تعهد الاتحاد
الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" الثلاثاء، بتعزيز دعمهما لأوكرانيا
ودفاعاتها في وجه الجيش الروسي، وسط اشتداد المعارك على الأرض.
وقال الأمين
العام للناتو ينس ستولتنبرغ، بعد توقيع إعلان مشترك مع كبار مسؤولي الاتحاد
الأوروبي: "علينا الاستمرار في تعزيز الشراكة بين الناتو والاتحاد الأوروبي
وعلينا كذلك تعزيز دعمنا لأوكرانيا".
وفي وقت لاحق
أعلنت الولايات المتحدة أنها ستعقد اجتماعا مع حلفائها في ألمانيا الأسبوع القادم،
لجولة محادثات جديدة بشأن دعم أوكرانيا عسكريا.
وأعلنت قاعدة
رامشتين الأمريكية في ألمانيا أن وزير الدفاع لويد أوستن سيستضيف شخصيا اجتماع
مجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا في وقت لاحق من الشهر الجاري، في رامشتين.
وأرسلت دول
تنتمي للناتو والاتحاد الأوروبي، أسلحة بمليارات الدولارات إلى كييف ساعدتها في صد
قوات موسكو.
وأعلنت
الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا أنها ستزود أوكرانيا بآليات قتالية مدرعة، غير
أن كييف طلبت أيضا تزويدها بدبابات ثقيلة متطورة.
وقالت رئيسة
المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين: "أعتقد أنه يجب أن تحصل أوكرانيا
على جميع المعدات العسكرية التي تحتاج لها ويمكنها استخدامها للدفاع عن
أراضيها".
وأضافت: "هذا يعني بالطبع أنظمة دفاع جوي متطورة، ولكن أيضا معدات عسكرية أخرى
متطورة، طالما كان ذلك ضروريا للدفاع عن أوكرانيا".
على الأرض، تدور
معارك ضارية على أطراف مدينة سوليدار الواقعة في شرق أوكرانيا والقريبة من باخموت أكثر النقاط سخونةً على الجبهة
حاليًا، وفق ما أعلن قائد مجموعة "
فاغنر" الروسية شبه العسكرية يفغيني
بريغوجين.
وقال بريغوجين
وفق ما نقل عنه مكتبه الإعلامي عبر تلغرام، "لنكن صادقين (...) يقاتل الجيش
الأوكراني بشجاعة من أجل باخموت وسوليدار. تدور معارك ضارية جدًا ودامية في ضاحية
سوليدار الجنوبية".
وأضاف أن
"القوات المسلّحة الأوكرانية تدافع بشرف عن أراضي سوليدار. مزاعم الفرار
الجماعي من صفوفها لا تتوافق مع الواقع".
وأكد دنيس
بوشيلين قائد الانفصاليين في منطقة دونيتسك التي أعلنت موسكو ضمّها مؤخرًا،
الثلاثاء عبر التلفزيون الروسي أن سوليدار "قريبة جدًا من التحرير".
على جانب آخر،
أكدت وزارة الدفاع البريطانية، الثلاثاء، أن القوات الروسية ووحدات فاغنر حققت
"تقدمًا تكتيكيًا" في سوليدار خلال الأيام الأربعة الأخيرة.
لكن الرئيس
الأوكراني فولوديمير
زيلينسكي قال في وقت سابق الاثنين إن قواته تصمد أمام
"هجمات جديدة وأكثر شدّة على سوليدار قرب مدينة باخموت".
وأوضح زيلينسكي
في خطابه اليومي: "أشكر جميع جنودنا الذين يحمون باخموت... وجميع المقاتلين في
سوليدار".
وقد يُنظر إلى سوليدار - التي كان عدد سكانها حوالي 100000 قبل الحرب - بشكل أساسي على أنها نقطة انطلاق للاستيلاء على باخموت، لكن قيمتها الاستراتيجية موضع شك.
لكن مسؤولا أمريكيا قال الأسبوع الماضي إن يفغيني بريغوزين، مؤسس مجموعة فاغنر، يريد السيطرة على مناجم الملح والجبس الكبيرة في المنطقة.
وأكد بريغوزين اهتمامه بالمناجم، واصفا إياها بـ"قلة المكانة" بالنسبة إلى الأهمية الاستراتيجية لمنطقة باخموت.
ووصفها بأنها "شبكة مدن تحت الأرض" يمكنها استيعاب "مجموعة كبيرة من الناس على عمق 80-100 متر"، كما يمكنها السماح للدبابات والمركبات العسكرية الأخرى بالتحرك بحرية.
على الجانب
الآخر، تعهد وزير الدفاع الروسي، الثلاثاء، ببناء ترسانة أسلحة أشد قوة وتعزيز
تكنولوجيا الطيران لتحسين قدرات تفادي الدفاعات الجوية وتطوير إنتاج الطائرات
المسيرة.
وقال سيرغي
شويغو متحدثا لكبار الجنرالات: "نحتاج إلى القيام بشكل متواصل بالتحليل ووضع
النظم لتجارب مجموعاتنا في أوكرانيا وسوريا، وعلى ذلك الأساس سنعد برامج تدريبية
للأفراد وخططا للإمداد بالعتاد العسكري".
وأضاف شويغو
أن
روسيا سوف "تزيد من القدرات القتالية للقوات الجوية، سواء فيما يتعلق بعمل
المقاتلات والقاذفات في المناطق التي توجد بها منظومات دفاع جوي حديثة، أو فيما
يتعلق بالمسيرات".