حذرت أوساط إسرائيلية من حالة التضامن لدى الفلسطينيين في
الداخل المحتل مع شبان
هبة الكرامة التي اندلعت في أيار/ مايو 2021، والذين حكمت عليهم المحكمة الإسرائيلية أحكاما تعسفية بالسجن سنوات طويلة.
عوز غوترمان المحاضر في الكلية الأكاديمية للجليل الغربي، أشار إلى أنه "من بين العواصف السياسية المحيطة بتشكيل الحكومة الناشئة، والأحداث المعادية لإسرائيل في مونديال قطر، حدث شيء آخر لم يلق حجم التغطية الإعلامية التي يستحقها، وهي مرافقة أفراد العائلة والأصدقاء والمشجعين المتحمسين والشخصيات العامة من فلسطنييي48 للشاب أدهم بشير الذي أدين وحكم عليه بالسجن عشر سنوات بتهمة المشاركة في أحداث هبة الكرامة".
وأضاف في
مقال نشرته صحيفة
يديعوت أحرونوت، وترجمته "
عربي21" أن "هذه المرافقة اللافتة تضمنت الرموز الفلسطينية المألوفة من أغاني المديح والثناء والأعلام، وتوزيع الحلويات، كما اكتسب أدهم بشير شعبية على مواقع التواصل باللغة العربية، وقد صدرت آلاف التعليقات المتعاطفة لدعم أفعاله، بعد أن غادر قاعة المحكمة مبتسمًا، ورفع علامة النصر، قائلا لجمهور المعجبين الذي ينتظره: "حضوركم وتضامنكم يمنحاني وسائر الأسرى القوة".
وأشار إلى أن "الشاب أدهم قومي فلسطيني، ولم يتم تسجيل أي احتجاج غير عادي على ما قام به ضد المستوطنين في المدن الفلسطينية المحتلة داخل الكيان، حتى إن أصوات رؤساء السلطات وأعضاء الكنيست العرب بقيت صامتة هذه المرة، وهذه الظاهرة يمكن اعتبارها شكلا من أشكال الدعم الضمني أو الظاهر لسلوك قومي معاد".
وتابع بأن "هذا مزيج ينذر بالخطر أمام الدولة، لأن التعاطف مع أدهم بشير ورفاقه يشكل وعاء غليان، وكلما أغلقنا أعيننا، وانتقلنا إلى الحالة التالية، زادت الشرعية في المجتمع الفلسطيني في الداخل المحتل لمثل هذه الحوادث".
ويزيد النفس النحريضي لدى
الاحتلال على فلسطينيي48 من مستوى الخطر عليهم، بزعم أنهم قد ينضمون للحرب القادمة ضد الاحتلال، كما حدث في بداية انتفاضة الأقصى في ما عرف بـ"هبة أكتوبر 2000"، وتكرر في "هبة الكرامة في أيار/ مايو 2021"، التي شهدت تعطيلا لطرق المرور الحيوية، وإلحاق الضرر بالبنية التحتية، ما شكل للاحتلال نذير شؤم وقلقا أمنيا، بجانب رفع الأعلام الفلسطينية وإلقاء زجاجات المولوتوف، و"كأنهم غير مستعدين لقبول حل أقل من غياب دولة الاحتلال كليا".
تكشف هذه المواقف الإسرائيلية العنصرية أن العداء لفلسطينيي48 ليس مقتصراً على القدماء منهم فقط، ممن عاشوا النكبة، أو سمعوا عنها من آبائهم، بل إن
التحريض يشمل اليوم الجيل الأكثر شبابا وثقافة، وقد رُبي على تصور أن مقاومة دولة الاحتلال جزء من هويته، على أمل إعادة البلاد إلى عروبتها وفلسطينيتها.
وتظهر المعطيات القانونية والحقوقية أن هناك موقفا تمييزيا إسرائيليا في عمل السلطة القضائية للاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث إن جريمة يرتكبها يهودي بحق يهودي تسفر عن تحقيق كبير من شرطة الاحتلال، في حين أنه في ما يتعلق بالعنف الموجه ضد الفلسطينيين فإن نظام إنفاذ القانون يتصرف على أقل تقدير بإهمال ولا يلاحق الجناة من المستوطنين.