ما زال الاتفاق السعودي
الإيراني بوساطة
الصين يلقي بظلاله السلبية
على دولة
الاحتلال، التي ادعى مستشار أمنها القومي تساحي هنغبي، في منتصف شباط/ فبراير،
أن التغييرات القانونية المثيرة للجدل لن تضر بأمن الدولة، لكن ما يحصل أمام أعين
جميع
الإسرائيليين أن العلاقات الحيوية الاستراتيجية مع الولايات المتحدة تتضرر،
واليوم يضاف ضرر جديد يتعلق بخسارات الاحتلال لمزيد من المواقع في الشرق الأوسط
وآسيا.
شالوم سلومون، الزميل بمعهد سياسة الشعب اليهودي، والمتخصص بالعلاقات
مع الصين والهند، أكد أن "التقارب بين الرياض وطهران كان بمعزل عن تل أبيب، وعبر
تنامي نفوذ بكين، التي دخلت الشرق الأوسط بأقدام واثقة، ولم ترتد أحذية عسكرية
مثل الروس، بل صندلا حريريا ناعما، وتمثل ذلك في كانون الأول/ ديسمبر، حين جاء
رئيسها شي جين بينغ للسعودية في زيارة دبلوماسية طال انتظارها، والتقى بأبرز 21 من
قادة العالم العربي، ووقّع 40 اتفاقية تضع الصين كشريك رئيسي لهم، ما يدل على أن
السعودية لديها خيارات أخرى بجانب أمريكا".
وأضاف في مقال نشره موقع "
زمن إسرائيل"، وترجمته
"عربي21"، أن "الخطوة الإيرانية السعودية مناسبة إسرائيلية للتذكير
بدعم الصين التقليدي لدولة فلسطينية داخل حدود 1967 وعاصمتها شرقي القدس، فيما
استقبلت الرئيس الإيراني، الذي وجه انتقادات لإسرائيل، صحيح أنه حتى الآن لم يوقع
رئيس صيني أبدًا بيانا ينتقدها، لكن توجيه أصابع الاتهام إليها جاء شيئًا جديدًا
بحضور الرئيس الإيراني الذي هدد بالمزيد أكثر من مرة بتدميرها، وكأن اتفاق
السعودية وإيران أرادت الصين عبره أن تضرب أمريكا بلكمة في حليفها الأول في
المنطقة".
وأكد أن "هذا الاتفاق من وجهة النظر الإسرائيلية محاولة صينية
لتهدئة الغضب الإيراني للتنديد بسياستها النووية، كما ورد في قرارات قمة السعودية،
ما يعني أن بكين اتخذت "عملية توازن" بين العرب وإيران، ورغم أن المثل
اليهودي القديم يقول إنه "لا تستطيع الرقص بحفلتي زفاف في نفس الوقت"،
لكن اتضح أن الصينيين يمكنهم فعلاً، ولفترة من الوقت، حتى تتوقف الموسيقى في حفل
زفاف أو آخر، أو كليهما".
وأشار إلى أن "الصين تستخدم العرب وإيران وإسرائيل لأغراضها
الخاصة في لعبة الكأس ضد أمريكا، ما يطرح تساؤلات صعبة حول طبيعة الموقف
الإسرائيلي من الاتفاق السعودي الإيراني الأخير برعاية صينية، في الوقت الذي تعيش
فيه إسرائيل مشاكل داخلية حتى عنقها، ولذلك ربما بالكاد غطت وسائلها الإعلامية قمتي
الرئيس الصيني في بكين مع الرئيس الإيراني، وفي الرياض مع القادة العرب".
ولفت إلى أن "وسائل الإعلام الصينية لا تتحدث عن الأزمة
الداخلية في إسرائيل، لكن صناع سياستها، بمن فيهم الرئيس شي، يدركونها بالتأكيد،
وأهم ما يشغلهم هو القتال ضد أمريكا الذي تحول لحرب باردة في كل شيء ما عدا الاسم،
وعلى إسرائيل أن تدرك أن صورتها كدولة تعاني من أزمة ستشجع الصين على زيادة دعمها
لأعدائها، لأنهم أيضًا أعداء أمريكا، ومن المحتمل أن تدفع إسرائيل ثمناً يتجاوز
المواجهة الصينية الأمريكية".
ويربط الإسرائيليون بين الاتفاق السعودي الإيراني وتأثيره السلبي على
دولة الاحتلال، وفي الوقت ذاته بين نتائج القمة الصينية الإيرانية الأخيرة التي
شهدت إبرام العديد من اتفاقيات التعاون، التي يؤثر بعضها على أمن الاحتلال
التكنولوجي، فضلا عن الضربة التي تلقاها فيما تعنيه هذه الاتفاقيات من تقوية
إيران، وإعطائها المزيد من الشرعية، وتوسيع الثغرة التي يمكن لها من خلالها اختراق
الجدار الذي حاولت الولايات المتحدة وإسرائيل بناءه حولها، وقد فتحت أول ثقب لأول
مرة من قبل روسيا، عقب مساعدتها في المسيّرات الفاعلة.
الخلاصة الإسرائيلية أن الاتفاق السعودي الإيراني جعل الأخيرة
لاعبًا جيو-سياسيًا قاريًا خارج حدود الشرق الأوسط، ما يعني استفادتها من
التقنيات التي يُزعم أن الصين وعدت بتقديمها لها، مثل الوصول لأقمارها التجسسية
الكبيرة، وحينها تطرح علامات استفهام خطيرة حول تأثير ذلك على الأمن القومي
الإسرائيلي.