سياسة دولية

الاتحاد الأوروبي يوجه دعوة لزيلينسكي.. والناتو يحذر من "حرب أوسع"

قال زيلينسكي إن روسيا تحشد قواتها للانتقام من أوكرانيا وأوروبا - جيتي
تلقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعوة من رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال للمشاركة "شخصياً" في "قمة مقبلة" للاتحاد الأوروبي، وفق ما أعلن متحدث باسم المؤسسة الأوروبية الإثنين.

وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن أن زيلينسكي قد يتوجه إلى بروكسل الخميس لحضور قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، وإلقاء كلمة أمام النواب الأوروبيين، فيما لم تؤكد الرئاسة الأوكرانية ذلك.

ومن المقرر عقد قمة استثنائية للقادة الأوروبيين الخميس والجمعة؛ لبحث تطورات الحرب في أوكرانيا وتضامن الاتحاد الأوروبي مع كييف.

وفي حال تأكدت، ستكون هذه الزيارة الأولى لزيلينسكي لعاصمة الاتحاد الأوروبي منذ بدء الهجوم الحرب مع روسيا في 24 شباط/ فبراير 2022.

وأعرب مصدر في البرلمان الأوروبي عن "احتمال عقد جلسة عامة استثنائية الخميس التاسع من فبراير بحضور رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي"، فيما أكد مصدران برلمانيان آخران طلبا عدم كشف هويتيهما هذه المعلومات، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

ويحظى الرئيس الأوكراني بـ"دعوة دائمة" إلى بروكسل، وفق ما ذكر متحدث باسم رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.

زار فولوديمير زيلينسكي واشنطن في 22 كانون الأول/ديسمبر الفائت في أول رحلة دولية منذ بداية الحرب. والتقى يومها الرئيس الأمريكي جو بايدن، وألقى كلمة أمام الكونغرس.

والجمعة، التقى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ومسؤولون كبار في الاتحاد الأوروبي الجمعة زيلينسكي في كييف؛ لإظهار دعمهم لعملية انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.

واتهم الرئيس الأوكراني موسكو بحشد قواتها "للانتقام" من بلاده وأوروبا التي تدعم كييف في مواجهة العملية العسكرية الروسية.

والبلاد مرشحة رسميا للانضمام إلى الاتحاد منذ حزيران/ يونيو 2022 ، وهي عملية شاقة تتطلب العديد من الإصلاحات التي قد تستغرق سنوات وتأمل كييف في تسريعها.

تتلقى أوكرانيا أيضا دعما ماليا من الاتحاد الأوروبي، الذي تعهد تقديم مبلغ 50 مليار يورو يشمل المساعدات الإنسانية والعسكرية.

إلى ذلك، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن العالم قد يكون متّجهًا نحو "حرب أوسع"، في وقت تتزايد "مخاطر التصعيد" في أوكرانيا، وذلك في خطاب قاتم عرض فيه أولوياته للعام 2023.

وقال غوتيريش: "لقد بدأنا العام 2023 وأمامنا مجموعة تحديات لم نرَ مثلها في حياتنا"، بين الحرب في أوكرانيا وأزمة المناخ والفقر المدقع.

وذكّر بأن مجموعة العلماء التي تدير "ساعة القيامة" في واشنطن اعتبرت مؤخرًا أن توقيت الساعة بات منتصف الليل إلا تسعين ثانية، بمعنى أن البشرية لم تكن يوما أقرب إلى نهاية العالم مما هي اليوم. ورأى غوتيريش في ذلك إشارة إنذار.

وشدّد على أنه "علينا أن نستيقظ وننكبّ على العمل"، معدّدًا قائمة مسائل ملحة في العام 2023، على رأسها الحرب في أوكرانيا، مضيفا أن "فرص السلام لا تكفّ عن التضاؤل. مخاطر التصعيد وإراقة الدماء لا تكفّ عن التزايد".

وقال غوتيريش: "أخشى أن يكون العالم يمضي قدمًا... نحو حرب أوسع، أخشى أن يكون يفعل ذلك بكامل وعيه"، قبل أن يعرب عن قلقه من تهديدات أخرى للسلام من النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني إلى أفغانستان مرورًا ببورما ومنطقة الساحل وهايتي.

وتابع: "إذا التزمت كافة الدول بتعهّداتها بموجب ميثاق (الأمم المتحدة)، فسيكون الحقّ في السلام مضمونًا"، واضعًا احترام حقوق الإنسان في صلب قيمه.

وأشار إلى أن حقوق الإنسان من ضمنها المساواة بين الجنسين، "هي الحلّ لعدد من أكبر التحديات في عالمنا". لكنّه أضاف أن "نصف البشرية مقيّد بسبب أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارًا في عصرنا".



على نطاق أوسع، ندّد غوتيريش بغياب "الرؤية الاستراتيجية" وبـ"ميل" صنّاع القرار السياسيين والاقتصاديين إلى التصرّف على المدى القصير.

وقال إنهم لا يهتمون سوى لـ"الانتخابات المقبلة. المناورة السياسية المقبلة للتمسك بالسلطة" أو "أسعار سهم في البورصة في اليوم التالي"، معتبرًا أن "هذا التفكير على المدى القصير ليس عديم المسؤولية فحسب، إنما غير أخلاقي".