قال محرر
الشؤون الاقتصادية العالمية في صحيفة "
تليغراف" أمبروز إيفانز بريتشارد، إن
الغرب تفوّق على آلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحربية، معتبرا أن موسكو لم
يعد لديها الوسائل الاقتصادية لشن حرب هجومية.
ونشرت الصحيفة
مقالا حمل عنوان "لم يعد لدى
روسيا الوسائل الاقتصادية لشن حرب هجومية"،
أكدت فيه أن "الوقود والغذاء لن ينفدا من روسيا لكنها ستفتقر إلى الكثير من
الأشياء الأخرى التي تحتاجها للحفاظ على آلتها الحربية".
وأشار الكاتب إلى
أن الحرب الاقتصادية تستغرق وقتا طويلا، لكنها غالبا ما تنتهي بسرعة مذهلة.
ولفت إلى أن مصنع
الدبابات الضخم يورلافاغونزافود غرب سيبيريا قد بدأ يعاني من شح شديد بالأيدي
العاملة، وتوقفت خطط إضافة خط إنتاج ثان لدبابات "تي-90" الشهيرة، بحسب صحيفة
سفيردلوفسك الروسية.
ووفق الكاتب
فإن حوالي 700 ألف روسي معظمهم من الشباب الأفضل تعليما، غادروا البلاد منذ اندلاع
الحرب الأوكرانية قبل عام، ونقل عن الاستخبارات البريطانية قولها إن 800 جندي روسي
يُقتلون يوميا في المتوسط بأوكرانيا.
وأضاف: "كلما
استمرت التعبئة العسكرية قل الكادر البشري الذي يمكن أن يعمل في الصناعات الحربية".
وبحسب المعهد
الدولي للدراسات الاستراتيجية البريطاني، فإن روسيا فقدت ما بين 2000 و2300 دبابة
في أوكرانيا، ما أدى إلى إهدار نصف مخزونها قبل الحرب من دبابات "تي-80 إس"
و"تي-72إس".
وذكر الكاتب
أن روسيا تمتلك مصنعين رئيسيين لأشباه الموصلات، وهما مصنعا ميكرون وبايكال اللذان
ينتجان رقائق في نطاق 90 نانومترا، وهو أمر لا يصلح لإنتاج أسلحة حديثة، مشيرا إلى
أن شركات إنتل وسامسونغ وتي إس إم سي التايوانية تنتج في نطاق 2 نانومتر.
وقال جيمس
بيرن رئيس الاستخبارات مفتوحة المصدر في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إن
الأسلحة الروسية التي تم الاستيلاء عليها أو إسقاطها في أوكرانيا تحتوي بشكل كبير
على رقائق أمريكية، والمفاجأة أن روسيا استمرت في الاعتماد على هذه الرقائق بعد
عام كامل من الحرب، إذ إنها تحصل عليها بطريقة غير مشروعة دون علم الشركات المصنعة.
ورأى الكاتب
أن الاعتماد الروسي الكبير على التهريب يمثل صداعا مكلفا للغاية، خاصة بعد انهيار
عائدات الطاقة الحكومية بنسبة 46% في الربع الأخير من 2022 وتسجيل الميزانية عجزا
بلغ 25 مليار دولار في شهر واحد.
وأكد الكاتب أن مدخرات صندوق الثروة الوطني الروسي انخفضت من 186 مليار دولار إلى 148
مليارا في يناير/ كانون الثاني، قائلا إن معدل الانخفاض بهذا الحجم يعني أن روسيا
ستضطر قريبا إلى مواجهة تقشف شديد القسوة إذا أرادت الاستمرار في القتال.