فضلا عن التدهور السياسي والدبلوماسي الذي يتوقعه
الإسرائيليون مع دول العالم عقب نتائج الانتخابات الأخيرة، وتشكيل الحكومة اليمينية المتطرفة المقبلة، فقد وصل التخوف إلى الجانب الاقتصادي والاستثماري.
وقال مائير أورباخ المراسل الاقتصادي لصحيفة
"يديعوت أحرونوت"، إن "العشرات من كبار المسؤولين التنفيذيين في صناعة التكنولوجيا الفائقة في إسرائيل بعثوا برسالة إلى رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة بنيامين
نتنياهو، أعربوا فيها عن قلقهم الشديد من عواقب التشريع وتحركات أعضاء الائتلاف اليميني، لأن الاقتصاد سيتأثر سلباً بها بشكل عام، وصناعة التكنولوجيا العالية بشكل خاص، بسبب التحركات التشريعية الجارية هذه الأيام في الكنيست".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الرسالة تضمنت تحذير نتنياهو من الإضرار بمكانة المحكمة العليا، واستهداف حقوق الأقليات على أساس الدين والعرق والجنس، ما سيشكل تهديدًا وجوديًا حقيقيًا لصناعة التكنولوجيا الفائقة التي تم بناؤها في إسرائيل على مدى العقود الثلاثة الماضية، حيث تدفقت إليها مليارات الدولارات من مستثمرين دوليين، تأتي غالبيتهم العظمى من الولايات المتحدة وأوروبا، وصحيح أنهم يبحثون عن عوائد مالية على استثماراتهم، لكنهم يشاركون القيم الأساسية لبلادهم".
وأوضحت الرسالة أن "الاستقرار القانوني شرط ضروري للمستثمرين الدوليين، ويساعدهم على الاستثمار في دول معينة، لكن عدم وجوده يدفعهم بعيدًا عنها لبلدان أخرى، وبالتالي فإننا قد نشهد هروبا لشركات التكنولوجيا الدولية من إسرائيل، ما يعني عواقب مدمرة قد تترتب على الاقتصاد والمجتمع في إسرائيل، ويجب عدم السماح بحدوث هذا، لأنه يستهدف نمو الاقتصاد الإسرائيلي، والمطلوب وقف كرة الثلج للحفاظ على الوضع الراهن بين جميع أطياف المجتمع الإسرائيلي".
من بين الموقعين على هذه الرسالة غير المسبوقة كبار رواد الأعمال في الشركات والمستثمرين من صناديق رأس المال الاستثماري، بينهم: إيريز شاهار المدير المشارك في كومارا كابيتال؛ زوهار زيسافيل مؤسس شركة Red ؛ إيال فيلدمان مؤسس شركة Mellanox؛ شلومو كرامر رائد أعمال كاتو نتووركس؛ رجل الأعمال أورني بتروشكا؛ هامي بيريس مؤسس شركة Pitango ، Pinchas Bokhris ، يودافات بوخاريس مدير صندوق Belmberg Capital ؛ فيونا دارمون الشريك في jvp .
ومن الأسماء الكبيرة في الاقتصاد الإسرائيلي الموقعين على الرسالة: عوز ألون المدير التنفيذي لشركة Honeybook؛ عوفر بنجال وبيتاح شولمان مؤسسا راديس؛ ناعوم كايسر شريك في صندوق رأس المال الاستثماري Intel Capital؛ آلان فيلد المؤسس والشريك الإداري لشركة Vintage Investment Partners؛ روي مان المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة First Time Ventures؛ هالي بن نون رائدة الأعمال ورئيس مجلس إدارة Redcom؛ تومر تاغرين مؤسس شركة Yotpo؛ مايكل شاولوف الرئيس التنفيذي لشركة FireBlocks؛ ألون فيربر الرئيس التنفيذي لشركة Pixlot.
تحمل هذه الرسالة التحذيرية إنذارا مقلقا تخوفا من تأثر الاقتصاد الإسرائيلي بالتطورات السياسية والحزبية الجارية، ما يشكل إشعالا للأضواء الحُمر، لأن أحد مسوغات ترغيب دولة
الاحتلال لليهود حول العالم بالمجيء لفلسطين المحتلة هو البعد الاقتصادي، والإغراء المعيشي، والعوامل الجاذبة على الأصعدة الحياتية، وهي أمور تجد لدى يهود العالم كثيرا من الرضا والتشجيع أكثر بكثير من "خزعبلات" أرض الميعاد والحق المزعوم لليهود في فلسطين.
وقال مراقبون إن هذه الرسالة نذير شؤم لها بظهور مبكر لأعراض سلبية قد تدفع العديد من الشركات الاقتصادية والإنتاجية حول العالم لمغادرتها.
وتوقعوا أن يؤدي تسلم اليمين الفاشي للسلطة، إلى تراجع المغريات في سوق العمل، وصولا إلى ظاهرة هجرة الأدمغة والكفاءات العلمية إلى دول أوروبا وأمريكا الشمالية، خاصة في ظل عدم وجود عوامل مشجعة ومحفزة للبقاء في دولة الاحتلال.