نشرت صحيفة "
لوفيغارو"
الفرنسية، مقالا للصحفي جورج مالبرونو، حمل عنوان "
فرنسا تبحث عن خليفة
لمحمود عباس"، كشف فيه أن قصر الإليزيه طلب أسماءً للتفكير أو النظر في
خلافة رئيس السلطة
الفلسطينية، البالغ من العمر 87 عاما.
وأكد المقال أن الرئيس الفرنسي إيمانويل
ماكرون يريد تغيير بعض الأمور لمواجهة استمرار الجمود في الملف الإسرائيلي-الفلسطيني، الذي يشغله، مشيرا إلى أن ماكرون استقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي
بنيامين نتنياهو، بعد اندلاع المواجهات في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
وأشار المقال إلى أن ماكرون طلب من مسؤولي
بلاده الحاليين والسابقين سواء لدى السلطة الفلسطينية أو الاحتلال الإسرائيلي،
إعداد قائمة "تضم اسمين من فلسطينيي المستقبل"، الذين يمكنهم خلافة
محمود عباس أبي مازن، مشيرة إلى أن عباس لا يزال يتمسك بحكمه وتأجيل أي انتخابات
تشريعية جديدة خوفا من أن يخسرها حزبه.
ونقلت "لوفيغارو" عن مصدر
مقرب من ماكرون، قوله إن الرئيس الفرنسي يريد أن تدعم بلاده هذه الشخصيات من أجل
الوصول إلى الحكم، مشيرا إلى أن ماكرون منزعج من حقيقة أن لا شيء يتقدم وأنه لا
يمكن العثور على أي شخص من حول عباس، بحسب ما أكده اثنان من 15 مسؤولا فلسطينيا.
وقال دبلوماسي فرنسي، إن الرئيس ماكرون
طلب منه التفكير في أي من الفلسطينيين يمكنه أن يكون رجل المرحلة، إضافة إلى أولئك الذين لديهم
أفكار جديدة للخروج من حالة الشلل الحالية.
وأضاف: "بعض الأسماء تفرض نفسها
إذا بقينا مع النظام المؤسسي، لكنه مغلق (من قبل حركة فتح – حزب الرئيس
عباس). توجد أسماء أخرى، إذا تركنا
الأنماط الكلاسيكية. لقد اقترحت أسماء معتادة وأخرى خارج المؤسسات الفلسطينية”.
وشدد دبلوماسي آخر على أن هناك صعوبات
في إيجاد بديل عن محمود عباس بحسب مواصفات الإليزيه، الذي يبحث عن شخصية تأتي بأفكار
جديدة. فهناك شخصيات فلسطينية خارج المجال السياسي والمؤسسي لديها المكانة لخلافة
عباس، لكنها لا تريد ممارسة السياسة، لأنها تعلم أن هناك عملية حزبية ستعيقهم.
بالمقابل، قال قنصل عام سابق لفرنسا في
القدس، إن باريس تفتقر للسلطة على الفلسطينيين لإخبارهم ما يجب عليهم فعله، معتبرا
أن فرنسا يجب أن تتعاون مع الولايات المتحدة، لكن المشكلة تكمن في أن واشنطن ليس
لديها أي مصلحة في إشراك باريس في عملية كهذه.
ورأى أن "الأمثل هو أن يستثمر
المجتمع الدولي مجموعة من القادة بهدف إعادة تشكيل سلطة فلسطينية قادرة على بناء
دولة".
ونقلت الصحيفة عن أحد مساعدي الرئيس
الفرنسي، قوله إن الأخير ينتقد وزارة الخارجية لكن الأحداث تتجاوزها شيئا ما. في
شهر يوليو الماضي. وبخ وزيرة خارجيته، كاترين كولونا؛ مطالبا إياه بمبادرة، لأنه
سئم اللغة التي تستخدمها الدبلوماسية”.
وتساءلت "لوفيغارو" عن كيفية
"تحريك" صراع عمره 70 عاما وأكثر من عقد بعد فشل عملية سلام انطلقت بين
الطرفين.
وذكرت الصحيفة، أن إيمانويل ماكرون لا
يزال ملتزمًا "بحل الدولتين"، لكن هذا الحل غير واقعي أكثر فأكثر مع
تكثيف الاستعمار الإسرائيلي للأراضي المحتلة، ومشهد فلسطيني منقسم بين حماس في غزة بسلطة عاجزة ومطعون فيها، دون أن ننسى وجود حكومة إسرائيلية مُعارِضة أيديولوجيا
لأدنى تنازل عن الأراضي. فبعد أن أظهر بعض الخجل بشأن هذا الملف؛ فيبدو أن إيمانويل
ماكرون يريد إعادة التواصل مع "التّطوع" الذي يميز دبلوماسيته، مضيفة
أنه يبقى أن نرى ما إذا كان الضغط الذي يمارس فقط على أحد الطرفين المعنيين سيكون
كافياً.