كشفت أوساط دبلوماسية
إسرائيلية أن
اليونان ليست متحمسة للفصل الجديد في العلاقات بين تل أبيب وأنقرة، ومع تنصيب حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة، تريد إثبات وجودها، وتذكيره بالتقدم الكبير الذي تحقق في العلاقات الثنائية في ولاياته السابقة، لا سيما على صعيد القضايا الثلاث الرئيسية وهي: الشؤون الخارجية والأمن والطاقة.
وقدمت السفيرة الإسرائيلية الجديدة في أنقرة إيريت ليليان، كتاب اعتمادها إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتمثل عودة نتنياهو من جديد إلى سدة الحكم أخبارا جيدة لليونانيين، لأنهم سيواصلون الاتصالات مع فريق كبير عرفوه منذ عقد، وفي الوقت ذاته لا تتوقع أنقرة أن العلاقات التي تطورت على مر السنين بين "إسرائيل" واليونان وقبرص على المستوى العسكري والطاقة سيتم قطعها فجأة بسبب استئناف علاقاتها مع تل أبيب.
غابرييل شاريتوس خبير العلاقات الإسرائيلية اليونانية القبرصية، زعم أن "الهدوء الذي أبدته اليونان وتركيا تجاه التطورات السياسية الإسرائيلية له ما يبرره، فكلاهما يدرك أن الإسرائيليين يتوقعون تعاونًا إقليميًا "حسب الطلب"، في كلا الساحتين، رغم أنهما مختلفتان ومنفصلتان".
وأضاف في
مقال نشرته صحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته "عربي21" أن "تل أبيب تقدر أن تحسين الأجواء بين
تركيا والسلطة الفلسطينية قد يساهم بتهدئة الأجواء في الضفة الغربية والقدس، ولأن هذه قضايا شرق أوسطية بحتة، فإن أثينا تدرك أن تأثيرها فيها ضئيل، هذا إن وجد".
وتابع بأن "أثينا أثبتت أنها قادرة على تعزيز جو من التفاهم بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي، بتعميق التعاون القائم في مجال الطاقة، والحفاظ على صورتها الغربية تجاه الدول الشريكة في أوروبا".
وأكد أن "هذه القضية ستشغل حكومة نتنياهو، لأن حصول شركائه المتطرفين على ملفات حساسة سيقلق واشنطن وبروكسل، الذين بدأوا يسألون إسرائيل وأنفسهم عن سياستها المقبلة".
ورأى أنه "ليس لدى أردوغان ما يساهم به في محاولة إسرائيل إقناع العالم برغبتها في البقاء يهودية على النسق الغربي، خاصة عقب التصويت المخيب لآمال إسرائيل في الأمم المتحدة، حول الاقتراح الفلسطيني الذي يطالب محكمة العدل الدولية في لاهاي بإصدار رأي قانوني في الاحتلال الإسرائيلي".
يشار إلى أنه بعكس تركيا التي صوتت لصالح الاقتراح الفلسطيني، فقد تغيبت اليونان عن التصويت لمصلحة إسرائيل، ثم أرسلت رسالة أكثر وضوحا، بالتصويت ضد إحياء ذكرى يوم النكبة في الأمم المتحدة، أما تركيا فدعمت الفلسطينيين للمرة الثانية على التوالي.
ومع تنصيب نتنياهو، تريد اليونان إثبات أهمية العلاقات معها، وتذكيره بالتقدم الكبير الذي تم إحرازه في العلاقات الثنائية خلال ولاياته السابقة، وتتوقع استقبال رسائلها بشكل جيد في تل أبيب.