كشفت
أوساط سياسية ودبلوماسية إسرائيلية عن حالة من الإحباط في وزارة الخارجية عقب عدم تمكن
ميلوش زيمان رئيس جمهورية
التشيك الذي يقترب من نهاية فترة ولايته من نقل
سفارة بلاده إلى
القدس المحتلة، بزعم أنه يريد أن يترك وراءه إرثًا تاريخيا يتمثل بهذه الخطوة استكمالا
لما قام به نظيره الأمريكي السابق دونالد ترامب.
ورغمت أن زيمان أعلن في حديث سابق تأييده لهذه الخطوة المستفزة للفلسطينيين، لكن التقديرات
الإسرائيلية تؤكد أنه يواجه صعوبة بتنفيذها بسبب قلة الدعم في الائتلاف الحكومي، والضغط
الذي يواجهه من دول الاتحاد الأوروبي.
صحيفة
"
يديعوت أحرونوت"، كشفت أن "زيمان طلب من رئيس وزرائه بيتار بيالا استصدار
موافقة من حكومته على نقل السفارة التشيكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، قبل انتهاء
ولايته في آذار/ مارس 2023، بل اقترح أن يقوم الاثنان بزيارة دولة الاحتلال معًا بمناسبة
افتتاح السفارة في القدس المحتلة، زاعما أنه يتوقع هذه المرة أن الحكومة التشيكية ستوافق
على طلبه بنقل السفارة، بعد أن عارض هذه الخطوة رئيس الوزراء السابق".
وأضافت
في تقرير ترجمته "عربي21" أن "زيمان دأب في السنوات الأخيرة على الترويج
لهذه الخطوة المرفوضة من العديد من دول العالم، لكن الأمر يلزمه اتخاذ قرار حكومي،
ووفقًا للتقديرات الإسرائيلية، فإن تصريحه يهدف للضغط على الحكومة التشيكية، لأنه يرى
في نقل السفارة إرثًا يرغب في تركه وراءه، مع العلم أن رئيس الوزراء بيالا سبق له أن
وقّع في وقت سابق، عندما كان عضوا في البرلمان عن المعارضة، على عريضة تطالب بنقل السفارة".
واستدركت
بالقول إنه "رغم تأييد بيالا لرئيسه زيمان في هذه الخطوة، لكنه يواجه عدة عقبات
تثير إحباط تل أبيب، أولها أنه لا يوجد دعم للتحرك في التحالف التشيكي الحاكم، وثانيها
اعتماد براغ على الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالسياسات ضد روسيا وأزمة الطاقة وقضايا
أخرى، وثالثها وجود صعوبة كبيرة في تنفيذ مثل هذه الخطوة، بما يتعارض مع الرأي العام
في الاتحاد الأوروبي، وهي معيقات تحول دون تحقيق أمنية زيمان والاحتلال معاً".
مع العلم
أن أندريه بابيش سلف بيالا السابق، افتتح في آذار/ مارس 2021 مكتبا في القدس المحتلة
للسفارة التشيكية الواقع في شارع واشنطن بالقرب من فندق الملك داوود، لكنها ليست سفارة،
بل مكتب قنصل تشيكي يتولى القضايا القنصلية والسياسية والاقتصادية، امتدادا للسفارة
التشيكية في تل أبيب.
تجدر
الإشارة إلى أنه بعد أربع سنوات من نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة،
فإن الدول التي اتبعتها في خطوتها الاستفزازية هذه، هي غواتيمالا وهندوراس من أمريكا
الوسطى، وكوسوفو، ولا تعتبر أي منها دولة مهمة على الصعيد الدولي، وبجانب هذه الدول
الأربع، فقد أعلنت دول أخرى عزمها على فتح سفارة في القدس المحتلة، لكنها لم تفعل ذلك،
بينها دولتا ملاوي وغينيا الاستوائية من أفريقيا، وسورينام من أمريكا الجنوبية، وجمهورية
الدومينيكان في منطقة البحر الكاريبي.