كشف جيسون غرينبلات المبعوث الأمريكي السابق إلى الشرق الأوسط، تفاصيل خفية بشأن نقل السفارة الأمريكية إلى
القدس المحتلة قبل خمس سنوات خلال عهد الرئيس دونالد
ترامب.
ونقلت صحيفة
"إسرائيل اليوم" عن غرينبلات قوله إن مناقشات محمومة دارت بين الإدارة الأمريكية آنذاك قبل اتحاذ القرار، وفي النهاية فإن القرار كان لترامب، وقد سمع التحذيرات والاعتراضات، لكنه خاطر واتخذ القرار.
وأضاف في مقابلة ترجمتها "عربي21" أن "هذا القرار مرّ على اتخاذه في الكونغرس قرابة العشرين عاما، بإجماع كبير، لكن كل الرؤساء الذين وعدوا إسرائيل خلال حملاتهم الانتخابية بالاعتراف بالقدس عاصمة لها، استمعوا إلى نفس التحذيرات التي سمعها ترامب، فامتنعوا عن اتخاذ ذات الخطوة، مع العلم أني لا ألومهم، ولعل المستشارين المحيطين بالرئيس ترامب في حينه ساهموا في القرار، ومنهم جاريد كوشنر وديفيد فريدمان وأنا".
ووصف غرينبلات في كتابه "في طريق إبراهيم" تجاربه في البيت الأبيض، والعلاقة بين ترامب والتيار المعارض له في قضية نقل السفارة الأمريكية الى القدس المحتلة، والتطور الدراماتيكي لاتفاقات التطبيع التي جاءت في نهاية ولاية الإدارة السابقة.
أما بالنسبة للقدس، فقد أشار غرينبلات إلى الاعتراضات على الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيلن مضيفا أنه "حاول الكثيرون إقناع ترامب، وإقناعنا بعدم القيام بذلك".
وأوضح غرينبلات الذي يعمل اليوم رجل أعمال خاص، وهو ناشط جدا في السعودية، أنه "كانت هناك اعتراضات في وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي، وكان هناك قادة أجانب اتصلوا به، وحاولوا إقناعه بعدم القيام بذلك، وزعموا أن القرار خطير، وسيشعل فتيل العنف في جميع أنحاء الشرق الأوسط. لقد سمعهم، لكنه في النهاية وافق على القرار".
وأشار إلى أن دوره كان تزويد ترامب بجميع تقييمات المسؤولين الحكوميين، بمن فيهم من طالبوه بإرسال إيماءة أمريكية أو إسرائيلية إيجابية تجاه الفلسطينيين.
وتابع: "كان هناك من حاول القيام بذلك حتى بعد الاعتراف، بألا تنقلوا السفارة إلى المدينة المقدسة، لكن لكل من اتصل بي بشأنها، أجبته أن يذهب لقراءة القانون، فهو لا يذكر شيئاً عن تعويض الفلسطينيين، لا من الولايات المتحدة ولا من إسرائيل، وبعد أن قلت ذلك، لم يعودوا إليّ".
ولفت إلى أن ترامب كان مصرا في قراره، ورغم إثارة بنيامين
نتنياهو المسألة، فإنه لم يرغب في تقديم ضمانات أمنية بشأن تبعات القرار.
وقال غرينبلات: "كان الأمر مثيرا للإعجاب للغاية بعد اتخاذ القرار، بقي ترامب ونائبه مايك بنس في الغرفة، وتمت دعوة وسائل الإعلام من الداخل لمشاهدة الإعلان، ونظرنا نحن المستشارين من الخارج إلى البيان، والتوقيع عليه"، لافتا إلى أنه كاد أن يبكي.
وأضاف: "فور الإدلاء بالبيان دعانا ترامب إلى داخل المكتب، والجلوس معه لتناول طعام الغداء، ومشاهدة التقارير الإعلامية المثيرة، لقد انتظرنا هذه اللحظة لسنوات عديدة، وها هي الآن".