوة التي منحه إياها الناخب، بل يطالب بالمزيد من النفوذ ويقوم بسحق جهاز
القضاء".
عضو الكنيست رئيس الأركان السابق، الجنرال غادي ايزنكوت، أكد أن "إسرائيل الآن في وضع أمني هو الأكثر خطورة منذ حرب 1973"، وهذا الوضع بحسب الصحيفة "إزاء تقدم إيران في مشروعها النووي وتحالفها الاستراتيجي مع روسيا ووضع التسلح الذي يوجد فيه حزب الله".
وأشارت إلى أن "ثناء" ايزنكوت قبل فترة قصيرة على نتنياهو وقدراته وتفكيره "لم يعد قائما"، لأن الجنرال يعتبر الدفع قدما بالانقلاب النظامي في هذه الظروف، "سلوكا غير منطقي وغير عقلاني".
وخلصت الصحيفة، إلى أنه "في حال كان وبحق لدى إسرائيل خيار عسكري لتدمير المنشآت النووية في إيران، فإن سلوك نتنياهو يدل على أن هذا الخيار قد مات، وخطر إيران ما زال قائما والآن أضيف إليه خطر لا يقل عنه وهو الانقلاب النظامي في إسرائيل".