سياسة عربية

ضباط بالسلطة الفلسطينية يقودون جيشا إلكترونيا لاستهداف صحفيين ونشطاء

مصادر كشفت عن أسماء عدد من ضباط السلطة في الضفة الغربية يديرون وينشطون في مجموعات الجيش الإلكتروني- جيتي
كشفت مصادر خاصة أن ضباطاً وعناصر في الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية يقودون جيشا إلكترونيا للتحريض وبث الأكاذيب والمقاطع المفبركة فضلا عن مهاجمة حسابات صحفيين ونشطاء فلسطينيين على وسائل التواصل الاجتماعي بهدف العمل على إغلاقها.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ"عربي21"؛ فإن هؤلاء الضباط يديرون صفحات على تطبيق واتساب تضم المئات من عناصر السلطة وأيضا النشطاء الموالين لحركة فتح والسلطة الفلسطينية من غزة والضفة وأيضا من خارج فلسطين كالأردن ولبنان، وتهدف هذه المجموعات لتنسيق عمل الجيش الإلكتروني وتبادل الرسائل والتوجيهات.

وبحسب البيانات؛ فقد تمكن هذا الجيش الإلكتروني من مهاجمة وإغلاق أكثر من ثلاثة آلاف حساب لنشطاء وإعلاميين فلسطينيين ينشطون على فيسبوك بعد حملة بلاغات ممنهجة استهدفت الحسابات اعتمدت على التحريض عليهم لدى فيسبوك لنشرهم منشورات تروج للرواية الفلسطينية كأسماء الشهداء المقاومين أو صوراً من جنازات تشييعهم.

واطلعت المصادر على أسماء هذه المجموعات على واتساب ومن بينها: "جيش فتح الإلكتروني"،  و"منتدى الثورة والتنظيم"، و"الشبيبة والعاصفة"، و"جيش فتح".. ويعمل هؤلاء الضباط على تغيير متكرر للمجموعات وعمل تحديثات على المنضمين تحتها حيث يتم تبادل مقاطع فيديو وتصميمات مذيلة باسم جيش فتح الإلكتروني.

وكشفت المصادر عن أسماء عدد من ضباط السلطة في الضفة الغربية الذين يديرون وينشطون في مجموعات الجيش الإلكتروني، حيث تتحفظ "عربي21" عن ذكر أسمائهم وتمتنع عن نشرها حاليا.

واطلعت المصادر على عدد من الحالات التي تم فيها شن هجوم منظم على صفحات إعلاميين بهدف التحريض عليهم وإغلاق صفحاتهم، وكان من أبرزهم الإعلامي الفلسطيني في قناة الجزيرة تامر المسحال، مقدم برنامج ما خفي أعظم، حيث رصدت المصادر من داخل هذه المجموعات حملة تحريض ممنهجة أدارها ضباط في السلطة الفلسطينية بعد تحقيق برنامجه الشهير في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، لحلقة بعنوان "خارج الحسابات"، وتناول فيها خفايا الاستهداف للمقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية حيث كشف التحقيق حينها عن تفاصيل عروض التسليم التي قدمتها السلطة الفلسطينية للمقاومين من مجموعات عرين الأسود في نابلس.

وبحسب الرسائل المتبادلة داخل مجموعات هذا الجيش الإلكتروني؛ فقد اعتمد التحريض على الإعلامي المسحال على تبادل فيديوهات موجهة تهاجم التحقيق فضلا عن توزيع منشورات بتوجيهات الضباط الذين يديرون المجموعات لنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي فضلا عن الطلب بمهاجمة حساب المسحال على تطبيق فيسبوك بهدف إغلاقه.

وكان المسحال قد نشر قبل أيام في حسابه على فيسبوك تفاصيل فشل حملة هدفت لإغلاق حسابه الذي يعتبر واحدا من أكثر حسابات الاعلاميين الفلسطينيين متابعة، حيث قال إن حملة ممنهجة فاشلة من البلاغات استهدفت الحساب في تلاق واضح مع استهداف الاحتلال الإسرائيلي لحسابات الإعلاميين الفلسطينيين وناشري المحتوى الفلسطيني، مشددا على مضيه في طريقه المهني.

وللتعليق ما كشفته مصادر "عربي21"، تحدث مراسل الصحيفة مع وكيل وزارة الإعلام، يوسف المحمود، الذي رد على الاتصال فورا، وعقب طرح هذا السؤال عليه: "ما صحة قيام ضباط أمن بالسلطة الفلسطينية بإدارة جيش إلكتروني يعمل على استهداف الصحفيين والنشطاء الفلسطينيين؟"، طلب إعادة السؤال، ثم أنهى الاتصال دون رد، وأغلق هاتفه.