يبدو أن العلاقات
بين أذربيجان ودولة
الاحتلال، سوف تصل إلى ذروتها خلال زيارة مرتقبة نهاية شهر
أذار/ مارس الجاري، يقوم بها جيهان بيراموف وزير الخارجية الأذري لافتتاح سفارة
بلاده في تل أبيب، حيث ستكون هذه السفارة الأولى في "
إسرائيل" لدولة
حكومتها وغالبية مواطنيها من المسلمين الشيعة.
والزيارة هي الأولى لوزير خارجية أذري منذ عقد من الزمن إلى دولة الاحتلال، بعد أن قرر برلمان بلاده في نوفمبر 2022 افتتاح السفارة، عقب افتتاح المكتب التجاري في أبريل 2021.
إيتمار آيخنر
المراسل السياسي لصحيفة
يديعوت أحرونوت، قال إن "وصول بيراموف لإسرائيل بغرض
افتتاح السفارة يشكل مرحلة جديدة في توطيد العلاقات بين تل أبيب وباكو، حيث تجري الأوساط
الإسرائيلية منذ سنوات محادثات ثنائية مع نظيرتها الأذرية لإقناعها بفتح سفارة لديها".
وأشار إلى أن
"باكو حظيت بزيارات عديدة من الزعماء الإسرائيليين، مما دفع الحكومة
الإيرانية لاستدعاء سفيرها من باكو، أولهم الرئيس الأسبق للاحتلال شمعون بيريس في
2009، ثم نتنياهو ووزير الحرب بيني غانتس والرئيس السابق رؤوفين ريفلين، بعد أن
أقاما علاقات في وقت مبكر من عام 1992، وفي العقد الماضي تم إبرام اتفاقيات
التعاون الدفاعي والمشتريات".
وأكد أن
"أذربيجان هي أكبر مورد للطاقة لدولة الاحتلال، التي تعد من أكبر موردي
الأسلحة لأذربيجان، وقد ساهم هذا السلاح بشكل كبير في انتصار الأخيرة خلال حربها
ضد أرمينيا للسيطرة على إقليم ناغورنو كاراباخ، مما دفع تل أبيب لإيلاء العلاقة مع
باكو أهمية استراتيجية، نظرا لمجاورتها لطهران، التي أكدت غير مرة أنها لا تحبذ
هذه العلاقات بينهما، وقد ورد في الماضي أن أجهزة الأمن الأذرية أحبطت عدة محاولات
لمهاجمة أهداف إسرائيلية في البلاد".
نائب وزير
الخارجية الأذري فريز رزاييف كشف للصحيفة أن "أذربيجان فخورة بممارسة
سياستها الخارجية السيادية، وقرار فتح السفارة في إسرائيل قرارنا السيادي، نحن لا
نفحص قرار فتح سفارة بسبب ضغوط بشكل أو بآخر، ولا نعتبره نهاية لمسار العلاقات
الثنائية، إنه ليس الإنجاز النهائي أو الهدف في العلاقات، بل نراه باعتباره خلق
أداة مهمة لتطوير العلاقات الثنائية، هذه علامة بارزة، لكنها بالتأكيد ليست نهاية
الطريق".
ويكشف هذا
التطور عن تقدم علاقات باكو وتل أبيب خطوة جديدة عقب إرسال أعضاء برلمان أذربيجان
رسالة تهنئة وشكر لثلاثين وزيراً وعضو كنيست إسرائيليا، وقعوا مؤخراً على خطاب من
الدعم والتشجيع المرسل للبرلمان الأذربيجاني بعد الإعلان الرسمي عن افتتاح سفارة
في تل أبيب، مع العلم أن الاحتلال من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال أذربيجان،
وتشتركان في مواقف متشابهة في ما يتعلق بالعمليات التي تتطور في منطقتهما، وعلى
نطاق عالمي، وتظهران الدعم المتبادل عندما يتعلق الأمر بحل المشاكل التي تواجههما.
تأخذ علاقة
باكو وتل أبيب منحى جديدا مع تسلم نتنياهو مجددا للسلطة، فهو يرتبط بصداقة وثيقة
مع الرئيس عالييف، مما يزيد من شراكتهما المهمة في العقود الأخيرة، من حيث كونها
موردا موثوقا للطاقة والأمن، لكنه قد يقابل بتوتر إيراني-أذري في حال أقدم
الاحتلال على استغلال وجوده الأمني والاستخباري في باكو لتنفيذ أعمال عدوانية ضد
طهران.