تدور معركة دبلوماسية حامية الوطيس، بين السلطة الفلسطينية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي اليمينية برئاسة بنيامين
نتنياهو، حول ضمان أو إحباط عقد مجلس الأمن جلسة عاجلة بشأن اقتحام وزير الأمن القومي إيتمار
بن غفير للمسجد الأقصى المبارك أمس الثلاثاء.
وكشفت وسائل الإعلام العبرية عن بذل حكومة الاحتلال الإسرائيلي جهودا كبيرة من أجل منع عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي غدا الخميس.
وأكد موقع "
واللا" العبري، أن وزارة الخارجية الإسرائيلية، أرسلت برقية صباح الأربعاء، لنحو 15 سفارة وممثلية إسرائيلية حول العالم، أكدت فيها على أهمية "التحرك العاجل والضغط من أجل منع انعقاد مجلس الأمن الدولي غدا وإصداره بيانا حول اقتحام إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى".
وعممت خارجية الاحتلال على سفاراتها، بضرورة العمل من أجل إحباط أي نقاش حول الموضوع في مجلس الأمن، بزعم أن مثل هذه القرارات في حال صدورها تمنح الدعم لفصائل المقاومة الفلسطينية مثل حركة حماس.
وتوقع الموقع، أن "تؤدي المناقشة في مجلس الأمن حول القضية الفلسطينية، بعد أسبوع واحد فقط من أداء الحكومة الجديدة في إسرائيل اليمين، إلى زيادة الضغط الدولي على إسرائيل"، مؤكدا أن "إصدار قرار في مجلس الأمن أو حتى نشر بيان لوسائل الإعلام باسم أعضاء مجلس الأمن، سيفسر بأنه انتصار سياسي للفلسطينيين".
وعن الجهود الدبلوماسية الفلسطينية لضمان عقد جلسة مجلس الأمن، أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، على لسان السفير أحمد الديك، المستشار السياسي لوزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أن "الدبلوماسية الفلسطينية تعمل ليل نهار من أجل تنفيذ توجيهات الرئيس محمود عباس، لعقد جلسة لمجلس الأمن، من أجل بحث التطورات الخاصة بالمسجد الأقصى، خاصة بعد اقتحام الوزير الإسرائيلي بن غفير للمسجد الأقصى".
وأوضح في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "طلب عقد الجلسة قدم من دولة فلسطين والمملكة الأردنية، أما دولتا الإمارات والصين، فتتابعان هذه القضية لأنهما عضوين في مجلس الأمن، والمفروض أن يتم عقد جلسة مجلس الأمن غدا".
وأعرب الديك، عن أمله في أن "تكون النقاشات ومخرجات الجلسة بمستوى التهديد الذي يمثله بن غفير واليمين الإسرائيلي المتطرف ضد القدس ومقدساتها وفي مقدمتها
المسجد الأقصى المبارك".
وأفاد بأن "الخارجية تتواصل من خلال سفارات دولة فلسطين، لا سيما بعثة فلسطين الدائمة في نيويورك، مع جميع المجموعات العربية والإسلامية ودول عدم الانحياز وأمريكا اللاتينية وجميع المجموعات الدولية، من أجل دعم هذا الطلب وعقد الجلسة في موعدها المحدد غدا الخميس".
وأضاف: "نحن أيضا نواصل العمل من أجل أن تكون مخرجات الجلسة بما يليق بالمسجد الأقصى المبارك، وأن يرتقي مجلس الأمن إلى مستوى تحمل مسؤولياته تجاه ما تتعرض له مدينة القدس المحتلة والمقدسات الإسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الأقصى".
وعن دلالة قيام الاحتلال بجهود مكثفة لإحباط عقد جلسة مجلس الأمن، قال السفير: "كل خطوة يأخذها الجانب الفلسطيني، هي مؤشر على المعركة السياسية والدبلوماسية التي نخوضها ضد الدبلوماسية الإسرائيلية، وأيضا ضد دبلوماسية عدد آخر من الدول التي توفر الحماية لدولة الاحتلال في المؤسسات الأممية".
وقال الديك في ختام حديثه لـ"عربي21": "هذه معركة بين الرواية الفلسطينية والرواية الإسرائيلية، وللأسف إسرائيل دائما تجد عددا من الدول توفر لها الحماية"، وأضاف: "نحن مصرون على عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن غدا لهذا الغرض".
من جانبه، قال المندوب الدائم لدولة
فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، إن الجلسة ستعقد عصرا بتوقيت نيويورك.
وأشار إلى أن هناك حراكا فلسطينيا
عربيا إسلاميا، يسبق جلسة مجلس الأمن، مشيرا إلى أنه يُعقد، الأربعاء، اجتماع
لمجلس السفراء العرب، وآخر للمجموعة الإسلامية، كما سيلتقي وفد مشترك فلسطيني عربي
إسلامي مع رئيس مجلس الأمن، واجتماعان آخران لمجموعة عدم الانحياز، ولجنة فلسطين
لدى الأمم المتحدة.