وضعت زيارة وزير خارجية
الاحتلال الإسرائيلي إيلي
كوهين، إلى
السودان الأسس لاتفاق
التطبيع، بعد سنوات من الاتصالات السرية بين الخرطوم وتل أبيب.
وقال كوهين في مؤتمر صحفي بعد عودته من الخرطوم؛ أن "اتفاق السلام مع السودان سيعزز الاستقرار الإقليمي، ويسهم بالأمن القومي لإسرائيل، وسيفتح الباب أمام إقامة علاقات مع الدول الأخرى في القارة الأفريقية، وتعزيز العلاقات القائمة مع دولها.
وذكر دانيئيل سلامي مراسل صحيفة "يديعوت أحرنوت" في
تقرير ترجمته "عربي21"، أن "عاصمة السودان هي المكان الذي قررت فيه الدول العربية اللاءات التاريخية الثلاثة: لا سلام، ولا مفاوضات، ولا اعتراف بإسرائيل، لكن اليوم يتم بناء واقع جديد مع السودانيين، يصبح فيه الشعار: نعم للمفاوضات، وللاعتراف، وللسلام مع إسرائيل".
وأشار إلى أن كوهين غادر على متن طائرة متوجهة من مطار بن غوريون إلى الخرطوم، وبعد بضع ساعات عاد لإسرائيل، وتناول لقاؤه مع رئيس وزراء الحكومة الانتقالية في السودان عبد الفتاح
البرهان سبل إقامة علاقات مثمرة، وتعزيز التعاون في المجالين الأمني والعسكري.
وتابع بأنه "في كانون الثاني/ يناير 2021 بدأت أولى الاتصالات السرية، ولكن لم يتم تطبيع العلاقات، أو إقامة علاقات دبلوماسية بين الجانبين، وفي تل أبيب وواشنطن حاولوا إقناع الخرطوم بتطبيع العلاقات. ووفقا للتقديرات، فإذا تم توقيع اتفاقية بينهما، فستتناول إقامة علاقات دبلوماسية، وربما إنشاء سفارات".
وكشف أن "كوهين زار السودان قبل عامين عندما كان وزيرا للمخابرات، وبعد عودته من الخرطوم أحضر معه 16 هدية، مؤكدا أنه تحدث مع البرهان عن قضايا الأمن والاستخبارات".
في تقرير إيتمار آيخنر المراسل السياسي للصحيفة، ذكر أن "الاتفاق مع السودان يمهد الطريق لإنجاز تطبيع آخر، لكن كوهين رفض الإجابة فيما إذا كان سيتم فتح سفارة سودانية قريبا في تل أبيب، لكنه قال؛ إننا نتحدث عن بضعة أشهر أخرى، لا يوجد موعد محدد حتى الآن".
وأضاف في
تقرير ترجمته "عربي21" أن "كوهين أبلغ البرهان أن إسرائيل لديها علاقات تجارية مع مصر وإثيوبيا، زاعما أن النظام السوداني يسير باتجاه موالٍ للغرب، متخليا عن مساره السابق لمن دعم العنف والمليشيات، وقد استقبل هناك بدفء كبير، وهذه هي الزيارة الأولى لوزير من إسرائيل".
نينا فوكس مراسلة صحيفة "يديعوت أحرنوت"، استعرضت هذه المبادرة الإسرائيلية باتجاه السودان، بين كونها خطوة كبيرة، أم مجرد عرض للإنجازات، وسط تقدير إسرائيلي بأنه لم يحدث هناك شيء دراماتيكي يتطلب تغيير العلاقات، حيث يبرز توقيت حول السؤال عن موقف السودان من إسرائيل الذي لم يتغير منذ اتفاق التطبيع، وما هي دوافع البيان الآن، لاسيما وأن كوهين رافقه وفد رسمي ضم عسكريين إسرائيليين ومسؤولين سياسيين.
وأضافت في
تقرير ترجمته "عربي21"، أنه "لعقود من الزمن لم يكن بين تل أبيب والخرطوم علاقات دبلوماسية، ولكن بعد الاتفاقيات الموقعة مع الإمارات والبحرين في 2020 بدأت علاقاتهما بالدفء، حيث وافق السودان على إنهاء حالة الحرب مع إسرائيل بوساطة أمريكية، وتم إجراء اتصال هاتفي بين الرئيس دونالد ترامب والبرهان ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورغم عدم إقامة علاقات رسمية بينهما، فقد بدأ السودان عمليات التطبيع مع إسرائيل، مما أثار معارضة عامة في السودان، وأعلن نتنياهو نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2020 أن إسرائيل ستسلم السودان شحنة دقيق بخمسة ملايين دولار".
وأشارت إلى أنه بعد حوالي شهر في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، وصل وفد إسرائيلي للسودان لأول مرة؛ بغرض إجراء مناقشة حول الاعتراف المتبادل، حيث تم الإعلان رسميّا عن تطبيع علاقاتهما.
وفي كانون الثاني/ يناير 2021، وقع السودان على الجزء الإعلاني من اتفاقيات التطبيع في السفارة الأمريكية بالخرطوم بحضور وزير الخزانة ستيفن منوشين، وفي نيسان/ أبريل من ذات العام، ألغت الخرطوم قانون المقاطعة ضد إسرائيل الصادر عام 1958، ويحظر أي اتصال معها.
إيريت باك أستاذة الدراسات الأفريقية بجامعة تل أبيب، أكدت أنه "لم يحدث شيء من السودان أحدث تغييرا، ففي تشرين الأول/ أكتوبر 2021 حدث انقلاب، ومنذ ذلك الحين يخضعون للحكم العسكري الكامل، والبرهان خلع رئيس الدولة المدني، والبلاد يحكمها الجيش، لذلك من المستحيل أن نرى سببا خاصّا وراء حاجة السودان المفاجئة لتغيير العلاقات مع إسرائيل، أما هي فيبدو أن هناك حاجة لتحقيق علاقات دولية هنا".
وأضافت في حديثها للصحيفة، أن "هناك جهودا دولية للتوسط بين إسرائيل والسودان؛ لأن الوضع هناك صعب للغاية داخليا، ومن الإنجازات المرتبطة باتفاقات التطبيع شطبها من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، ولعل هذا ما دفعهم للتوقيع على الاتفاق؛ لأنها تتضمن الكثير من رفع العقوبات، بما فيها الاقتصادية".