منظمة تتحدث عن مقتل 476 بالمظاهرات.. رئيسي: سنتصدى بلا رحمة لمن يعادي إيران

قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إن بلاده "لن ترحم المعادين"، في ظل الاحتجاجات التي تشهدها منذ أشهر بعد وفاة الشابة مهسا أميني.

واندلعت الاضطرابات بسبب وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني (22 عاما) في 16 أيلول/ سبتمبر أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق بسبب ارتداء "ملابس غير لائقة" بموجب قواعد اللباس.

وشكلت الاحتجاجات، التي دعا فيها متظاهرون من جميع الفئات إلى سقوط النظام الديني الحاكم في إيران، أحد أكبر التحديات للجمهورية الإسلامية منذ ثورة 1979.

وتلقي الحكومة باللوم في الاضطرابات على متظاهرين يهدفون إلى تدمير الممتلكات العامة، وتقول إن أعداء من بينهم بريطانيا والولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية قاموا بتدريبهم وتسليحهم.

وقال رئيسي في خطاب متلفز الثلاثاء إن "الأحداث الأخيرة كانت حرب الاحزاب، كل التيارات الاستكبارية أتت إلى الميدان بكل قوتها... المنافقون، المؤيدون للملكية، وكل التيارات المعادية للثورة، وكل الذين تضرروا من هذه الثورة، كانوا ضالعين" في الأحداث.

وأتت تصريحاته أمام جموع غفيرة وسط طهران خلال مراسم تشييع رفات مستعادة لـ200 جندي قضوا خلال الحرب الإيرانية-العراقية في ثمانينيات القرن الماضي.

وشدد رئيسي على أن "حضن الأمة (الإيرانية) مفتوح لكل من تم التغرير بهم. الشباب هم شباب هذه البلاد"، مشددا على أن "حضن الأمة مفتوح للجميع، لكننا لن نرحم المعادين".

واعتبر رئيسي الثلاثاء، أن الدول التي ساندت المتظاهرين أخطأت في الحساب.

ورأى أن الداعمين للاحتجاجات، أرادوا "حرف المجتمع الإسلامي" عن أهدافه، متوجها إليهم بالقول من دون أن يسمّيهم "لماذا أخطأتم في الحسابات مجددا؟ لماذا تبعثون إلينا برسائل عبر قنوات مختلفة (وتعتقدون أننا) نريد التحدث إليكم بعدما تم القضاء على انعدام الأمن بفضل جهود الشعب وقوات الأمن التي تبذل التضحيات؟".. "إيران لن تنخدع بذلك".

منظمة حقوقية: عدد القتلى ارتفع إلى 476



وأعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، ومقرها النرويج، عن ارتفاع عدد قتلى المظاهرات إلى 476، مشيرة إلى أن 34 منهم نساء، و64 تحت سن الـ18.

وبحسب التقرير فإنه قتل 130 شخصا في محافظة سيستان-بلوشستان ذات الغالبية السنية، و53 في محافظة كردستان، و55 في أذربيجان الغربية، و52 في طهران و38 في مازندران، و25 في كرمانشاه، و26 في كيلان و23 في البورز و14 في أصفهان، و11 في خوزستان و11 في فارس.

وقتل سبعة في محافظة خراسان رضوي، وأربعة في أذربيجان الشرقية، وثلاثة في كل من محافظات زنجان ولورستان ومركزي وقزوين وهمدان، واثنان في كل من كهكیلویه-بویر أحمد وأردبيل وعيلام وبوشهر وهرمزغان، وواحد في كل من سمنان وكولستان.

من جهتها، أفادت أرقام رسمية إيرانية عن مقتل أكثر من مئتي شخص، بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، على هامش الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات. وقد تم توقيف الآلاف وإحالة قسم منهم الى المحاكمة.

وأكد القضاء الإيراني إصدار أحكام بالإعدام بحق 11 متهما، تم تنفيذ اثنين منها، بينما أمرت المحكمة العليا بإعادة محاكمة اثنين آخرين.

وأسفر قمع التظاهرات عن اعتقال نحو 14 ألف شخص بحسب الأمم المتحدة، بينهم شخصيات فنية وثقافية على غرار مغني الراب توماج صالحي الذي يمكن أن يحكم عليه بالإعدام في حال أدين، والممثلة ترانه عليدوستي التي نشرت سلسلة منشورات في حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي لدعم الاحتجاجات. ونزعت حجابها، وندّدت بإعدام محتجين.

وبحسب "منظمة حقوق الإنسان في إيران"، فإنه يواجه أكثر من 80 شخصا، اتهامات تعرضهم لاحتمال صدور أحكام إعدام.

وتراجعت وتيرة التظاهرات خلال الأسابيع الأخيرة، لكن "منظمة حقوق الإنسان في إيران"، تقول إن هناك تحركات "كل يوم في أنحاء مختلفة من البلاد".

ويقول مدير المنظمة محمود أميري مقدم لوكالة "فرانس برس": "لا عودة الى الوراء".

وقال كسرى عربي، كبير خبراء شؤون إيران في معهد "توني بلير للتغيير العالمي": "المزاج في إيران ثوري"، مشيرا إلى عدد متزايد من المعارضين للنظام خلال السنوات الأخيرة.

ويتابع: "يمكنهم (السلطات) أن يحاولوا قمع المحتجين، لكن لا يمكنهم قمع المزاج الثوري".

وخلافا للتحرك الذي قاده الخميني للإطاحة بالشاه في سبعينيات القرن الماضي، فإنه لا يوجد قائد للحركة الاحتجاجية الحالية.

لكن عربي وفقا لـ"فرانس برس" يشير إلى شخصيات من مناطق مختلفة تشكّل مصدر إلهام للمحتجين، بينها  الناشط في الدفاع عن حرية التعبير حسين رونقي، الذي أطلق سراحه في تشرين الثاني/ نوفمبر بعدما أضرب عن الطعام شهرين، والمعارض البارز ماجد توكلي، الذي لا يزال قابعا في الحبس، والناشطة المخضرمة في الدفاع عن حقوق النساء فاطمة سبهري.

ويقول: "هذه الاحتجاجات ليست بلا قيادة"، لأن المتظاهرين يتحركون على أساس أنهم "في خضم ثورة لا رجعة فيها".