ارتفع عدد قتلى
الزلزال المدمر الذي ضرب
تركيا وسوريا إلى نحو 33 ألف قتيل، وعشرات آلاف الجرحى.
وأعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية، أن قتلى زلزال تركيا المدمر ارتفع إلى 29 ألفا و605، وأشارت في بيان إلى إجلاء 147 ألفا و934 شخصًا من مناطق الزلزال إلى ولايات أخرى.
وذكرت أن 2412 هزة ارتدادية وقعت جنوبي تركيا عقب الزلزالين العنيفين، اللذين كان مركزهما ولاية كهرمان مرعش.
وفي
سوريا، أعلن وزير الصحة التابع للنظام، حسن الغباش، أن عدد ضحايا الزلزال ارتفع إلى 1414 قتيلا، وأكثر من ألفي إصابة.
وكان الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، أعلن السبت ارتفاع عدد ضحايا الزلزال شمالي غرب سوريا إلى 2167 قتيلا، فيما لم يكشف عن الأرقام الجديدة اليوم الأحد بعد.
ورغم مرور نحو أسبوع كامل على الزلزال، إلا أن عمليات الإنقاذ لا تزال مستمرة في تركيا وسوريا، مع انتشال أحياء من تحت الأنقاض بأعجوبة.
تدفق متواصل للمساعدات
يتواصل تدفق المساعدات الإنسانية إلى تركيا من مختلف بلدان العالم لإغاثة ضحايا كارثة الزلزال التي وقعت فجر الاثنين، وخلفت خسائر بشرية ومادية كبيرة.
ونقلت طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية إلى إسطنبول 67.3 طنًا من المساعدات تم جمعها في سويسرا من أجل ضحايا الزلزال.
وذكرت الخطوط التركية في بيان أن المساعدات جمعت بدعم من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، وبالتنسيق مع منظمات أهلية تابعة للجالية التركية.
وتقوم الخطوط التركية بجمع المساعدات في مركز تابع لها بمطار إسطنبول، قبل نقلها إلى مناطق الزلزال، بالتنسيق مع رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد).
وفي الولايات المتحدة، شارك عشرات المتطوعين في جمع وتغليف المساعدات بمبنى السفارة التركية لدى واشنطن، قبل نقلها إلى المنطقة عبر الخطوط التركية.
كما أرسل المجلس الوطني لجمهورية أذربيجان 40 مولد كهرباء إلى ولاية شانلي أورفة، إحدى الولايات التركية العشر المتضررة من كارثة الزلزال.
في سياق متصل، سلم رئيس جمعية الهلال الأحمر الأفغاني التابع لحكومة طالبان المؤقتة، مولوي مطيع الحق خالص، مساعدات مالية جمعت للضحايا.
وقدم خالص نحو 940 ألف ليرة تركية (نحو 49 ألف دولار) إلى السفير التركي لدى كابل جهاد أرغيناي، في إطار حملة تبرعات.
وكانت حملة تبرعات واسعة انطلقت في عديد الدول العربية والغربية، تم خلالها جمع مئات ملايين الدولارات لصالح المنكوبين في تركيا وسوريا، إذ تم جمع 150 مليون دولار في السعودية والكويت فقط.
الأمم المتحدة تتهم "تحرير الشام"
قال متحدث باسم الأمم المتحدة، اليوم الأحد، إن نقل مساعدات الإغاثة من الزلزال من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في سوريا إلى الأراضي التي تسيطر عليها جماعات المعارضة يتعثر بسبب مشاكل في الحصول على موافقة هيئة تحرير الشام.
وفي السياق، التقى رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بالمدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، في دمشق، وأكد له أن دمشق مستعدة لفتح مزيد من المعابر مع المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، لإيصال المساعدات إليها.
ولم تصل سوى كميات قليلة من مواد الإغاثة إلى تلك المنطقة بسبب إغلاق الخطوط الأمامية مع القوات الحكومية، ولا يوجد الآن سوى معبر واحد يربطها بتركيا في الشمال السوري. وقالت حكومة النظام السوري الأسبوع الماضي إنها مستعدة لإرسال مساعدات إلى المنطقة الشمالية.
وقال مصدر من هيئة تحرير الشام لرويترز إن الجماعة لن تسمح بدخول أي شحنات من مناطق تسيطر عليها الحكومة، وإن المساعدات ستصل من تركيا إلى الشمال.
وأضاف المصدر، وهو غير مخول بالحديث إلى وسائل الإعلام: "لن نسمح للنظام باستغلال الموقف للتظاهر بأنه يقدم المساعدة".
وقال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لرويترز: "هناك مشاكل في الحصول على موافقة" هيئة تحرير الشام، التي تصنفها الأمم المتحدة والولايات المتحدة منظمة إرهابية، دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.
وأحجم متحدث باسم الأمم المتحدة في دمشق عن التعليق، واكتفى بالقول إن المنظمة الدولية "تواصل العمل مع الأطراف المعنية لدخول المنطقة".
وقال منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن جريفيث، في وقت سابق اليوم الأحد، إن الموجودين في شمال شرق سوريا شعروا بأننا خذلناهم، "وهم على حق في شعورهم بذلك".
نقل جثامين إلى سوريا
وصلت اليوم الأحد جثامين 121 من الضحايا السوريين ممن قضوا نتيجة الزلزال المدمّر في تركيا إلى بلدهم، ليواروا الثرى هناك، بعد إدخالهم من معبر "باب السلامة" الحدودي، بينما وصلت 5 جثامين جديدة عبر معبر جرابلس.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنه مع تدفق المزيد من الجثث للضحايا السوريين عبر معبر “باب الهوى”، وصلت عدد الجثامين التي جرى إدخالها من خلاله إلى 1076 خلال الأيام الماضية.
وأشارت إلى أن إجمالي الجثامين السورية التي جرى نقلها إلى سوريا من تركيا بلغ 1202 جثمان.
ولم تقدم الحكومة التركية أرقاما رسمية بعد عن جنسيات ضحايا الزلزال.
ألمانيا تخفف القيود
أعلنت الحكومة الألمانية اعتزامها تخفيف قيود التأشيرات "مؤقتا" على الناجين من الزلزال في تركيا وسوريا، والذين تربطهم صلات عائلية وثيقة بألمانيا إذا كانوا فقدوا منازلهم أو أصيبوا.
وغردت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر على تويتر، قائلة: "الأمر يتعلق بالمساعدة في أوقات الحاجة"، حسبما نقلت وكالة "أسوشيتيد برس"، الأحد.
وأضافت في تغريدتها: "نريد تمكين العائلات التركية أو السورية في ألمانيا من إحضار أقربائها من منطقة الكارثة".
وتابعت: "يمكنهم إيجاد مأوى معنا، والحصول على العلاج الطبي"، معلنة أن التأشيرات "ستكون عادية، لكن ستصدر سريعا، وستكون صالحة لمدة 3 أشهر".
بيد أن الوزيرة الألمانية شددت على أنه لن يتم التنازل عن جميع متطلبات استخراج التأشيرة العادية.
وأشارت إلى أنه يتعين على مقدم طلب التأشيرة "تقديم جواز سفر ساري المفعول"، رغم أنه من المحتمل أن يكون عقبة أمام الأشخاص الذين فروا من المباني المنهارة.
وفي السياق، أفادت وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ" بأن ضحايا الزلزال الذين يرغبون في طلب القدوم إلى ألمانيا ويريدون التقدم للحصول على تأشيرة لمدة 3 أشهر يحتاجون إلى إثبات أن لديهم أفراد عائلات مقربين في ألمانيا يحملون الجنسية الألمانية أو حق إقامة دائم.
كما يتعين على المضيف الألماني أو حامل حق الإقامة الدائمة تقديم تعهد يعد فيه بدفع نفقات المعيشة والمغادرة اللاحقة للشخص الذي تم استقباله.