قالت صحيفة "
التايمز"؛ إن نهاية الحرب الروسية الأوكرانية لا تزال بعيدة عن الأنظار، رغم دخول الغزو
الروسي عامه الثاني، مشيرة إلى أن هناك ستة سيناريوهات لإنهاء الصراع الأسوأ في
أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
مفاوضات
السلام
ورأت
"التايمز" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يعلق الآمال بشأن إجبار
أوكرانيا على "السلام"، معتبرة أن سيطرة
روسيا على إقليم دونباس "الانفصالي"، قد يدفع بوتين للتخلي عن الممر البري على طول البحر الأسود، الذي يربط الاتحاد
الروسي بشبه جزيرة القرم.
وأكدت أن مهمة
جلب أوكرانيا إلى طاولة المفاوضات ستكون مهمة شاقة، خاصة بعدما انتهكت موسكو اتفاقية
إقليمية سابقة أبرمتها مع كييف، مضيفة: "إقالة بوتين كرئيس يمكن أن تقطع شوطا
نحو إقناع أوكرانيا بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام قابل للتطبيق".
استنزاف
الموارد
وأشارت الصحيفة
إلى أن روسيا تسعى إلى استنزاف موارد أوكرانيا، رغم التكلفة غير العادية التي
تكبدتها موسكو، والتي تم تقديرها بخسارة نحو 200 ألف قتيل أو جريح، فيما تم تدمير
نصف دباباتها، لافتة إلى احتمالية استمرار "حرب الاستنزاف" لعدة سنوات
وبمستويات مختلفة من الشدة.
ويمكن أن يشمل
ذلك قتالا بين القوات الخاصة للبلدين، وحرب عصابات من القوات الأوكرانية داخل
الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، فضلا عن القصف المستمر بعيد المدى للأراضي
الأوكرانية من قبل موسكو.
وفي غياب نصر
واضح أو اتفاق سلام مناسب، فإن الحدود المتنازع عليها والاحتلال المستمر من شأنه
أن يخدم هدف روسيا المتمثل في منع أوكرانيا من الانضمام رسميا إلى الاتحاد
الأوروبي أو
الناتو.
وقف القتال
واعتبرت
الصحيفة أن وقف إطلاق النار يمكن أن يجمد الصراع من دون حل أي من القضايا
الإقليمية التي ستغطيها اتفاقية السلام.
ولفتت إلى أن
روسيا قد تأمل في استخدام وقف إطلاق النار هذا لإعادة بناء قواتها الممزقة، مراهنة
على فقدان واشنطن والعواصم الغربية الأخرى الاهتمام بالصراع ووقف دعم كييف.
انسحاب روسي
وقالت
"التايمز"؛ إن كل قطعة من الأراضي التي استعادت أوكرانيا السيطرة عليها
بشكل حاسم جاءت بعد انسحاب روسي جماعي تحت ضغط القوات الأوكرانية.
وتخلصت كل من
"كييف وخاركيف وخيرسون" من الحصار الروسي بهذه الطريقة.
لكن الانسحاب
الشامل من الأراضي الأوكرانية هو "سيناريو أقل احتمالا"، وسيعتمد حتما
على الأحداث داخل روسيا، وكذلك في ساحة المعركة، حسب "التايمز".
وفي المقابل،
تصر أوكرانيا على أنها قادرة على هزيمة روسيا في "ساحة المعركة"، وأكدت
أنها قد تفعل ذلك في غضون عام، طالما ظل الدعم الغربي قائما.
وما زال شكل
النصر لأوكرانيا "غير واضح"، لكن كييف تصر على أن ذلك يجب أن يشمل
استعادة شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، واستعادة السيطرة على أجزاء من إقليم
دونباس كانت قد فقدت السيطرة عليها في 2014-2015.
ومن شأن نجاح
أوكرانيا في تحقيق تلك الأهداف، أن يجعلها في "وضع أقوى" مما كانت عليه
عندما بدأ الغزو الروسي العام الماضي.
انهيار
أوكرانيا
عندما بدأ
بوتين ما أسماه بـ"عملية عسكرية خاصة"، قال إنها من أجل "نزع
سلاح" أوكرانيا والقضاء على "النازيين" فيها.
وأشارت
الصحيفة إلى أن هدف بوتين الأصلي من الغزو، والمتمثل في إعادة استيعاب أوكرانيا في
نوع من الاتحاد الإمبراطوري من النوع الذي أقامه بالفعل مع بيلاروس.
ويمكن وصف
استراتيجية بوتين تجاه أوكرانيا، كالتالي: "إذا لم يكن يمكنني الحصول عليها،
فلن يحصل عليها أحد"، حسب "التايمز".
حرب نووية.. تدخل
الناتو
ونبهت "التايمز"
إلى أن تهديدات بوتين خلال العام الأول من الغزو الروسي، تضمن تلميحات أو تهديدات
صريحة باستخدام الأسلحة النووية، سواء في أوكرانيا أو ضد العواصم الأجنبية التي
دعمتها، مشيرة إلى أن تلك التهديدات موجهة للداخل الروسي، كنوع من الدعاية.
وأضافت:
"استخدام سلاح نووي بمنزلة "خط أحمر"، يمكن أن يؤدي إلى تدخل الناتو".
ومن الصعب
رؤية ما سيحققه استخدام سلاح نووي تكتيكي في ساحة المعركة الأوكرانية، حيث يفتقر
الجيش الروسي إلى الخبرة اللازمة لاستغلاله للتقدم، لكن استخدام السلاح النووي سيكون
كافيا لدفع الناتو للتدخل المباشر في الأراضي الأوكرانية على الأقل.