نشرت صحيفة "
نيزافيسيمايا" الروسية تقريرا، كشفت فيه اعتزام قادة
المعارضة الإيرانية في المنفى عقد أول اجتماع عام في واشنطن هذا الأسبوع؛ للنظر في مسألة تأسيس منصة سياسية تجمع معارضي الحكومة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إنه من المرجح أن يكون ابن رضا بهلوي أحد المشاركين الرئيسيين في هذا الاجتماع، بعد إطلاق حملة إعلامية تروج له في الأسابيع الأخيرة تهدف إلى تعزيز نفوذه السياسي.
وذكرت الصحيفة أن اجتماع المعارضة سيعقد داخل معهد جورج تاون للمرأة والسلام والأمن، تزامنا مع ذكرى انتصار الثورة الإسلامية، وسيتطرق إلى "مستقبل الحركة الديمقراطية الإيرانية". من جانبها، تؤكد قناة "إيران إنترناشيونال" المعارضة، أنه منذ انطلاق
الاحتجاجات الجماهيرية المناهضة للحكومة في أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، أصبحت مسألة تشكيل مجلس حاكم يضم معارضي النظام من المواضيع المطروحة للنقاش. ومن المحتمل أن يتطرق المنتدى المقرر عقده في واشنطن إلى كيفية الاستفادة من أزمة القيادة التي ظهرت على خلفية الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
إلى جانب بهلوي، ستشارك في الاجتماع شخصيات أخرى معروفة في المشهد الإيراني، على غرار لاعب كرة القدم علي كريمي، وزعيم حزب كومالا لكردستان الإيرانية عبد الله مهتدي، فضلا عن الناشطة الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي.
وأوضحت الصحيفة أن الاهتمام الرئيسي سوف ينصب على شخصية بهلوي بعد إطلاق حملة إعلامية واسعة تروج له. وقد جُمع حوالي 450 ألف توقيع من خلال عريضة عبر الإنترنت تطالب نجل الشاه الإيراني بقيادة الحركات الاحتجاجية. في كانون الثاني/ يناير من السنة الجارية، كشف بهلوي عن خطط للقيام بسلسلة من الزيارات الخارجية لحشد الدعم لتنفيذ حملة ضد طهران.
في مقابلة جمعته مع قناة "سكاي نيوز"، نفى بهلوي سعيه إلى الوصول إلى السلطة، قائلا: "هدفي الوحيد يتمثل في إيصال البلاد إلى المرحلة التي يستطيع فيها الشعب الإيراني تقرير مستقبله عن طريق انتخابات حرة ونزيهة. ولا أخطط للترشح لأي منصب، ولا أبحث عن أي منصب سياسي في جهاز الدولة". وشدد بهلوي على أن تفكيك الحكومة الحالية في طهران يقتضي توحيد المعارضة والتوزيع العادل للسلطة. وحسب بهلوي، فإن تشكيل حكومة انتقالية وتنظيم استفتاء وطني حول مستقبل البلاد هو السيناريو المثالي في نظره.
ونقلت الصحيفة عن الخبير في مجلس الشؤون الدولية الروسي، نيكيتا سماجين، أن بهلوي كثف نشاطه في الاتجاه السياسي مؤخرا، وتحديدا بعد اندلاع موجة الاحتجاج في إيران الخريف الماضي، وتشكل حركة عامة تدعمه. ويرى سماجين أنه يتعين على بهلوي قيادة العملية الانتقالية، التي ستثمر في نهاية المطاف شكلا من أشكال الحكم الديمقراطي.
ويعزو سماجين "شعبية البهلوي إلى غياب قادة سياسيين للاحتجاج في إيران عقب محاولة السلطات في إيران القضاء على أي شخص يريد الوقوف على رأس هذه الحركة، إضافة إلى عدم رضا السكان عن عمل القادة السياسيين السابقين الذين كانوا من بين الإصلاحيين". وأضاف أن "فرص الهيئة التي تضم المعارضة، بالشكل المراد إنشاؤه، في إحداث تغيير ملموس للوضع تبدو ضئيلة بالنظر إلى افتقار هؤلاء الأشخاص إلى منظمة أو هيكل وإلى دعم جاد في إيران نفسها، الأمر الذي يقلل من فرص التأثير على الوضع الجاري داخل البلاد. والشيء الرئيسي الذي يمكن لمثل هذه الهيئة إنجازه هو أن تصبح آلية للضغط على الحكومات الغربية من أجل التأثير على تشكيل سياستها تجاه إيران".
ويرى سماجين أن عمل الهيئة قد يقتصر على دعوة الغرب لفرض عقوبات جديدة وإدراج الهياكل الإيرانية في القائمة السوداء، بما في ذلك الحرس الثوري الإيراني. وأضاف سماجين أن ظهور هيئة واحدة معارضة للسلطات قد يكون له تأثير معاكس، قائلا إن الإجراءات قد تسهم في توحيد النخب المحافظة داخل إيران. لذلك، أشك في قدرة هذه المبادرة على تغيير الوضع في إيران بشكل جذري".