مع تواصل الضربات
الإسرائيلية باتجاه
الأهداف
الإيرانية والسورية داخل المدن السورية، زعمت أوساط الاحتلال في الساعات الأخيرة
أن صور الأقمار الصناعية التي تم نشرها من موقع الهجوم الإسرائيلي في مدينة مصياف
الأسبوع الماضي أشارت إلى إصابة مداخل الأنفاق تحت الأرض، حيث كانت هناك، بحسب
تقديرات المخابرات الإسرائيلية، وسائل لإنتاج صواريخ أرض-أرض.
يوآف زيتون المراسل العسكري لصحيفة
يديعوت أحرونوت، أشار إلى أن "الهجوم الإسرائيلي الأخير استهدف مداخل الأنفاق تحت
الأرض في
سوريا، وفقًا لصور الأقمار الصناعية وتقرير استخباراتي لشركة ImageSat
International،
حيث وقع الهجوم الإسرائيلي الساعة السادسة والربع صباحا، وهو وقت غير معتاد
بالنسبة للهجمات المنسوبة لإسرائيل حتى اليوم، وقد أفادت تقارير في سوريا بأن
إسرائيل هاجمت عدة أهداف في منطقتي مصياف وطرطوس، حيث تقع مداخل الأنفاق".
وأضاف في تقرير ترجمته
"عربي21" أن "ما يؤكد هذه المزاعم الإسرائيلية ما صرح به مسؤول
عسكري سوري من أن العدو الإسرائيلي هاجم من الجو بالصواريخ من اتجاه شمال لبنان
عدة أهداف في منطقتي طرطوس وحماة، وتصدت أنظمة الدفاع الجوي لصواريخه، وأسقطت عدة
منها، وأدى الهجوم إلى إصابة ثلاثة عسكريين وإلحاق أضرار، دون أن يحدد البيان هدف
الهجوم في مصياف، فيما ذكر أن "أهدافا عدة في محافظة حماة تم ضربها".
وأوضح أن "أهداف الهجوم كانت
مستودعات مضادة للذخائر تستخدمها إيران، وهدفاً للدفاع الجوي السوري بين حماة
وطرطوس، فيما يقع مركز تطوير ودقة الصواريخ في منطقة مصياف بمحافظة حماة، مع العلم
أن الصناعات الدفاعية السورية (SERS) تعرضت لهجمات إسرائيلية عدة مرات في
الماضي، وهي واحدة من ثلاثة مراكز بحثية تابعة لمرافق "سارس" العلمية،
بجانب منطقة حلب والجمراية شمال غرب دمشق".
وأوضح أن "الموقع المستهدف في
مصياف قريب نسبيًا من وادي لبنان، المنطقة التي توجد فيها مصانع الصواريخ الدقيقة
التابعة لحزب الله، وبالتالي فهي قريبة من عمقه العملياتي واللوجستي".
رغم أن هذه المعطيات الإسرائيلية، التي
يمكن وضع العديد من التحفظات عليها، تشير الى أهداف نوعية في قلب سوريا يتم ضربها،
لكن استراتيجية المعركة بين الحروب تظهر أنها غير فعالة بما يكفي للتعامل مع
الاتجاهات الجديدة والاستراتيجية الإيرانية الشاملة وطويلة الأمد، ما يتطلب من
الاحتلال إعادة صياغة استراتيجية مناسبة، وإعادة التفكير بأهداف القوة الجوية
وحدودها، وفحص أهداف الهجوم في سوريا.
يذكر أن الاحتلال أمضى هذه الأيام
عقدا من الزمن على شروعه بتنفيذ استراتيجية "المعركة بين الحروب" ضد
الساحة السورية لاستهداف القوات الإيرانية وقوافل أسلحة حزب الله، بحيث لا تمر
بضعة أيام أو أسابيع إلا وتنقل وسائل الإعلام عن هجوم غامض في الأراضي السورية،
وقد أعلن الاحتلال عقب بعض الهجمات دون تردد مسؤوليته عنها، ما طرح تساؤلات
إسرائيلية، حول مدى صوابية استمرار هذه الاستراتيجية، بعد مرور عشر سنوات على
البدء فيها.