تمكن
التلسكوب الفضائي الفائق الجديد،
جيمس ويب، من الدخول إلى أعماق الجليد في
الفضاء.
وبحث
ويب في بعض المناطق الأكثر ظلمة وبرودة في الفضاء، للعثور على أدلة حول الكيمياء التي
تدخل في نشأة الكواكب، وربما حتى
الحياة، وفق تقرير لـ"بي بي سي".
هنا،
في درجات حرارة منخفضة تصل إلى حوالي الـ260 درجة مئوية تحت الصفر، يكتشف التلسكوب ويب
أنواعًا من حبيبات الجليد لم تتم ملاحظتها من قبل.
بالإضافة
إلى الجليد البسيط، مثل الماء وثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون والأمونيا والميثان،
يرى ويب العديد من المركبات الأخرى، بما في ذلك كبريتيد الكربونيل والجليد العضوي الأكثر
تعقيدًا الميثانول. وهناك تلميحات أيضًا عن أنواع كيميائية بها ذرات كربون متعددة،
مثل الأسيتون والإيثانول والأسيتالديهيد.
من الأسهل
على علماء الفلك رؤية هذه الأهداف في الفضاء عندما تكون غازات، لكن ويب يحقق إنجازا
جديدا من خلال رؤيتها في حالة صلبة، مثل الجليد.
وسوف
يساعد هذا الكشف العلماء في محاولتهم فهم من أين أتت كيمياء الحياة، وكيف بنت التطور
الذي تظهر عليه الآن على كوكبنا.
وتقول
الدكتورة هيلين فريزر، من الجامعة المفتوحة في بريطانيا: "على الرغم من أننا اكتشفنا
جليدًا أكثر من أي وقت مضى، إلا أن كمية العناصر الخفيفة (الكربون، الهيدروجين، الأكسجين،
النيتروجين، والكبريت) الموجودة بداخله لا تزال أقل مما نتوقع".
وأضافت: "هذا مثير لعلماء الفلك، لأنه يعني أن هناك شيئًا لم نفهمه تمامًا بعد حول الكيمياء
بين النجوم، وهذا يدفعنا ليس فقط لمواصلة المراقبة، ولكن أيضًا للتجربة في المختبر".
بالقرب
من نجم متشكل حديثًا، كانت حبيبات الغبار الجليدية مثل تلك الموجودة في الحرباء 1،
سوف تتبخر في الغالب، ولكن علاوة على ذلك يمكن أن تبقى صلبة وتتجمع معًا لتكوين المذنبات.
يقول
الدكتور مارتن ماكوسترا من جامعة هيريوت وات في بريطانيا: "سيكون لهذه المذنبات
مخزون كيميائي كبير بداخلها، ومن المحتمل أن تقصف الكواكب (بهذا المخزون) وبالتأكيد
في وقت مبكر من تاريخها".
ويضيف:
"في حالة الأرض، الاعتقاد السائد اليوم هو أن الحِمل الذي نقلته المذنبات كان
جزءًا من ذلك الحساء العضوي، الذي تطورت منه الحياة".