أغلقت عدة دول غربية على رأسها الولايات المتحدة أبواب قنصلياتها في إسطنبول
بشكل مؤقت، وزعمت أن هذه الخطوة جاءت لـ"أسباب أمنية"، كما حذّرت تلك
الدول مواطنيها من تزايد مخاطر وقوع هجمات على بعثات دبلوماسية وأماكن عبادة غير
إسلامية في
تركيا، بعد حوادث حرق نسخ من المصحف الشريف في دول أوروبية.
تعليق بعض الدول الغربية أعمال قنصلياتها في إسطنبول أغضب الحكومة التركية
التي اعتبرت الخطوة "سياسية بامتياز"، وتم استدعاء سفراء تلك الدول إلى
وزارة الخارجية التركية للاستفسار والاحتجاج. وتقول أنقرة إنه من المفترض أن تبلغ
تلك الدول السلطات التركية ما لديها من معلومات استخباراتية حول المخاطر لتتخذ
قوات الأمن التركية التدابير اللازمة لحماية
القنصليات.
ترى أنقرة أن إغلاق القنصليات حملة دولية ضد تركيا تقودها الولايات المتحدة. وأما أهداف هذه الحملة فهناك عدة أهداف يمكن تحقيقها من خلال إغلاق القنصليات، بعضها متعلقة بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية المتوقع إجراؤها في 14 أيار/ مايو القادم، وأخرى متعلقة بموقف تركيا من انضمام السويد إلى حلف شمالي الأطلسي "الناتو"
وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، اتهم السفير الأمريكي لدى أنقرة، جيف
فليك، بالوقوف وراء إغلاق عدد من القنصليات الغربية في إسطنبول، وقال: "ارفعوا
أيديكم القذرة عن تركيا"، مضيفا أنه يعرف جيدا كيف يرغب الأمريكان في إثارة
الفتنة في بلاده، كما يعرف من هم الصحفيون الذين يلقِّنهم السفير الأمريكي مقالات
وتقارير.
تصريحات صويلو تشير إلى أن الاستخبارات التركية على علم بأسباب إغلاق
القنصليات وأهدافها، ويدور الحديث حول حث السفارة الأمريكية سفارات دول غربية في
تركيا على إغلاق قنصلياتها في إسطنبول. وبعبارة أخرى، ترى أنقرة أن إغلاق
القنصليات حملة دولية ضد تركيا تقودها الولايات المتحدة. وأما أهداف هذه الحملة فهناك
عدة أهداف يمكن تحقيقها من خلال إغلاق القنصليات، بعضها متعلقة بالانتخابات
الرئاسية والبرلمانية المتوقع إجراؤها في 14 أيار/ مايو القادم، وأخرى متعلقة
بموقف تركيا من انضمام السويد إلى حلف شمالي الأطلسي "
الناتو".
تركيا مقبلة على أهم انتخابات في تاريخها، ويرى البعض أنها فرصة لإسقاط
رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان وإعادة البلاد إلى سابق عهدها لتدور في فلك
الولايات المتحدة. وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، تعهد أثناء حملته الانتخابية
بتقديم مزيد من الدعم للمعارضة التركية من أجل إسقاط أردوغان عبر صناديق الاقتراع.
وفي ظل تكثيف الإعلام الغربي هجومه على رئيس الجمهورية التركي قبيل الانتخابات، يذهب
محللون إلى أن إغلاق عدد من القنصليات الغربية بشكل جماعي ينبئ بإحداث فوضى وقلاقل
وأعمال إرهابية على يد تنظيمات مخترقة من قبل أجهزة استخبارات، ويهدف إلى ضرب أمن
البلاد واستقرارها، بالإضافة إلى ضرب السياحة التركية من خلال تصوير تركيا كبلد
غير آمن للسياح، كيلا تحقق الحكومة التركية أهدافها الاقتصادية.
أنقرة تتحفظ على انضمام السويد إلى الناتو، وتطالب ستوكهولم بالتخلي عن دعم
التنظيمات الإرهابية التي تستهدف تركيا، كحزب العمال الكردستاني وتنظيم جماعة كولن،
حتى تحصل على ضوء أخضر لانضمامها إلى الحلف. وجاء رد السويد على مطالب أنقرة
كالسماح لأنصار المنظمة الإرهابية بتنظيم مظاهرات استفزازية ضد تركيا في قلب
ستوكهولم، بالإضافة إلى سماحها لزعيم سياسي متطرف بحرق نسخة من المصحف أمام
السفارة التركية بدعوى حرية التعبير، الأمر الذي جعل موافقة أنقرة على انضمام
السويد إلى الناتو شبه مستحيلة. وبالتالي، يعد إغلاق القنصليات كضغط جماعي على أنقرة
ليدفعها إلى التراجع عن موقفها الرافض لانضمام ستوكهولم إلى الحلف.
رئيس الجمهورية التركي، في كلمته التي ألقاها الأحد خلال لقائه مع مجموعة
من الشباب في مدينة آيدين غربي البلاد، قال إن دولا أوروبية والولايات المتحدة تبذل
جهودا مكثفة للتأثير على نتائج الانتخابات، مضيفا أن وزارة الخارجية التركية
استدعت سفراء الدول التي علقت أعمال قنصلياتها في إسطنبول، ووجهت لهم الإنذار.
وذكر أن الخارجية التركية أبلغت السفراء أنهم "
سيدفعون الثمن غاليا إن واصلوا
هذه الممارسات"، مشيرا إلى أن الحكومة ستتخذ القرارات اللازمة، خلال اجتماع
مجلس الوزراء الاثنين الماضي، إلا أن كارثة حلت في تركيا قبل ذاك الاجتماع لتشغل
حكومتها عن تلك الخطوة.
من المتوقع أن يؤدي ما حل في تركيا واستنفار البلاد حكومة وشعبا لإنقاذ العالقين من تحت الأنقاض ومساعدة الناجين من الكارثة، إلى شطب خيار معاقبة الدول التي أغلقت قنصلياتها من أجندة الحكومة التركية
تركيا استيقظت صباح الاثنين على وقع زلزال بدرجة 7,8 على مقياس ريختر ضرب
جنوب البلاد، وأسفر عن انهيار آلاف المباني في عشر محافظات. وبعد ساعات من الزلزال
الأول، ضرب زلزال آخر بدرجة 7,6 ذات المنطقة. ويقول الخبراء إنه من أقوى الزلازل
في تاريخ البشرية، كما يلفتون إلى طول الفالق المكسور الذي يتجاوز 400 كيلومتر.
وبعد وقوع الزلزال الذي دمر مساحة شاسعة، طلبت الحكومة التركية دعما دوليا،
وأرسلت كثير من دول العالم بما فيها الولايات المتحدة ودول أوروبية، فرق إنقاذ إلى
تركيا للمشاركة في أعمال البحث والإنقاذ. ومن المتوقع أن يؤدي ما حل في تركيا
واستنفار البلاد حكومة وشعبا لإنقاذ العالقين من تحت الأنقاض ومساعدة الناجين من
الكارثة، إلى شطب خيار معاقبة الدول التي أغلقت قنصلياتها من أجندة الحكومة
التركية.
twitter.com/ismail_yasa