سلط وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي الضوء على البحر الأسود خلال اجتماعهم الثلاثاء في العاصمة الرومانية بوخارست، حيث أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن "
الناتو" سيعزز وجوده من البحر الأسود إلى بحر البلطيق.
وفي وقت سابق، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، أن "الناتو يعمل على تعزيز وجوده في الجهة الشرقية، ووضع مئات الآلاف من القوات في حال تأهب قصوى، مدعومين بقوات جوية وبحرية كبيرة".
وقبل ذلك، أكد ستولتنبرغ، في حزيران/ يونيو الفائت، أن "قوات الناتو زادت في شرق أوروبا إلى أكثر من 40 ألف عسكري".
ونقلت صحيفة
"وول ستريت جورنال" عن الأدميرال الأمريكي المتقاعد جيمس ستافريديس، الذي شغل منصب القائد الأعلى للحلفاء في الناتو بعد الحرب في جورجيا، قوله إن "البحر الأسود حيوي لأمن الناتو نظرا للالتقاء المادي للعديد من الحلفاء والشركاء والمعارضين - بالإضافة إلى رواسب الهيدروكربونات الغنية، وممرات شحن الحبوب الحيوية، وحرب نشطة في أوكرانيا".
وقبل الحرب، كانت دول حلف شمال الأطلسي التي لا تقع على الحدود البحرية تقوم بدوريات في مياهه بشكل متكرر، لكن لم يكن لدى أي منها سفن هناك في شباط/ فبراير.
وقد تم تجميد هذا الوضع بسبب قرار تركيا في وقت مبكر من الحرب، بإغلاق المضائق بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود أمام أي سفن حربية ليس لدى دولها ميناء رئيسي هناك.
وقد منعت هذه الخطوة، التي سمحت بها اتفاقية مونترو لعام 1936،
روسيا من جلب سفن حربية إضافية من أساطيلها الأخرى إلى البحر الأسود. لكنها تمنع أيضا معظم دول حلف شمال الأطلسي من جلب سفن حربية، ما يثير غضب البعض في دول الحلف.
وتفرض اتفاقية مونترو قيودا على الحمولة على الدول غير الأعضاء في البحر الأسود التي تشغل السفن الحربية من خارج المنطقة.
وتعتبر تركيا المعاهدة مقدسة لأنها تكرس سيطرة أنقرة على الوصول إلى البحر الأسود في القانون الدولي.
وتركز استراتيجية الأمن القومي لإدارة بايدن المكونة من 48 صفحة، والتي صدرت في أكتوبر، على التهديدات المستقبلية من الصين إلى منطقة المحيط الهادئ والمحيط الهندي لكنها تذكر البحر الأسود.
ونقلت الصحيفة عن الأدميرال الأمريكي المتقاعد جيمس فوغو، الذي قاد سابقا الأسطول السادس، ومقره في إيطاليا قوله إن"الطريقة لتأمين البحر الأسود هي عدم تجاهله، وأخشى أننا نتجاهله الآن".
تحذير روسي
وحذر وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، في وقت سابق، من أن "حشد قوات الناتو على الجناح الشرقي، لا يهدد روسيا وحدها، وإنما أيضاً يعرض حلفاء موسكو للخطر، وفي المقام الأول، جمهورية بيلاروسيا".
بدوره، وصف الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، قبل أيام، أنّ حشد قوات "الناتو" في الجناح الشرقي بذريعة "احتواء روسيا الاتحادية وحلفائها"، ليس سوى "تطوير لمسرح عمليات محتمل".
وأشار الرئيس البيلاروسي إلى أنّ هناك زيادة ممنهجة للوجود العسكري الأمريكي ودول الناتو الأخرى، قرب الحدود الغربية لدول منظمة معاهدة الأمن الجماعي.
وأضاف أن دول الغرب تعمل على نقل القوات والأسلحة والمعدات العسكرية إلى الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي، مشيراً إلى "كثافة أنشطة التدريب العملياتية والقتالية وازديادها".
أهمية البحر الأسود
وتحول البحر الأسود إلى بؤرة توتر حينما اندلعت الحرب الروسية في أوكرانيا، حيث يمتلك البلدان سواحل مطلة على البحر، كما أن شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها موسكو من أوكرانيا في عام 2014 هي موطن لأسطول روسي كبير.
وتقع جورجيا، التي غزتها روسيا في عام 2008، على حافة البحر الشرقية. وتقع رومانيا وبلغاريا وتركيا الأعضاء في منظمة حلف شمال الأطلسي على سواحله الغربية والجنوبية، حيث تسيطر تركيا على الممرات المائية التي تربطه بالبحر الأبيض المتوسط.
ويتدفق الوقود من القوقاز وآسيا الوسطى إلى أوروبا والعالم عبر البحر الأسود وحوله.
ومؤخرا، قفز البحر من مركز اهتمام للدول التي تتشاطر شواطئه، إلى مركز اهتمام عالمي.