يتسلم
هآرتسي
هاليفي، الاثنين، مهام منصبه قائدا لجيش
الاحتلال خلفا لأفيف كوخافي، وسط تحديات
داخلية وخارجية متلاحقة، سواء تضارب الصلاحيات بين وزير الحرب يوآف غالانت والوزير
في الوزارة بيتسلئيل سموتريتش، وبين متطلبات المنصب وتوجيهات المستوى السياسي، مع العلم
أن هاليفي سيصبح رئيس الأركان الثالث والعشرين للجيش بعد خدمة استمرت أكثر من 37 عاما.
ولد
هاليفي 55 عاما في القدس المحتلة، وسمي على اسم عمه الذي سقط في حرب 1967، ونشأ في
بيت ديني، وهو سليل عائلة الحاخام كوك، وكان والده ناشطًا في عصابة الإيتسل، ودرس في
المؤسسات الدينية، ولم يفارق ارتداء قبعة "الكيبا" إلا في أثناء خدمته العسكرية،
ورغم أنه لا يرتديها على رأسه طوال الوقت، لكنه يعيش أسلوب حياة دينيا بطريقته الخاصة.
"
القناة
12" أجرت حوارات ترجمتها "عربي21" مع عدد من رفاق هاليفي في الخدمة
العسكرية ممن وضعوا توقعاتهم المتشائمة لولايته العسكرية المقبلة، خاصة أنه
"يتولى منصبه في وقت حساس تزداد فيه التحديات الأمنية، من الساحة الفلسطينية المحتدمة
إلى خارج الحدود الشمالية، وصولا إلى التهديد الإيراني، ما يستدعي منه تفعيل كل القوة
والسلطة القيادية التي يحوزها في هيئة الأركان العامة، وتجاه قادة الفرق الأخرى في
الجيش".
المقدم
يوفال رحمي ليفيتش، قائده السابق في دورية هيئة الأركان المشتركة، أكد أن "الفترة
القادمة ستكون أمام هاليفي أحد التحديات التي سيواجهها الجيش على الساحة الداخلية،
في التعامل مع الانقسامات التي تتسع في المجتمع حول خدمة المرأة في الجيش، والمساواة
في العبء مع المتدينين الذين لا ينخرطون في الخدمة العسكرية، خاصة أن هناك انخفاضا
في معدل المجندين، وتآكلا مستمرا للدوافع للخدمة القتالية، والتهديد والتخويف باندلاع
الحرب الأهلية بين الإسرائيليين".
الجنرال
نيتسان ألون، القائد السابق للمنطقة الوسطى بالضفة الغربية، زعم أن "هاليفي يؤمن
بأخلاقيات جيش الاحتلال باعتباره جيش الشعب، والمادة اللاصقة التي تربط الأجزاء ببعضها،
ولذلك لن تفهم أبدًا ما إذا كان لديه خلفية دينية أو علمانية، ورغم أنه جاء باختيار
وزير الحرب السابق بيني غانتس وليس على هوى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي فضّل
آيال زامير، لكنه سيحرص على تقديم آرائه بمهنية بعيدا عن الشخصنة".
عاموس
هارئيل، الخبير العسكري بصحيفة "هآرتس"، أكد أن "هاليفي سيتعين عليه العمل
مع كل من حوله، ولن يكون طريقه مفروشًا بالورود، وسيبقى السؤال عن مقدار القوة التي
سيحصل عليها في حالة حدوث نزاعات، ولأي مدى سيسمح لنفسه لتحدي إملاءات القيادة السياسية
التي يجدها إشكالية، لأن لدي شعورا بأنه ستكون هناك "فوضى مطلقة يجب تسويتها"،
خاصة بالنظر للخلافات المتوقعة بين سموتريتش وغالانت وبن غفير، وبالتالي سيشعر أنه
تابع لعدد من الوزراء في الوقت ذاته".
الجنرال
تال روسو، القائد الأسبق للمنطقة الجنوبية في غزة، توقع أن "يلجأ غالانت لمحاولة
تحييد هاليفي من الخلافات السياسية قدر الإمكان، وترك الأمر لاختبارها في الميدان،
وسيتعين عليه وضع خطوط حمراء فيما يتعلق بسلوك الجنود، رغم أن خلفيته الدينية قد تجعله
أكثر راحة للمستوطنين، وفق بعض التقديرات، دون تحويله لخدمة أجندات خارجية، ولذلك فقد
نرى صداماً في وقت مبكر، ورغم اتفاقيات الائتلاف، فإن رئيس الأركان هو الوحيد الذي
يجب أن يقرر أوضاع الجيش، رغم أن السياسيين مشغولون الآن باستعراض القوة، ولا يبدو
أن أيًا منهم سيوافق على التخلي عن الصلاحيات الممنوحة في إطار اتفاقيات الائتلاف".
هارئيل
اعتبر أن "رئيس الأركان ليس عدوًا للمستوى السياسي، دون أن نعرف بعد مدى استعداده
للذهاب حتى نهاية الطريق، وإحداث صدام قد يكون له تكاليف على مستقبل الدولة، علينا
أن ننتظر ونرى، ولن أراهن على شيء، رغم أن الوضع بشكل عام مقلق، وأجواء العداء ظاهرة
مع كثير من الضوضاء الخلفية، صحيح أن هاليفي مناسب لمنصبه الجديد، لكنه لا يأخذ بعين
الاعتبار الواقع السياسي والأمني المضطرب الذي يجد نفسه فيه، ولذلك سيبدأ عمله وسط
سلسلة من الاختبارات الصعبة في المستقبل القريب في الميدان والساحة السياسية، على أمل
ألا يضطر لمواجهة التحدي العسكري بحرب شاملة".