شيّعت جماهير غفيرة الخميس، جثامين شهداء محافظة
جنين التسعة، الذين قضوا برصاص قوات
الاحتلال الإسرائيلي أثناء عدوانه على جنين ومخيمها، في حين أعلنت مصادر طبية استشهاد شاب متأثرا بجراحه خلال العدوان.
وانطلقت مراسم تشييع الشهداء من أمام مستشفى جنين الحكومي، بجنازة شارك فيها آلاف الفلسطينيين، حيث رفعت جثامين الشهداء على الأكتاف، وصولا إلى منازل عائلاتهم في مدينة جنين ومخيمها وبلدتي اليامون وبرقين، قبل الصلاة عليهم ومواراتهم الثرى.
وردد المشاركون في مواكب التشييع الهتافات المنددة بجرائم الاحتلال، والداعية إلى الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام.
الشهيد العاشر
وفي وقت لاحق من نهار الخميس، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الشاب يوسف يحيى عبدالكريم محيسن 22 عاماً متأثراً بجروحه الخطرة، جراء إطلاق الاحتلال النار عليه في الرام بمحافظة
القدس المحتلة، ما يرفع حصيلة الشهداء منذ صباح اليوم إلى 10 شهداء، ومجمل الشهداء منذ بداية العام إلى 30 شهيداً.
وكان تسعة فلسطينيين بينهم سيدة مسنة، استشهدوا صباح الخميس، فيما أصيب عدد آخر، برصاص الاحتلال الإسرائيلي، خلال عملية اقتحام واسعة لمخيم جنين شمال الضفة الغربية، فيما تشهد بلدات القدس المحتلة إضرابا شاملا.
وزعمت قوات الاحتلال أنها نفذت عملية ضد خلية للمقاومة الفلسطينية كانت تتجهز لتنفيذ هجوم نوعي وكبير داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48.
ونشرت مواقع محلية لقطات فيديو لعناصر في المقاومة وهم يتصدون لاقتحام قوات الاحتلال في أزقة وشارع مخيم جنين، فيما عمدت قوات الاحتلال إلى إحداث تخريب واسع في المنازل والشوارع وممتلكات الفلسطينيين الخاصة، منها مركبات، إضافة إلى تدمير نادي رياضي في المنطقة.
ودعت القوى الوطنية والإسلامية في محافظات الضفة الغربية، للإضراب الشامل حدادا على أرواح شهداء جنين.
وكانت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لـ"عربي21"، أكدت أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد منع طواقم الإسعاف من التعامل مع المصابين في البداية وعقب التنسيق مع الصليب الأحمر تمكن طواقمها من الدخول".
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان لها، إن معظم الإصابات التي وصلت المستشفيات من مخيم جنين كانت في الرأس والصدر، ما يعني أن إطلاق النار على المواطنين كان بقصد القتل.
وعلى إثر مجزرة جنين، اندلعت مواجهات عنيفة في عدد من نقاط التماس في الضفة الغربية المحتلة، أطلق جنود الاحتلال خلالها النار صوب الفلسطينيين، ما ادى إلى إصابة عدد كبير منهم، بعضهم جراحه بالغة.
وأقر جيش الاحتلال، بسقوط طائرة بدون طيار في المنطقة، فيما أعلنت فصائل المقاومة في جنين، عن خوضها لاشتباكات مسلحة عنيفة مع قوات الاحتلال.
وقالت الأجنحة العسكرية (سرايا القدس وكتائب القسام وكتائب شهداء الأقصى) في بيانات منفصلة إن مقاتليها استهدفوا قوات الاحتلال وآلياتها في مخيم جنين بالرصاص والعبوات المتفجرة.
وأفادت مصادر خاصة لـ"عربي21"، بأن قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مخيم جنين صباح اليوم، فيما تصدى لها المقاومون بقوة، واندلعت
اشتباكات عنيفة.
وأوضحت المصادر في حديثها لـ"عربي21"، أن "انفجارات عنيفة وقعت خلال اشتباك المقاومين المدافعين عن المخيم مع قوات الاحتلال.
وأشارت إلى أنه تم "حصار قوة خاصة إسرائيلية في بداية الاقتحام، وبعدها انتشرت قوات جيش الاحتلال في كل مكان، وسمع صراخ أحد جنود الاحتلال"، بحسب تأكيده.
إضراب شامل وحداد عام في فلسطين
وأعلنت القوى الوطنية والإسلامية في محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة، الحداد العام والإضراب الشامل.
ودعت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية بغزة، لتظاهرات في محافظات القطاع كافة؛ تنديدا بمجزرة الاحتلال الإسرائيلي.
وشددت اللجنة أن "هذه الجريمة لن تمر دون رد مؤلم على الاحتلال"، لافتةً إلى أن الشعب الفلسطيني لن يسمح للاحتلال بالتغول والاستفراد بمناطقنا الفلسطينية منطقة تلو الأخرى.
وأهابت لجنة المتابعة بجماهير الشعب الفلسطيني في كافة محافظات قطاع غزة إلى الاحتشاد الشعبي بعد المغرب اليوم في كافة المحافظات رفضا للجريمة ودعما بجنين خاصة والضفة الغربية عامة.
موجهات ليلية في القدس
وشهدت بلدات سلوان والعيساوية والطور وصور باهر ومخيم شعفاط مواجهات ليلة الثلاثاء/ الأربعاء، تخللها إطلاق مفرقعات نارية وزجاجات حارقة صوب جنود الاحتلال والبؤر الاستيطانية.
واعتقلت قوات الاحتلال شابين بعد إصابتهما بالرصاص الحي خلال المواجهات العنيفة التي شهدها حي عين اللوزة ببلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى.
وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز بكثافة صوب منازل المقدسيين، إلى جانب استدعاء سيارة المياه العادمة ووحدات من المستعربين إلى سلوان.
ونصبت قوات الاحتلال حاجزاً بالقرب من بلدة بيت حنينا شمالي القدس المحتلة، فيما انطلقت مسيرة غاضبة في مخيم شعفاط بعد استشهاد الشاب محمد علي حمد علي برصاص الاحتلال.
وأعلنت القوى الوطنية والإسلامية في عناتا وضاحية السلام ومخيم شعفاط والطور والعيساوية وسلوان وراس العامود، عن إضراب شامل الخميس، حدادا على روح الشهيد البطل محمد علي.
واستشهد الفتى محمد علي محمد علي (16 عاما)، متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال بالصدر خلال تصديه لعدوان الاحتلال على مخيم شعفاط.