اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال مدينتي
جنين ونابلس، مساء اليوم الثلاثاء، وحاصرت أحد المنازل على أطراف مخيم جنين وقصفته بالقذائف.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، سقوط 6 شهداء برصاص الاحتلال، وإصابة 16 آخرين، خلال
الاقتحام العنيف للمدينة بعضها خطيرة.
وقالت وزارة الصحة، إن الشهداء هم محمد وائل غزاوي (26 عاماً) ومجد محمد عزمي حسينية (26 عاماً) وطارق زياد مصطفى ناطور (27 عاماً) وزياد امين الزرعيني (29 عاماً) وعبد الفتاح حسين خروشة (49 عاماً) ومعتصم ناصر صباغ (22 عاماً) .
واستهدفت قوات الاحتلال المنزل المحاصر
بقذيفة صاروخية، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها، وتصاعد الدخان من المكان، في ظل
تحليق مروحية للاحتلال فوق المنطقة للمشاركة في العملية.
وظهر عناصر من القوات الخاصة للاحتلال، خلال
تسللهم بين منازل الفلسطينيين في المخيم، باتجاه المنزل المستهدف، في حين أصدر جيش
الاحتلال تصريحا مقتضبا أن قواته تخوض عملا عسكريا في جنين، دون أن يوضح طبيعته.
إصابات بصفوف الاحتلال
الناشط أحمد ملحم من مخيم
جنين، روى جانبا من تفاصيل ما جرى، من اعتداء للاحتلال على جنين، وقال إن القوات
الخاصة تسللت أولا بشاحنة نقل للبضائع، إلى منطقة على أطراف المخيم، لاستهداف منزل محدد.
وأوضح ملحم
لـ"عربي21" أن قوات كبيرة من الجيش تبعتها، وقاموا بتطويق منزل والد
الشهيد أمجد العزمي، وطالبوه عبر مكبرات الصوت بالخروج وتسليم نفسه، مع كافة من في
المنزل، لكنه رفض، وخلال ذلك اكتشف المقاومون وجود قوة الاحتلال الخاصة، وبدأ
إطلاق نار عنيف باتجاههم.
وأضاف: "الاحتلال
أطلق الرصاص بكثافة على المنزل، لإجبار من فيه على الخروج، بزعم وجود منفذ عملية
حوارة، ثم قام بإطلاق القذائف الصاروخية عليه لتدميره، وقتل من فيه، ما أدى لانهيار
أجزاء منه واستشهاد من بداخله، واشتعال النيران بكثافة في المكان".
وأشار إلى وقوع إصابات
محققة في صفوف جنود الاحتلال، جراء اشتباكهم مع المقاومين في المخيم، وأضاف:
"شاهدنا عمليات إخلاء الجنود المصابين من داخل المخيم، ونقلها إلى منطقة مفتوحة،
وحملها بالمروحيات إلى الداخل المحتل".
ولفت إلى أن الوضع في
نابلس متوتر للغاية، رغم انسحاب قوات الاحتلال، وهناك حالة من الغضب، فجنين
والمخيم يعيش على وقع مجازر متواصلة منذ أسابيع، يسقط فيها العديد من الشهداء،
وآخرهم اليوم 6 حتى الآن فضلا عن المصابين وبعضهم بحالة خطرة داخل المستشفيات.
ولفت إلى أن الاحتلال
هو من زعم استشهاد منفذ عملية حوارة، الشهيد عبد الفتاح خروشة، ولا يوجد أي تأكيدات على هوية المنفذ وما إذا
كان استشهد خلال الاقتحام أم لا.
وتداول نشطاء فلسطينيون، مقطعا لشاحنة مدنية، قالوا إن قوات الاحتلال الخاصة تسللت إلى داخل المخيم بواسطتها، قبل أن تقتحم عربات مصفحة كبيرة، المدينة من جانب حاجز الجلمة.
وشيعت جماهير حاشدة في نابلس مساء اليوم، جثامين الشهداء الستة، وطافوا بها شوارع المدينة قبل مواراتها في مقبرة المدينة.
إسقاط مسيّرات
ووثقت حسابات إسقاط مقاومين طائرتين مسيرتين، بدون طيار، لقوات الاحتلال، كانت تراقب مكان العملية.
وأفادت مصادر محلية أن قوة كبيرة من دوريات الاحتلال اقتحمت نابلس عبر شارع روجيب، وحاصرت بناية سكنية بين مخيمي عسكر القديم والجديد شرقي المدينة، ونشرت عددا من القناصة في البنايات المجاورة.
واعتقلت قوات الاحتلال الأشقاء خالد وعبد وقسام خروشة قبل انسحابها من المدينة باتجاه حاجز بيت فوريك.
الفصائل تندد
ونددت الفصائل بيانات صدرت عنها، بالعدوان
الإسرائيلي على جنين
ونابلس، أكدت على استمرار مقاومة الاحتلال، حتى تحقيق أهداف الشعب الفلسطينية
بالحرية منه.
وقال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية
"حماس" حازم قاسم، على أن المقاومة في الضفة المحتلة مستمرة ومتصاعدة،
ولن تتوقف حتى تحقيق أهداف شعبنا بالحرية والاستقلال.
ولفت قاسم إلى أن "مخيم جنين يقدم ملحمة
أسطورية عبر اشتباكه الدائم مع الاحتلال".
من جانبه قال المتحدث باسم حركة فتح منذر
الحايك،:" إن العدوان الفاشي على جنين وسياسة القتل والتدمير لأبنائنا
ومقدراتنا لن ترهب شعبنا الفلسطيني الثائر حتى نيل الحرية"
وأضاف " السياسات الإرهابية للاحتلال
نتائجها الفشل، والسياسات القمعية والاقتحامات وتدمير المنازل وقتل الاطفال تعزز
روح التحدي والصمود لدي ابناؤنا حتى دحر الاحتلال".
واعتبر المتحدث باسم حركة الجهاد الاسلامي طارق
عزالدين، أن ما يجري في مخيم جنين هو إجرام جديد يمارسه الاحتلال ضد المخيم وأبناء
شعبنا الصامد.
وقال عز الدين:" سيبقى الاحتلال يفشل أمام
صمود مقاومي شعبنا وسيدفع ثمن جرائمه واعتداءاته التي يمارسها كل يوم والتي ستنقلب
عليه نار وجحيم".
أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فقالت:
"إن جنين ستبقى وقودا لإشعال الانتفاضة الشاملة".
وشددت على أن جنين "ستبقى شوكة في حلق
العدو، "ولن تكسر أبدا، وستكون وقودًا لإشعال انتفاضة عارمة في وجه
الاحتلال".
وفي نابلس، اقتحمت قوات كبيرة المنطقة الشرقية من المدينة، بعدد كبيرة من الآليات المصفحة والقوات الخاصة.
ووثق فلسطينيون تسلل قوات خاصة للاحتلال، إلى مخيم عسكر القديم في نابلس، ومحاصرة أحد المنازل.
وأعلن جيش الاحتلال في تصريح مقتضب كذلك، تنفيذ عملية عسكرية في نابلس.