كشف تحقيق لصحيفة "
التايمز" أن المدارس اليهودية في
بريطانيا تترك طلابها اليهود الذكور بالكاد قادرين على القراءة أو الكتابة باللغة الإنجليزية.
وقالت الصحيفة في التحقيق الذي ترجمته "عربي21"، إن "آلاف الأولاد البريطانيين بالكاد يستطيعون القراءة والكتابة باللغة الإنجليزية في سن الـ16، وبعضهم يتعرض للضرب بشكل روتيني في مدارس غير آمنة، لأن الحكومة تسمح لمجموعة دينية متشددة بحرمانهم من التعليم المناسب".
"متطرف وانعزالي"
ولفتت الصحيفة إلى أن "اليهود الحسيديين يسمحون للفتيات بدراسة مجموعة من المواد غير الدينية واجتياز امتحانات شهادة التعليم الثانوي، لكن الأولاد الذكور من المجتمع الأرثوذكسي المتطرف والانعزالي "يتم تعليمهم عادةً في مدارس خاصة تكون فيها اللغة اليديشية هي اللغة الأساسية".
ويتلقى الأولاد الذكور وهم في سن صغيرة ما لا يزيد على الساعتين كحد أقصى من الدروس العلمانية غير الدينية في اليوم في هذه المدارس، قبل أن يختفوا بشكل جماعي من قوائم المدرسة في سن الـ13 لدخول المدارس الدينية غير المسجلة (يشيفا) حيث لا يتم التحدث بالإنجليزية.
وأفاد التحقيق بأن "العديد من هذه المؤسسات لا يشملها التدقيق الخارجي من خلال استغلال ثغرة في القانون لا يتم بموجبها تعريف المؤسسات التعليمية بدوام كامل للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 أعوام و16 عاماً على أنها مدارس، إذا كان المنهج الذي تقدمه ضيقاً للغاية. وكل تلاميذ هذه المدارس الدينية، من الناحية النظرية، يتلقون تعليمهم في المنزل".
"مدارس غير مسلجة"
وفي ستامفورد هيل، شمال لندن، وهو موطن أكبر مجتمع حسيدي في أوروبا وجد التحقيق أدلة "على وجود مدارس إبتدائية غير مسجلة، فيها
ظروف خطرة، وعلى الاستخدام المنتظم للعصي لضرب الأطفال في بعض المؤسسات".. حيث إن "معظم الأولاد الحسيديين الذكور لا يحصلون على مؤهلات غير دينية ولديهم فرصة ضئيلة في اختيار حياة خارج العالم الأرثوذكسي المتطرف المعزول، الذي يشكل أتباعه 28 في المئة من السكان اليهود في بريطانيا البالغ عددهم 271 ألفاً".
وكشف التحقيق أن الحد الأدنى من مستوى التعليم غير الديني للبنين يتناقض تناقضا صارخا مع المعايير التعليمية العالية التي توفرها المدارس اليهودية الأخرى للتلاميذ من الجنسين.
وقال رئيس إحدى المدارس الابتدائية الحسيدية للتايمز، إنه من غير المقبول أن "يخرج الذكور في مجتمع بعمر الـ15 عاماً من التعليم غير قادرين على قراءة اللغة الإنجليزية، وغير قادرين على الكتابة نحوياً بأي لغة، وغير قادرين على فهم أساسيات الرياضيات والعلوم، كما أنهم غالباً ما يكونون غير قادرين على التكلم بالإنجليزية بطلاقة".
وقال أحد الطلاب لـ"التايمز"، إنه كان في مدرسة ابتدائية غير مسجلة، ولم يتم فيها تدريس أي مواد غير دينية، متهما السياسيين "بالتواطؤ في حرمان آلاف الأولاد الحسيديين من التعليم اللائق".
وأورد التحقيق معلومات عن مدرسة دينية يهودية تعرف باسم "تاشبار". وقال إن مبنى المدرسة غير آمن وإنه يتم
ضرب الأطفال فيها، وإنها تعلّم تلاميذها أن الآخرين "أقل شأناً أو أشرار"، وهي تهم تنفيها المدرسة الدينية.
إلا أن الممثل القانوني للمدرسة قال للتايمز، إن "تاشبار ليست مدرسة بالمعنى المقصود في قوانين التعليم، لأنها لا تقدم أي شيء آخر غير التعليم الديني". فيما قال مكتب مراقبة معايير التعليم في بريطانيا (أوفستيد) إنه منذ العام 2016 يقوم بمراقبة المدرسة، وكان سيحاكم تاشبار، لو كان هناك دليل على أنها مدرسة غير مسجلة".