أعلن الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين، الأربعاء، عن بدء مهمة الفرقاطة "الأميرال غورشكوف" القتالية المزودة بصواريخ "تسيركون" فرط الصوتية، معتبرا أن الخطوة "حدث هام جدا"، فيما قالت أوكرانيا إنه تم بدء نقل أنظمة
باتريوت الأمريكية إلى كييف.
وقال بوتين، في تصريح خلال مراسم الاحتفال بدخول الفرقاطة الخدمة القتالية: "أنا متأكد من أن هذه الأسلحة القوية الموجودة على متن الفرقاطة ستحمي
روسيا بشكل فعال من التهديدات الخارجية المحتملة، وستساعد في ضمان المصالح الوطنية لبلدنا"، بحسب موقع "روسيا اليوم" المحلي.
يذكر أن سرعة صواريخ "تسيركون" تصل إلى 9 أضعاف سرعة الصوت، ومداها إلى 1000 كلم، ويمكن إطلاقها من الجو والبر، والبحر من السفن والغواصات، كما أنه يمكن تزويدها برؤوس حربية مختلفة بما فيها النووية.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، عن إطلاقات لصواريخ "تسيركون" خلال مناورات أثناء مهمة فرقاطتها "الأميرال غورشكوف" في المحيطين الأطلسي والهندي والبحر المتوسط.
وقبله، قال ناطق باسم الأسطول الشمالي في الجيش الروسي إن التحضيرات تُوّجت بمرحلة ختامية حيث وصلت السفينة إلى منطقة التدريب القتالي في بحر بارنتس. وتأكد أفراد طاقم الفرقاطة من جاهزية أنظمة وآليات السفينة كلها. كما أنه تم فحص مواصفات الفرقاطة الخاصة بالمناورة في مختلف السرعات.
وحققت مروحيات "كا-27" البحرية 30 عملية للإقلاع من سطح السفينة والهبوط عليها.
وتم تدريب أفراد الطاقم أثناء الإبحار على استخدام الطرق والأساليب التكتيكية حيث بحث البحارة عن غواصات ودمروها افتراضيا.
يذكر أن "الأميرال غورشكوف" هي أول سفينة بُنيت على أساس مشروع 22350. وتخصص الفرقاطات من هذا المشروع لتدمير السفن الحربية والغواصات والقافلات البحرية ومجموعات الإنزال البحري وتأمين ملاحة السفن المدنية في مختلف مناطق المحيط العالمي.
وتعد صواريخ "كاليبر إن كا" سلاحا رئيسيا للفرقاطة. ويمكن أن تحل محلها صواريخ "تسيركون" الفرط الصوتية التي تزيد سرعتها على الـ10,000 كيلومتر في الساعة.
وفي الجهة المقابلة، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الأربعاء، إنه قد تم بالفعل البدء في نقل أنظمة باتريوت الأمريكية إلى أوكرانيا، وإنه "سيتم نشرها والاستفادة منها في أقرب وقت للرد على الاعتداءات الروسية".
ووصف الوزير كوليبا قرار واشنطن تزويد كييف بأنظمة باتريوت بـ "القرار الثوري"، مضيفا أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والفريق الدبلوماسي بأكمله "يعملون بشكل مكثف اليوم على حلول جديدة لتزويد بلادنا بأنواع جديدة من الأسلحة الغربية".
وكانت واشنطن أعلنت في الأسابيع القليلة الماضية أن حزمتها الجديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا ستشمل لأول مرة نظام باتريوت للدفاع الجوي القادر على إسقاط صواريخ كروز، والصواريخ الباليستية القصيرة المدى وغيرها.
ونظامات "باتريوت" تتمثل في صاروخ "أرض-جو" الذي تنتجه شركة "رايثيون" الأمريكية للحماية من الصواريخ المهاجمة والطائرات، وهي موجهة بتقنية عالية تعتمد على نظام رادار أرضي خاص بها ليكشف الهدف ويتتبعه.
ويعترض "باتريوت" الصواريخ ذاتية الدفع، التي يمكن أن تحمل رؤوسا كيميائية أو نووية أو بيولوجية، كما يعمل كنظام مضاد للصواريخ الباليستية "تي بي إم".
وتتكون هذه الأنظمة من 4 أجزاء، هي مركبة الرادار، وغرفة التحكم، ومنصة الصواريخ، والصواريخ نفسها، وتستطيع رصد 50 هدفا في آن واحد، وإطلاق أول صاروخ بعد اكتشاف التهديد في 9 ثوان.
وهي تحمي المنشآت العسكرية والقواعد الجوية، وأساس عملها الدفاع على المدى البعيد، وتصيب أهدافا جوية على نطاق 160 كيلومترا، والصواريخ الباليستية على مدى 75 كيلومترا، وتعمل على نطاق ارتفاع يمتد بين 60 مترا و15 كيلومترا.
ويوجد نوعان من نظام "باتريوت"، القديم يدعى "باك-2" والآخر "باك 3"، وهو الأحدث، حيث يستطيع "باك-3 إم إس إي" إطلاق 16 صاروخا دفعة واحدة، يصل طول الواحد إلى خمسة أمتار، ويحمل رأسا متفجرا يزن 73 كيلوغراما.