شدد جنرال
إسرائيلي على أهمية مواصلة
الجهود من أجل تعميق العلاقات مع السعودية، وعدم التنازل عن ذلك بأي حال من الأحوال،
لافتا إلى إمكانية إصلاح الوضع، رغم استئناف الرياض علاقاتها مع طهران، التي يجب
مهاجمتها بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار جنرال احتياط البروفيسور يعقوب
نيجل في مقاله بصحيفة "
إسرائيل اليوم" العبرية، أن رئيس الوزراء
الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وضع في رأس سلم أولوياته السعودية وإيران، وكانتا
بالفعل في مركز الحديث مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سليبان وفريقه.
تخصيب متصاعد
ونبه إلى أن هناك "مخاطر نتيجة
تقرب
إيران من روسيا ودعمها لها في حربها في أوكرانيا، إضافة للمحاولات الإيرانية
للتموضع في سوريا، لافتا إلى أن "أهمية توثيق التعاون مع السعودية طرحت في
اللقاءات مع المسؤولين في الإدارة الأمريكية، التي جرت قبل الإعلام عن استئناف
العلاقات بين إيران والسعودية، برعاية الصين".
ولفت نيجل إلى أن "صورة الوضع
الاستخباري حول الوضع النووي واضحة للدولتين، والمعنى الناشئ عنها والأعمال
الفورية التي يجب اتخاذها ليست متفقا عليها بعد، فإيران خصبت كميات من اليورانيوم
تكفي لبضع قنابل بمستوى 60 في المئة".
وحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية،
فقد "أمسكت طهران بتخصيب لـ84 في المئة أيضا، ويمكنها أن تنتقل فورا إلى
تخصيب بنسبة 93 في المئة المناسبة للقنبلة، إضافة إلى ذلك، إيران تمنع مراقبي
الوكالة من الوصول لمواقع مشبوهة، وترفض الإجابة عن أسئلة الوكالة".
وقال: "جوهريا، لا يوجد معنى
حقيقي للفرق بين التخصيب بنسبة 60 في المئة أو 84 في المئة، ولا حتى 93 في المئة،
فقد بدأت المشكلة الحقيقية عندما انتقلت طهران لتخصيب مكثف بنسبة 20 في المئة، ومر
العالم على ذلك مرور الكرام، فالتخصيب بنسبة 20 في المئة يشكل نحو 70 في المئة من
الزمن اللازم لأجل الوصول لـ90 في المئة، ويتطلب تقريبا 100 في المئة من المعرفة
التكنولوجية اللازمة لذلك".
وأضاف: "من المهم أن نتذكر أن
العالم اعتبر الاقتراب من التخصيب لـ90 في المئة خطا أحمر، والسلوك الإيراني
الاستفزازي والاستخفافي وانعدام الرد العالمي إشكالي جدا، فإيران يجب أن تعاقب
على سلوكها الآن على الأقل في رد واضح ومناسب".
وذكر الجنرال أنه "توجد لدى
إسرائيل رغبة حقيقية لمساعدة الولايات المتحدة للوصول إلى اتفاق جيد واسع وشامل
يغلق لفترة طويلة جدا كل القنوات الإيرانية نحو القنبلة، وهذا لن يحصل قبل أن
تستوعب إيران أن إسرائيل و/ أو الولايات المتحدة ستهاجمها في الداخل، ومع أن
لإسرائيل قدرات مستقلة، لكن من المجدي أن تشارك الولايات المتحدة في الاستعدادات
والهجوم".
وحذر "تل أبيب من طلب ميزانية أو
أسلحة إضافية من الولايات المتحدة، فما تحتاجه إسرائيل من الولايات المتحدة هو المرونة
وتقديم موعد التوريد للأسلحة التي سبق أن اشتريت (مثل طائرات شحن الوقود) أو توشك
على أن تشترى، وزيادة مكثفة للنصب المسبق في إسرائيل بأسلحة متطورة (JDAM والمدفعية وغير ذلك)، وفي المستقبل أسلحة دفاعية فاعلة من أنواع مختلفة من إنتاج
إسرائيلي/أمريكي، بما فيها صواريخ الاعتراض، وبالطبع بعد أن تشترى لاحتياجات
أمريكية وتنصب في هذه الأثناء في إسرائيل".
ميزان جديد للعلاقات
وقال: "إسرائيل والولايات المتحدة
ملزمتان بأن تضعا على الطاولة بشكل مشترك تهديدا عسكريا مصداقا ورسالة جاهزية
حقيقية للعمل، وتوجد أهمية عالية جدا لقول أمريكي واضح، أن لإسرائيل قدرة
مستقلة لمهاجمة إيران، وأن الولايات المتحدة ستدعم مثل هذا الهجوم، من قبل ومن
بعد، وإذا ما حصل هذا، إلى جانب ضغط اقتصادي مكثف ودعم فاعل للاضطرابات في إيران،
فلعل هذا يؤدي لتغيير في إيران. وينبغي عندها تنفيذ التحذيرات".
وأكد نيجل أن "الإعلان المفاجئ
لاستئناف علاقات السعودية وإيران يشكل تدهورا ذا مغزى في ميزان القوى في الخليج
وفي العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة، وبالطبع يؤثر على إسرائيل، حيث تضمن
الإعلان موقفا من استقلالية كل دولة وقدرتها على أن تقرر طريقها في المستقبل،
ويحتمل أن في ذلك تلميحا من جانب السعودية بالذات لرغبة مستقبلية للوصول إلى اتفاق
مع إسرائيل".
ورأى أنه "رغم الإعلان، لا تزال
هناك إمكانية للإصلاح، وبخاصة أنه لا يزال يوجد ما يمكن اقتراحه على السعودية، وأساسا
من جانب الولايات المتحدة، لكن بالتأكيد أيضا من جانب إسرائيل، فالولايات المتحدة
يمكنها أن تقترح على السعودية تعاونا واتفاقات كتلك التي توجد لها مع إسرائيل، دون
المس بالتفوق النوعي الإسرائيلي".
وتابع: "مثلا، تورد عتاد عسكري
محدد مسبقا لا يكون منوطا بالسياسة الأمريكية الداخلية، قتال حقيقي مشترك ضد طهران
رغم استئناف العلاقات، اتفاق تجارة حرة، تعاون إقليمي مع إسرائيل في التنمية
والتكنولوجيا، وحتى دخول مستقبلي لتعاون في الدفاع ضد الصواريخ، بما في ذلك توريد
أسلحة منسقة أمريكيا – إسرائيليا، وفي كل حال، ليس صحيحا أن تقترح واشنطن على
السعوديين دائرة وقود نووي كاملة ومستقلة ووعودا لا يكون ممكنا تنفيذها في
الكونغرس".
في المقابل، يمكن للسعودية أن تقدم للولايات
المتحدة ولإسرائيل اتفاق سلام كاملا (تطبيع)، بما في ذلك جلب دول إضافية (ماليزيا، إندونيسيا، الباكستان) إلى طاولة المباحثات، وبالطبع، مهم ألا يحسنوا العلاقات مع
إيران، وبالتأكيد ليس مع الصين".
واعتبر الجنرال الإسرائيلي، أن رعاية
الصين للاتفاق بين الرياض وطهران، والقيام بدور "العراب" في التقدم بين
السعودية والولايات المتحدة، هو "أصبع مزدوج في العين الأمريكية"، مشددا
على أن "إسرائيل ملزمة بأن تتبنى النهج الأمريكي بكامله، وفي كل نزاع أن
تختار بوضوح الجانب الأمريكي، بما في ذلك التعاون مع الولايات المتحدة في دعم
تايوان".